وسط تنديد دولي، بدأت تركيا شن عملية "نبع السلام" العسكرية ضد الميليشيات الكردية في شمال شرقي سوريا، وفقا لما أعلنه الرئيس رجب طيب أردوغان الأربعاء. وذكر الرئيس التركي على شبكة "تويتر": أن العملية موجهة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ووحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تسيطر على شمال شرق سوريا وأنهم حصلوا الأسبوع الجاري على دعم الولاياتالمتحدة، مضيفا بالقول: "سنحافظ على وحدة أراضي سوريا وسنحرر المجتمعات المحلية من مخالب الإرهابيين". قصف جوي وبدأت مقاتلات تركية في قصف مدينة رأس العين الواقعة في شمال شرقي سوريا، فيما يبدو أنها استعدادات لهجوم بري مخطط في هذه المنطقة، وفقا لوسائل الإعلام. ونشرت شبكة "سي إن إن تورك" على الهواء مباشرة صورة لأعمدة دخان قادمة من المدينة الحدودية التي تخضع لسيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية السورية وأكدت سماع صوت مستمر لتحليق مقاتلات. وبدأت العملية بعد قليل من شكر أردوغان في محادثة هاتفية نظيره الروسي فلاديمير بوتين على "موقفه البناء" إزاء الهجوم التركي. وتتطلع تركيا للسيطرة على قطاع مجاور للحدود السورية بعرض 32 كلم وطول 480 كلم من نهر الفرات حتى العراق. وتخضع هذه المنطقة لسيطرة وحدات حماية الشعب التي تعتبرها تركيا إرهابية لصلتها بحزب العمال الكردستاني المحظور. تنديد أوروبي وطالب رئيس الاتحاد الأوروبي جان-كلود يونكر تركيا الأربعاء بوقف عمليتها العسكرية ضد المسلحين الأكراد في شمال سوريا وقال لأنقرة إن الاتحاد لن يدفع أموالا لإقامة ما يسمى ب"المنطقة الآمنة" في شمال سوريا. وأضاف يونكر في البرلمان الأوروبي "أدعو تركيا وغيرها من الأطراف إلى التصرف بضبط نفس ووقف العمليات التي تجري حاليا". وتابع "لدى تركيا مشاكل أمنية على حدودها مع سوريا، وهو أمر يجب أن نفهمه، لكنني أدعو تركيا والجهات الفاعلة الأخرى إلى التحرك مع ضبط النفس. سيؤدي التوغل إلى تفاقم معاناة المدنيين. وهذا امر لا يمكن أن تصفه الكلمات". من جهتها قالت أميلي دو مونشالان وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي في فرنسا، قبل قليل، إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا دعت لعقد جلسة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث الهجوم التركي على شمال سوريا. وأضافت دو مونشالان أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان أن الدول الثلاث بصدد إصدار بيان مشترك "يندد بشدة" بالعملية التركية، في حين أنه سيتم الاتفاق على بيان منفصل يصدر عن الاتحاد الأوروبي بعد أن توقع كل الدول عليه. بدورها حثت ألمانياتركيا على وقف العملية العسكرية في شمال سوريا، مؤكدو التوغل قد يزيد من زعزعة استقرار هذا البلد ويساعد على عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية. وقال وزير الخارجية هايكو ماس في بيان "تركيا تخاطر بمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وعودة نشاط تنظيم الدولة الإسلامية... الهجوم التركي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة وأيضا تدفقات جديدة للاجئين ... ندعو تركيا لوقف عمليتها والسعي لتحقيق مصالحها الأمنية بطريقة سلمية". تهديد أمريكي وفي أمريكا أعلن السناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن الكونغرس سيجعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "يدفع غاليا جدا" ثمن هجومه على القوات الكردية المتحالفة مع الولاياتالمتحدة في شمال سوريا. وكتب السناتور المعروف بدعمه للرئيس دونالد ترامب "لنصلي من أجل حلفائنا الأكراد الذين تم التخلي عنهم بشكل معيب من قبل إدارة ترامب"، مضيفا "سأقوم بكل الجهود في الكونغرس لجعل أردوغان يدفع الثمن غاليا جدا".