هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلامة النقل المدرسي جزء من نجاح العملية التربوية والتعليمية
نشر في هسبريس يوم 05 - 02 - 2019

School transport safety is part of the success of the educational process-
يعتبر النقل المدرسي أحد الوسائل التي تمكن التلاميذ والتلميذات من الوصول إلى المؤسسات التربوية والتعليمية بشكل يومي، فهو عملية وحركة لا يمكن اعتبارها خارج عن مدار الحياة المدرسية أو العملية التعليمية، بل هي جزء هام من حياة الطفل من وإلى مؤسسة التعليم، ونجاح تلك العملية جزء من نجاح المدرسة نفسها.كما يعتبر النقل المدرسي وسيلة لفك العزلة عن أبناء وبنات القرى النائية وتمكينهم من متابعة دراستهم. ويعتبر النقل المدرسي أيضا جزءا من آليات الدعم الاجتماعي المتعددة، التي تساهم في حل مشكل بُعد المؤسسات التربوية والتعليمية عن مساكن التلاميذ والتلميذات. ومن ناحية أخرى، يساعد النقل المدرسي على تذليل بعض الصعاب الاقتصادية والجغرافية التي تواجه مسيرة الطلاب والتلاميذ الدراسية على حد سواء. وقد بُذلت، على مستوى مناطق عديدة بالمملكة وفي مناطق مختلفة، مجهودات ذات أهمية كبرى من أجل القضاء على أبرز الأسباب التي تكمن وراء ظاهرة الهدر المدرسي بصفة عامة وانعدام التمدرس والانقطاع المبكر عن الدراسة بصفة خاصة والتأخر في الوصول إلى حجرة الدرس في الوقت المحدد، والتي قد يكون من أحد أسبابها الرئيسية مشكلة النقل المدرسي؛ وذلك بالتغلب على بعض العوائق الجغرافية والاقتصادية التي تحول دون تمدرس الأطفال سواء في المدن أو أولئك المنحدرين من الوسط القروي أو المناطق النائية على وجه الخصوص. ورغم كل المجهودات المبذولة، يظل مشروع النقل المدرسي لا يفي بالغرض المنشود وغير كاف، بل يظل محفوفا بالمخاطر، فما هي الأسباب والعوائق التي تحول دون تطور هذا القطاع وتعميمه بكل سلاسة ومهنية؟...هل الجميع ملتزم بمسؤوليته وبمعايير السلامة بما في ذلك المركبة نفسها والسائق والتلاميذ والتلميذات (أي الركاب) وكذلك آباء وأولياء أمور التلاميذ؟. تبقى تلك الإشكاليات عالقة في غياب سياسات واضحة وتنظيم محكم لهذا القطاع تحترم فيه كل المعايير والقوانين والأولويات ويظفر فيه الطفل بخدمة نقل ومواصلات سليمة نظيفة ومنتظمة ترقى إلى مستوى النقل المدرسي في البلدان المتقدمة.
وضعية النقل المدرسي الحالية:
ليس بالشيء الغريب عندما يتحدث المرء عن الارتفاع الحاصل في نسبة النمو الديموغرافي في بلدنا مقارنة بالعقد الماضي، وبالتالي فمن البديهي والمتوقع أن يحصل جراء ذلك ارتفاع في نسبة التمدرس أو الالتحاق بالتعليم. ارتفاع عدد التلاميذ والطلاب المهول هذا كانت ولا تزال له انعكاسات على سياسة التدبير والتسيير للمؤسسات التربوية والتعليمية، وكذلك على التفكير في وسيلة النقل المدرسي الحالية ومدى مسايرتها للركب وهل ستستطيع تغطية حاجيات تلك الجماهير الغفيرة من التلاميذ والتلميذات والأسر وتلبية رغباتهم في إيصال أبنائهم وبناتهم إلى المدارس دون عناء، إذ مع تزايد أعداد التلاميذ والتلميذات ازداد الطلب على وسيلة النقل المدرسي المتواضعة والتي أصبحت لا تفي بالغرض بالشكل المطلوب ولا تلبي حاجيات الجميع وبالشكل اللائق، بل تعاني معظم الحافلات والسيارات من الاكتظاظ وعدم الالتزام بالمواعيد وتوالي الأعطاب وتهرأ بعض المركبات مما يهدد سلامة التلاميذ والتلميذات.
