بعد "خفوت ظرفي" للأشكال الاحتجاجية، عاد عشرات الحقوقيين والنشطاء ليملؤوا شوارع العاصمة الرباط، في وقفة رمزية أمام البرلمان، تزامنا مع الذكرى الثالثة لمقتل "سماك الحسيمة" محسن الفكري؛ وذلك استجابة للنداء الذي أطلقته فعاليات حقوقية وتنظيمات جمعوية. وبدا واضحا من خلال عدد المشاركين في الوقفة الذين لم يتجاوز العشرات أن النداء الذي أطلقته وجوه حقوقية معروفة لتخليد ذكرى وفاة "سماك الحسيمة" لم يلق تجاوبا واسعا، وهو ما أثر على حجم الوقفة التي بدت "باردة" و"محتشمة"، في ظل تمسك المحتجين بتنظيمها رغم النقص العددي الملحوظ. ولم يُلاحَظ انتشار واسع لقوى الأمن؛ إذ اقتصر الأمر على أفراد للشرطة بالزي المدني وعناصر من القوات المساعدة لمراقبة الوضع غير بعيد عن الوقفة الاحتجاجية، التي انطلقت حوالي الساعة السادسة والنصف مساء من أمام مقر البرلمان، وسط استحضار لشعارات حركة 20 فبراير. وحجَّ العشرات من النشطاء اليساريين والأمازيغ إلى أمام مقر البرلمان، مُرددين شعارات تطالب بإطلاق سراح ناصر الزفزافي ورفاقه، بينما طالب لفيف من المحتجين بإطلاق سراح المعتقل ربيع الأبلق الذي يعاني من مضاعفات صحية عقب الإضراب عن الطعام الذي يخوضه من داخل السجن. الوقفة انطلقت بشعار: "الموت ولا المذلة"، الذي اقتُرِنَ باحتجاجات الحسيمة وباقي مناطق الريف، قبل أن تعلو شعارات من قبيل "من أجلنا اعتقلوا ..من أجلهم نناضل"، و"الحرية الفورية للمعتقل السياسي"، و"يا معتقل ارتاح ارتاح ..سنواصل الكفاح"، وأيضا "شعب الريف قرر إسقاط العسكرة"، و"هذا عيب هذا عار.. الجماهير في خطر"، إلى جانب "باراكا من البوليس .. زيدونا فالمدارس"، و"الجماهير شوفي مزيان..حقوق الإنسان". وفِي السياق، طالبت عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان سعاد البراهمة بإطلاق سراح المعتقلين الريفيين، وفي مقدمتهم أيقونة حراك الريف ناصر الزفزافي، مشيرة إلى أن "هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي لمطالبة السلطات المغربية بالتفاعل مع الأصوات الحقوقية الداعية إلى تغليب العقل وإطلاق سراح المعتقلين". وتوقفت البراهمة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، عند تداعيات إضراب ربيع الأبلق، المعتقل على خلفية حراك الريف، موردة: "وضعه الصحي متدهور ويجب إطلاق سراحه فورا"، مؤكدة أن "الاحتجاجات في الحسيمة كانت سلمية ولم تطالب إلا بتوفير متطلبات العيش الكريم من شغل ومستشفى وجامعات". من جانبه، قال الحقوقي عبد الرزاق بوغنبور، في تصريح لجريدة هسبريس، إن "هذه الوقفة تأتي لدعم المعتقلين الذين هم في الأساس مواطنون أبرياء خرجوا للمطالبة ببدائل اجتماعية واقتصادية وبدل الإنصات لهم تم الزج بهم في السجون". ودعا بوغنبور السلطات المغربية إلى "إطلاق سراح المعتقلين والعفو عنهم بأي صيغة من الصيغ لأنهم أبرياء".