ارتفع الطلب على خدمة نقل التلاميذ، التي توفرها المدارس الخصوصية، من طرف الآباء في السنوات الثلاث الأخيرة، حيث أكد مسؤول من الفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ أن ما يزيد عن 44 في المائة من الآباء يلجؤون لهذه الخدمة. وقال عبد المالك عبابو، النائب الأول لرئيس الفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ: "هناك عوامل كثيرة تدفع الآباء إلى الاستعانة بهذه الخدمة، من ضمنها طبيعة عمل الأب والأم معا، إلى جانب أسباب أخرى، من ضمنها بعد المؤسسات التعليمية عن مقرات سكناهم". ولفت عبابو، في تصريح لهسبريس، انتباه المسؤولين إلى وجود مجموعة من الخروقات التي يرتكبها أصحاب المدارس الخصوصية على مستوى النقل المدرسي، منها ما هو مرتبط بالحافلات نفسها، ومنها ما له علاقة بالتأمين والسائقين. وأوضح النائب الأول لرئيس الفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ أن "معظم المدارس الخصوصية تعمد إلى تكديس ما بين 30 و35 تلميذا على الأقل في حافلات لا تزيد حمولتها القانونية عن 22 مقعدا مخصصا للأطفال في أقصى الحالات، إلى جانب انعدام شروط السلامة". وتابع عبابو في تصريحه لهسبريس، قائلا: "هناك مسألة أخرى ترتبط بغياب أحزمة السلامة، وهو ما يعرض حياة التلاميذ للمخاطر، لكن يبدو أن هاجس سلامة الأطفال لا يوجد ضمن أولويات أصحاب هذه المدارس، دون الحديث عن التأمين ومؤهلات السائقين المنعدمة في الكثير من الأحيان، خاصة وأنهم لا يتوفرون على بطاقة السائق المهني". ودعا المتحدث وزارتي التربية الوطنية والتجهيز والنقل إلى "التدخل بحزم من أجل مراقبة مدى مطابقة معايير النقل الخاصة بالتلاميذ مع القانون"، وطالب وزارة التعليم ب"عادة النظام إلى القطاع برمته، ووضع آليات حقيقية وناجعة لوقف نزيف العبث الذي يؤثر على مستقبل شريحة واسعة من فلذات أكبادنا، ومحاصرة الجشع داخل المؤسسات الخصوصية"، على حد تعبيره.