وتبعا لذلك، فإنه قد أصبح جليا أن هنالك إكراهات عدّة إذن لازالت ترخي بظلالها على قطاع النقل المدرسي في بلدنا في ظل غياب سياسات وقوانين موحدة وصارمة، وهو ما دفع بالمهتمين والباحثين والمسؤولين في القطاعات الأخرى ذات الصلة بالموضوع والمجالس الإقليمية إلى دعوة الهيئات المعنية إلى مناقشة الموضوع بجدية ومحاولة إيجاد الحلول الآنية والناجعة من أجل ضمان استمرارية القطاع في أداء وظيفته الحيوية. ويرى الباحثون وبعض المهتمين بضرورة تجميع القطاع على شكل هيئات إقليمية يُعهد إليها تسيير القطاع، وتوفر لها جميع الإمكانيات وظروف الاشتغال. ويرى البعض الآخر ضرورة الرفع من سقف الدعم الممنوح للمؤسسات التربوية والتعليمية وكذلك الجمعيات والكونفدراليات المنخرطة في مشروع النقل المدرسي وتطويره، وخلق جسور التواصل بين جمعيات آباء وأولياء أمور التلاميذ والقائمين على القطاع ومؤسسات الدولة والمجالس المنتخبة والمصالح الخارجية والأطر المسؤولة في وزارة التربية الوطنية والتعليم ومديرية الطرق وكذلك المواصلات، بالإضافة إلى تبسيط المساطر المتعلقة بقطاع النقل المدرسي، وتسهيل وتبسيط المساطر المتعلقة باستيراد مركبات ممتازة تستوفي جميع شروط السلامة.
النقل المدرسي ومعايير السلامة:
"السلامة يا مولانا"! ربما هي العبارة الأكثر تداولا بين آباء وأولياء أمور التلاميذ وهم يدلفون بصغارهم داخل مركبات النقل المدرسي في كل صباح. كيف لا وهم يرون صغارهم يحاولون أن يجدوا موطئ قدم داخل حافلات مكتظة وسط ازدحام شوارع وطرقات شديد. حافلات ربما البعض منها قد انتهت مدة صلاحيتها منذ أمد بعيد ولازالت تطوف بشوارع المدينة وطرقاتها بمدخنة تكاد تخفي كل معالم الحياة خلفها أينما وحيثما تحركت: هيكل مهترئ ومحرك لا يكاد يلتقط أنفاسه إلا بصعوبة وبسعال متقطع، وكراسي ممزقة ولا تشرف بالجلوس عليها وسائق بائس وتعيس مثقل بالديون لا يدري عن السلامة الطرقية ولا سلامة التلاميذ شيء يذكر!!!...وإذا كان ذلك هو وضع العديد من المركبات، فهناك من جهة أخرى مدارس محظوظة ينعم روادها بأسطول نقل مدرسي راقي ومتكامل وسائقون محظوظون أيضا وببدلة وزي موحد، أولئك هم أبناء الطبقة الميسورة إذن، القادرة على دفع رسوم المدارس الخاصة!!!. فهم كما يقول البعض من "ولدوا وفي فمهم ملعقة من ذهب"!!!...
