تصريح أردوغان جاء عشية قمة فيينا، التي بدأت أشغالها، اليوم الخميس، وتضم الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، إضافة إلى السعودية وإيران ومصر ولبنان والأردن. وتشارك تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي في ائتلاف تقوده الولاياتالمتحدة يقاتل متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، لكنها تعتبر التقدم الذي يحققه الأكراد الساعين إلى حكم ذاتي تحت قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي تهديدا لأمنها القومي مع خشيتها انهم قد يذكون النزعة الانفصالية بين الأكراد الأتراك. وقصفت طائرات حربية تركية مؤخرا أهدافا لميليشيا وحدات حماية الشعب التابعة للأكراد السوريين مرتين بعد أن تحدوا أنقرة وعبروا إلى غرب نهر الفرات. وقال أردوغان "هذا كان تحذيرا.. تركيا لا تحتاج إلى إذن من أحد.. سنفعل ما هو ضروري" في إشارة إلى أن أنقرة قد تتحدى مطلب واشنطن لتفادي ضرب الأكراد السوريين وتركيز عملياتها العسكرية على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية. وفي تعليقات أذاعتها محطة تلفزيون كنال 24 في بث مباشر اتهم أردوغان أيضا حزب الاتحاد الديمقراطي بتنفيذ "تطهير عرقي" في المنطقة وقال إن الدعم الغربي لميليشيات الأكراد السوريين يرقى إلى مساعدة الإرهاب. وبمساندة من ضربات جوية تقودها الولاياتالمتحدة استولى مقاتلو حزب الاتحاد الديمقراطي على بلدة تل ابيض في يونيو حزيران من متشددي الدولة الإسلامية. وفي الشهر الحالي أعلن مجلس قيادة محلي البلدة جزءا من نظام "كانتونات" للإدارة الذاتية يديره الأكراد. وقال أردوغان "حزب الاتحاد الديمقراطي يرتكب تطهيرا عرقيا هنا بحق العرب والتركمان... إذا انسحب الأكراد ولم يشكلوا كانتونا فلن توجد مشكلة. لكن إذا استمرت طريقة التفكير عندئذ سيتم عمل ما هو ضروري وإلا فإننا سنواجه مشاكل خطيرة." "نحن مصممون على محاربة أي شيء يهددنا على طول الحدود السورية." ومتحدثا قبل أيام من انتخابات برلمانية في تركيا تفاقم التوترات السياسية والأمنية قال أردوغان إن أنقرة لا تريد أن ترى كيانا كرديا متمتعا بحكم ذاتي على غرار كردستان العراق على حدودها الجنوبية. وأضاف أن حلفاء غربيين يسلحون الآن الأكراد. وإنهم حتى لا يقبلون حزب الاتحاد الديمقراطي كمنظمة إرهابية. أي نوع من الهراء هذا؟" وداخل تركيا استأنفت القوات المسلحة قتالها الذي بدأ قبل 30 عاما ضد متشددي حزب العمال الكردستاني الذي يسعى إلى حكم ذاتي للأكراد الأتراك وله أيضا روابط وثيقة بأقرانه الأكراد على الجانب الآخر من الحدود في سوريا. وقال أردوغان إن 1400 من متشددي حزب العمال الكردستاني يقاتلون إلى جانب ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا. وتصنف الولاياتالمتحدة وأوروبا -شأنهما شأن تركيا- حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية لكنهما تعتبران الجماعات الكردية السورية والعراقية حلفاء مهمين في القتال ضد متشددي الدولة الإسلامية وجهاديين آخرين. من جهة أخرى، قالت جماعة معارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الخميس، إن طائرات حربية يعتقد أنها روسية قصفت أهدافا في محافظة درعا جنوبسوريا للمرة الأولى مساء الأربعاء. وإذا ما تأكد هذا فستكون الضربات الجوية على منطقة تل الحارة هي أعمق نقطة تقصفها الطائرات الروسية في جنوبسوريا منذ أن بدأت حملتها الجوية لمساندة الرئيس السوري بشار الأسد منذ نحو شهر. وتقع تل الحارة على بعد أقل من 20 كيلومترا من هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل. ورجح بشار الزعبي رئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك الذي ينشط في درعا أن تكون الطائرات روسية. وقال لرويترز إن سلاح الجو السوري لم يشن أي غارات خلال الليل. كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه يعتقد أن الطائرات روسية.