خلافا لانتظارات ساكنة سلا وخاصة الأحياء المهمشة التي تعاني خصاصا حادا في التجهيزات الأساسية والبنى التحتية، شرعت السلطات المحلية في تنفيذ مشروع تقوية شارع المسيرة الخضراء بكلفة مالية تصل إلى مليار و100 مليون سنتيم، وقد كشفت الأشغال الأولية لتقوية الشارع عن سوء تنفيذ المشروع من خلال اقتلاع عدة أشجار على جنبات الشارع من أجل تهيئة بعض المواقف، إضافة إلى تعويض الأعمدة الكهربائية الحالية بأخرى مكلفة بينما تم جرف جنبات عدة فضاءات خضراء وتحطيم سياجاتها الحديدية، الأمر الذي أثار استياء كبيرا علما بأن هاته الحدائق كلف إنجازها مبالغ مالية طائلة، خاصة حديقة بئر أنزران وحديقة القدس المحاذية لإقامة عامل المدينة التي حظيت الصيف الماضي بعناية خاصة من حيث التعشيب والتشجير وتثبيت أعمدة كهربائية عالية الجودة، قبل أن تفسد الأشغال الجارية جماليتها بعد تهديم سياجها الحديدي واجتثاث بعض المغروسات التي تم تركيزها بهذا المحور الذي تقع به إقامة عدد من الشخصيات، وهو ما يعني أن تكلفة هذا الشارع ستقترب من المليارين إذا احتسبت نفقات إنجاز الفضاءات الخضراء التي تضررت والمبالغ المطلوبة لإعادة تأهليها، بينما يعاني حي بطانة من ضعف مستوى التشجير وتفتقر شوارعه الرئيسية إلى غرس الأشجار كما هو الحال بأهم شوارع الحي الذي يحتضن المحافظة العقارية وبعض المحلات التجارية والمقاهي والإقامات السكنية الحديثة. «المساء» حاولت، من خلال زيارة لمقر عمالة سلا، الاطلاع على تفاصيل المشروع قبل أن تفاجأ بأن الأمر يتطلب في سابقة نادرة وضع طلب كتابي موجه إلى السيد العامل والانتظار ريثما يتم قبول الطلب كي يصبح من الممكن معرفة ما سيتم إنجازه في شارع المسيرة الخضراء الذي يقع في مكان معزول وقليل الحركة وبقي مجهول الوجود لدى عدد من السكان قبل أن يقفز إلى الواجهة بعد الإعلان عن حجم الغلاف المرصود لتأهيله. وفي تصريح لأحد مستشاري مجلس عمالة سلا، أكد أن عددا من المشاريع عديمة الجدوى يتم تمريرها تحت مبررات شتى، لافتا الانتباه إلى أن السلطة المحلية استغلت مرور الملك النادر بهذا الشارع عند توجهه إلى إقامته الشخصية بالمعمورة لتقويته وإظهار «حنة يدها» في الوقت الذي ترزح فيه المدينة تحت وطأة اختلالات خطيرة انعكست على عدد من القطاعات والمجالات، وهو المعطى الذي أكدته مصادر مطلعة. وأوضّح المستشار أن «هذا التبذير الذي يطال المال العام يتم على حساب أولويات ملحة، إذ توجد بعض الشوارع في حالة كارثية مثلما هو الشأن بالنسبة إلى شارع ابن الهيثم، وشارع عبد الرحيم بوعبيد، وشارع وادي الرمان»، والعديد من المرافق التي كان الأولى صرف المبلغ عليها بدل استغلال اسم الملك لصرف أزيد من ملياري سنتيم، وهو المبلغ الذي كان بالإمكان اسثتماره لتغيير معالم حياة المواطنين ببعض الأحياء الشعبية التي ترزح تحت التهميش في ظل الأشغال الترقيعية التي يتم إنجازها في المناسبات الانتخابية. جدير بالذكر أن عمالة سلا تلقت منحة مالية قيمتها مليارا و100 مليون سنتيم من وزارة الداخلية لإنجاز مشروع تقوية شارع المسيرة الخضراء الذي تم إقحامه قسرا في مخطط التأهيل الحضري للمدينة في ظل غياب دراسات مسبقة.