وبما أن موضوع السلامة لا يخص فئة أو جهة دون أخرى، أو أسطول مواصلات دون آخر، بل الكل يتساوى عندما يتعلق الأمر بموضوع السلامة، والسلامة الطرقية لأن الأمر يتعلق بحفظ النفوس وسلامة الأبدان ويخص الجميع، فلابد من التذكير ببعض المسائل التي تساعد أو تضمن سلامة تنقل أبنائنا وبناتنا عبر وسائل النقل المدرسي ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
سلامة الحافلة؟ (Safety of the bus):
يرى العديد من الآباء وكذلك الباحثين أن معايير السلامة التي تنطبق على السيارات الخاصة يجب أن ينطبق بعضها على الحافلة، كربط حزام السلامة على سبيل المثال. عندما تدخل سيارتك، فإنك تلتزم بقوانين وشروط السلامة، وإذا كنت أحد الوالدين، فعليك التأكد من أن أطفالك قد ربطوا حزام الأمان أيضًا. ولكن إذا كنت أحد الوالدين، هل تتساءل عن أطفالك وهم يستقلون الحافلة المدرسية الصفراء الكبيرة في الصباح؟ ما مدى سلامة أفراد هذه الحافلة الكبيرة، خاصة إذا كانت الحافلة مثلها مثل معظمها، لا يوجد بها أحزمة أمان لركابها؟
خلال السنة الدراسية، يركب ملايين الأطفال في المدارس الابتدائية والثانوية حافلة من وإلى المدرسة كل يوم، إضافة إلى الحافلات التي تقل التلاميذ أو الطلاب إلى الأنشطة الخارجية أو الرحلات، وبذلك يكون نظام الحافلات المدرسية أكبر نظام نقل عام في بلدنا.
ولذلك فإنه مثل أي شكل من أشكال نقل المركبات، لا يمكن تجنب الحوادث التي تنطوي على حافلات مدرسية. كل عام، يتم علاج حوالي مآت أو ألاف الأطفال في غرف الطوارئ بالمستشفيات والمستوصفات بسبب الإصابات المرتبطة بالحافلات المدرسية. يمكن أن يصاب الأطفال عند ركوب الحافلة أو الركوب أو الخروج من الحافلة أو الوقوف بالقرب منها، أو عند اصطدامها بمركبة أخرى أو انقلابها.
تشير بغض الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع أن أكثر من 40 في المائة من إصابات الحافلات المدرسية سببها حوادث السيارات ومعظم هذه الإصابات تعتبر صغيرة، مما يسبب التوعك للأطفال، أو الإجهاد، أو الخدوش أو الكدمات، وتبقى حالات الكسر والوفايات جد محدودة. ولتفادي مثل تلك الحوادث، فلابد من وجود حافلة سليمة ومهيأة لنقل الأطفال مع سائق يقظ وواع بمسؤوليته وملم بقوانين مهنته.
السلامة حول الحافلة (Safety around the bus):
ورد عن إحدى التقارير الأمريكية أن حوالي 24 في المائة من الإصابات التي تحصل لأطفال المداس تشمل تلك التي تحصل خارج الحافلة المدرسية. ووفقا لتقرير CIPP، فإنه على الرغم من مقتل ما معدله سبعة ركاب في سن المدرسة في حوادث الحافلة المدرسية في كل عام، فإن 19 شخصًا قد قتلوا أثناء ركوب الحافلة أو عند مغادرتها أو الخروج منها، وذلك وفقًا لما ذكرته خدمة أخبار النقل المدرسية.
معظم من قتلوا من 5 إلى 7 سنوات من العمر، وقد أصيبوا في "منطقة الخطر" أي حول الحافلة. هذه هي المنطقة التي لا تتعدى 10 أقدام أمام الحافلة، و 10 أقدام خلفها، و 10 أقدام على جانبيها. ويصاب الأطفال إما بحافلة المدرسة نفسها أو بواسطة سيارة عابرة، رغم أنه من غير القانوني أن تمر إحدى السيارات بمحاذاة الحافلة المدرسية عند وجود ضوءها الأحمر.
وحسب نفس الدراسة فإنه يُقتل المزيد من المشاة في سن الدراسة في فترة ما بعد الظهيرة مما هو عليه في الصباح، حيث تحدث نسبة 38 في المائة من الوفيات في حوادث التصادم بين الساعة الثالثة والرابعة بعد الظهر.
