بعد اشهر من التوتر، بدأت تركيا بقصف مواقع المقاتلين السوريين الاكراد في شمال البلاد في خطوة يمكن ان تشعل التوتر بينها وبين الولاياتالمتحدة، حليفتها في الحلف الاطلسي، ما يعقد المساعي لانهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات في سوريا. وليومين متتاليين، قصفت القوات التركية مواقع حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي بمدافع منتشرة على الحدود، مؤكدة ان جيشها يرد على هجمات من الاراضي السورية. وهذه اول مرة تؤكد فيها تركيا ضرب مواقع حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب التابعة له داخل الاراضي السورية، رغم ان الاكراد اتهموا تركيا العام الماضي بقصف مواقعهم. وتتهم تركيا حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب بانهما فرعان لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الحكومة التركية منذ اكثر من 30 عاما. وتخشى تركيا ان تسعى هذه الجماعات الى اقامة منطقة كردية ذات حكم ذاتي على الحدود التركية في سوريا، وتضع حاليا حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب التركي ونظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي تطالب بتنحيه، في سلة واحدة. ورغم ان الولاياتالمتحدة تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية، الا انها لا تصنف حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب ارهابية بعد ان اصبحت حليفة مهمة لها ضد تنظيم الدولة الاسلامية. ويقول اوزغور اونلوهيسارجيكلي مدير مكتب صندوق مارشال الاميركي في انقرة "هناك خلاف واضح بين الولاياتالمتحدةوتركيا بشان حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردي". واضاف ان "الولاياتالمتحدة تعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردي الطرف المحلي الوحيد في سوريا الذي يمكن ان يكون شريكا لها في الحرب ضد داعش. اما تركيا فتعتبرهما مرتبطين بحزب العمال الكردستاني وحليفين لنظام الاسد". – زيادة انعدام الثقة – وسارعت وزارة الخارجية الاميركية الى دعوة تركيا لوقف قصف مواقع الاكراد، وحضت اكراد سوريا على "عدم استغلال الوضع الفوضوي والسيطرة على اراض جديدة". الا ان مسؤولين اتراك قالوا ان تركيا ستواصل ضرب مواقع الاكراد داخل سوريا ما دامت تعتبرهم تهديدا قوميا". وصرح نائب رئيس الوزراء يالجين اكدوغان للقناة السابعة في التلفزيون التركي "تركيا ليست دولة تجلس ساكنة وتراقب كل شيء في شكل هامشي". كما ابلغ رئيس الوزراء احمد داود اوغلو نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في مكالمة هاتفية السبت ان حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي يشكل "تهديدا (…) وسنتخذ كل الاجراءات ضده". وراى اونلوهيسارجيكلي ان "الضربات التركية ستزيد من انعدام الثقة والتوتر بين البلدين الحليفين اللذين يحتاجان الى العمل معا على قضايا عدة". وتشعر انقرة بالقلق من التقدم العسكري الذي يحرزه المقاتلون الاكراد وحددت نهر الفرات "خطا احمر" لتقدمهم غربا. – اولويات مختلفة – وفي اعنف انتقاد يوجهه الى واشنطن، سأل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الولاياتالمتحدة "هل انتم معنا، ام انكم مع حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردي الارهابيين". واتهم ابراهيم كالين المتحدث باسم اردوغان في صحيفة "صباح" اليومية اكراد سوريا بالعمل على توسيع منطقة الحكم الذاتي الكردية في شمال سوريا "تحت غطاء قتال داعش". وقال "اذا فضلت الولاياتالمتحدة منظمة ارهابية على تركيا، ليكن (..) ولكننا سنقول +الولاياتالمتحدة تشن حربا على تركيا+". اما المعلق المناهض لاردوغان جنكيز كاندار فراى ان تصنيف الحكومة التركية لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي بوصفه منظمة ارهابية امر غير منطقي، مشيرا الى ان الجناح المسلح للحزب لم يشن هجوما واحدا داخل تركيا منذ إنشائها في 2003. واضاف "المشكلة تكمن في خوف انقرة المتجذر من الاكراد، وهو نوع من الخوف لا يمكن التغلب عليه". واضاف في مقال في صحيفة راديكال الالكترونية ان "اولويات تركياوالولاياتالمتحدة في سوريا مختلفة".