شهد شارع موسى بن نصير، الممتد من باب ازعير إلى مقر وزارة الخارجية والتعاون، في الآونة الأخيرة عدة أعمال غرس وقلع يدخلها أصحاب الشأن والقرار في إطار أعمال الصيانة وتهييء مدينة الرباط، بينما يتضح من لسان حالها أنها نتيجة تسيير أقل ما يقال عنه أنه مزاجي وأحادي النظرة، بكل ما في ذلك من استهتار بالمسؤولية ونكران للواجب المقدس، الذي يعد السمة الأولى للتصرف في الشأن العام. فقد قدر لهذا الشارع أن تقلع أشجار النخيل الصغيرة التي كانت تزينه، وكانت تشكل بانوراما تتناسق فيها خضرة العشب وقدم السور التاريخي للشارع، وعوضت بأشجار نخيل كبيرة حجبت معظم المعالم التاريخية للسور عن الأنظار. والغريب في الأمر أن مصلحة الأغراس لم تفطن لهذا إلا بعد أن تم القلع والغرس، مما يدل على سوء التخطيط والارتجال، وكلف ذلك ميزانية الجماعة ما كلفها، خاصة بعد أن حكم على هذه الأشجار بالإعدام، ونقلها من الشارع إلى الطريق الساحلية لتموت هناك، مع العلم أن المصلحة المذكورة تعلم أن هذا النوع من النخيل لا يتحمل الرطوبة ومجاورة البحر. وبعد اقتلاع أشجار النخيل الطويلة، تم غرس الشارع بأزهار وورود هدفها أن تبهجه وتبهج المواطنين، لكن العشوائية في عملية الغرس أدت إلى بشاعة المنظر، مما اضطر المصلحة إلى إزالتها. وبعد هذا تبتدئ مرحلة أخرى بغرس الشارع بأنواع مختلفة من الشجيرات دائمة الاخضرار، غير أنها لم تدم طويلا، إذ قررت مصلحة الغرس من جديد اقتلاعها بالجرافات والمعدات الكبيرة، ليحرث الشارع بعد ذلك كما تحرث الأرض الفلاحية، ويغرس بالشعير للمحافظة على الاخضرار حتى إشعار آخر، وحتى يفكر أولو الأمر في حل معضلة هذا الشارع، الذي يبدو أن كل ما رصد له من ميزانيات لم يكف لحل مشاكله الجمالية.