لحماية الأطفال بشكل أفضل ، أضافت العديد من شركات الحافلات ذراع ميكانيكية تجبر الطفل على البقاء على مسافة معينة من الحافلة. وأقامت بعض المناطق التعليمية كاميرات على حافلاتهم لتسجيل سائقين يخفقون في التوقف لحافلة مدرسية.
يمكن للوالدين أيضًا القيام بالكثير للمساعدة في منع الحوادث بالقرب من الحافلة المدرسية. يمكنهم مراقبة الأطفال الذين ينتظرون الحافلة أو مغادرة الحافلة. ويمكنهم تعليمهم عدة قواعد بسيطة للحفاظ على سلامتهم. يجب أن يبقى الأطفال على بعد 10 أمتار من الحافلة، أو بعيدًا قدر الإمكان، ولا يسيرون خلفها أبداً. يجب أن يأخذوا خمس خطوات عملاقة أمام الحافلة قبل عبورهم من أمامها، حتى يمكن رؤيتهم من قبل السائق.
السلامة على مثن الحافلة (safety Onboard):
يدافع بعض الناس عن أن الحافلات الكبيرة - التي تزن أكثر من 10 آلاف رطل – يجب أن تكون لديها أحزمة أمان للحفاظ على سلامة الأطفال. ويشير العديد من الخبراء، مع ذلك، إلى أن المقاعد في الحافلات الكبيرة يتم تصميمها الآن بطريقة لا تحتاج إليها أحزمة المقاعد. وتسمى هذه الفكرة "التقسيم"، وهي "مقصورات" مصممة لاستيعاب وامتصاص القوة في حالة تحطم الحافلة في حادث سير، وحماية الأطفال. فالمقاعد الجديدة للحافلات تكون أعلى وأوسع وأثخن، وكل الأسطح المعدنية مغطاة بطبقة - وكلها تمتص الطاقة في حادث تحطم. ومن جهة أخرى فإن هيكل المقعد يسمح لها بالانحناء للأمام عند رمي طفل ضدها. كما يتم وضع المقاعد على مسافة لا تزيد عن القدمين، مما يحدّ من المسافة التي يتحرك فيها الطفل أثناء تحطم الحافلة.
توفر ميزة التقسيم الحماية في حالة حدوث تصادم على مستوى الرأس أو الخلف، لكن بعض الخبراء يجادلون بأن الأطفال ما زالوا قادرين على القذف جنبًا إلى جنب أثناء وقوع حادث، مما يتسبب في حدوث إصابات وحتى الموت. عندما تتحرك الحافلة، على سبيل المثال، فإن الإصابات الأكثر شيوعًا تكون عادة في الرأس والرقبة والكتفين. أحد الحلول المقترحة سيضع حشوة إضافية على جانبي الحافلة الداخلية - على النوافذ وعلى الألواح بين النوافذ.
يرى البعض بأن هناك عدة عيوب لأحزمة الأمان في الحافلات الكبيرة. فهي فعالة إلا إذا تم استخدامها. وحسب ما ذكرته جريدة أخبار النقل المدرسي الأمريكية، فإن في الحافلة التي تنقل العديد من الأطفال، من الصعب فرض استخدام أحزمة الأمان، وحتى عندما تكون قيد الاستخدام، فإنها تتطلب الكثير من الصيانة - لتعديلها من طفل إلى آخر، للحفاظ على نظام العمل الجيد والحفاظ على نظافتها. أيضا، الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 8 سنوات في حاجة إلى تسخير الصدر بدلا من حزام اللفة.
في عام 2005، بدأت ولاية كاليفورنيا في المطالبة بتشييد جميع الحافلات المدرسية الجديدة وتشغيلها في كاليفورنيا بأحزمة أمان ثلاثية النقاط: يعلق حزام ثلاثي النقاط على المقعد على كل جانب من الوركين، وله أيضا حزام الكتف.
على سبيل المثال فإن الحافلات الأصغر – أي تلك التي تزن أقل من 10 آلاف رطل- مطلوبة بموجب القانون الفيدرالي الأمريكي للحصول على أحزمة أمان ثلاثية/الكتف. ويرجع ذلك إلى أن الحكومة الفيدرالية الأمريكية تنظر إلى الحافلات الأصغر على أنها شبيهة بالسيارات أو الشاحنات الخفيفة، ويطالب القانون الفيدرالي هذه المركبات بحمل أحزمة الأمان، ومع ذلك، فإن دولا كثيرة لا تفرض استخدامها.
ومن جهة أخرى، فإن إحدى الخطوات الهامة للسلامة التي تتغاضى عنها العديد من المناطق التعليمية في بلدان شتى هي "تمرين الإخلاء" (Evacuation drill) لجميع التلاميذ والطلاب الذين يركبون الحافلات المدرسية. كما توصي بعض مجالس النقل بإجراء تدريبات على الأقل مرتين سنويًا لمراجعة مخارج الطوارئ وكيفية فتحها. ومن المهم أيضًا إجراء تدريبات أو إحاطة تخص سلامة رحلات الأنشطة مثل الزيارات والرحلات خارج المؤسسات التعليمية، والتي قد تشمل الطلاب الذين لا يركبون الحافلة بشكل منتظم وقد لا يكونوا على دراية بمستلزمات ومعايير السلامة.
نصائح السلامة للأطفال (Safety tips for children):
سوف نتناول في هذه الفقرة مجموعة من النصائح المستوحاة (بتصرف) من رابطة النقل المدرسي بالولايات المتحدة الأمريكية ((NHTSA، وهذه النصائح يمكن الاستفادة منها لأنها تخص الأطفال الذين يركبون حافلة مدرسية بصفة عامة:
• حاول الوصول إلى موقف الحافلة قبل 5 دقائق على الأقل من وصول الحافلة، وعندما تقترب الحافلة، قف ثلاث خطوات عملاقة على الأقل - 6 أقدام - بعيدًا عن الرصيف. اصطف بعيدا عن الشارع.
• اصطف أمام باب الحافلة المدرسية - وليس على الجانب بعيدا عن باب الحافلة.
• لا تلعب في الشارع أثناء انتظارك الحافلة المدرسية.
• ﻻ ﺗﻘﺘﺮب ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻮﻗﻒ هذه الأخيرة تماما، ويفتح لك اﻟﺒﺎب، ثم انتظر حتى يقول لك السائق أﻧﻚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ولوج اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ.
• إذا اضطررت لعبور الشارع أمام الحافلة، فاستمر في السير على الرصيف أو على جانب الشارع حتى تصل إلى خمس خطوات عملاقة على الأقل - 10 أقدام - قبل الحافلة، ثم يمكنك بعدها العبور.
• قبل عبورك الشارع، تأكد من أن سائق الحافلة يستطيع رؤيتك، ويمكنك رؤية سائق الحافلة بدورك. انتظر إشارة من سائق الحافلة قبل عبور الشارع.
• عندما تصعد الدرجات إلى الحافلة، تمسك بالدرابزين كي تصعد بسهولة.
• عند النزول من الحافلة، تأكد أن لا تعلق ملابسك أو حقيبة الكتب الخاصة بك على الدرابزين أو الأبواب.
• لا تمشي أبداً أو تعبر الشارع خلف الحافلة.
• إذا كنت بحاجة للسير بجوار الحافلة، فابق دائمًا ثلاث خطوات عملاقة - 6 أقدام - بعيدًا عن جانب الحافلة.
• إذا أسقطت شيئًا بالقرب من الحافلة، أخبر سائق الحافلة. لا تحاول مطلقًا التقاط ما أسقطته، فقد لا يتمكن سائق الحافلة من رؤيتك.
نصائح السلامة للسائقين (Safety tips for drivers):
فيما يلي تلميحات حول السلامة للسائقين الذين يسافرون عبر المناطق التي يوجد فيها أطفال المدارس (نفس المصدر بتصرف):
• عندما تخرج من دربك أو تغادر منزلك، كن في حالة تأهب للأطفال الذين يمشون أو يركبون الدراجات إلى المدرسة.
• عندما تقود سيارتك عبر منطقة مميزة ومعروفة كمنطقة مدارس، احذر الأطفال الذين يمشون أو يركبون الدراجات إلى المدرسة، فقد تكون عقولهم مشغولة ويفكرون في المدرسة أكثر من السياقة بأمان.
• كلما كان الأطفال في تلك المنطقة، فاخفض السرعة وتمهل. كن على أهبة الاستعداد بالنسبة للأطفال الذين يسيرون مشيا على الأقدام على رصيف الشارع، لا سيما في الأحياء التي لا يوجد بها أرصفة للمشاة.
• احذر الأطفال الذين قد ينتظرون أو يلعبون بالقرب من محطة الحافلات.
• راقبوا الأطفال الذين قد يتعجلون للحاق بالحافلة، والذين قد يندفعون إلى الشارع دون فحص حركة المرور.
• انتبه إلى الأضواء الوامضة الموجودة على الحافلة، وتوقف عندما تكون الأضواء حمراء ويتم تمديد الذراع الآمر بالتوقف ( (STOP.
نصائح السلامة للوالدين (Safety tips for parents):
تقدم رابطة النقل المدرسي الوطنية هذه النصائح للآباء والأمهات الذين لديهم أطفال يركبون الحافلة:
• تأكد من أن هناك على الأقل شخص بالغ واحد على مثن الحافلة، وإن أمكن واحد أخر في محطة الحافلات للإشراف على الأطفال.
• دع أولادك يعلمون أنك لن تغضب إذا لم يركضوا مرة أخرى إلى الحافلة لالتقاط سترة تركوها على مقعد أو أخذ عمل مدرسي أسقطوه عن طريق الخطأ بالقرب من الحافلة.
• شجع أطفالك على الجلوس بهدوء في الحافلة والاستماع إلى أي تعليمات يقدمها السائق.
خلاصة:
رغم كل المجهودات المبذولة من أجل تطوير قطاع النقل المدرسي، لازالت هنالك أصوات تنادي باتخاذ التدابير اللازمة المتعلقة بمعايير السلامة واختيار السائقين ذوي الخبرة والمهنية مع منحهم دورات تحسيسية في ما يتعلق بالسلامة الطرقية والقوانين المتعلقة بالنقل المدرسي. ومن جانب آخر لازال ممثلو الجمعيات يدعون إلى "الانفتاح على المستثمرين الخواص من أجل دعم القطاع والتدخل لدى الجهات المسؤولة عن التأمين والبطائق المهنية وتوحيد التسعيرة من طرف جميع الجمعيات والفاعلين في هذا القطاع، ويدعون أيضا إلى إعادة النظر في عملية الاقتناء عن طريق المبادرة الوطنية وبمعية شركائها بطرق شفافة تتوخى مصلحة المؤسسة التربوية والتعليمية وتراعي سلامة التلاميذ والتلميذات، وترجيح عملية الاستيراد بمواصفات دولية معتمدة في ذلك الجودة ومراعاة الحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى الانفتاح على المؤسسات التربوية والتعليمية والتعاون معها بخصوص تنظيم ولوج الحافلات المدرسية وتفادي الاكتظاظ والازدحام والعنف بمحيط محطات الحافلات والمؤسسات التعليمية.
ومما لاشك فيه سلامة النقل المدرسي جزء من نجاح العملية التربوية والتعليمية، وإن كان أسطول النقل المدرسي لدى المدرسة في وضعية مزرية، فإن ذلك من أحد أسباب فشل التعليم بها ونفور الناس منها؛ وأن تهور بعض السائقين أو عدم حصولهم على الخبرة الكافية قد يشكل خطرا على سلامة الأطفال ويعرض المركبات إلى التلف والحوادث المرورية. وهكذا يبقى الأمل معقودا بأن تجتمع الجهات المنوطة بتطوير هذا القطاع كي تجد حلولا ومقترحات ناجعة من أجل توفير خدمة نقل مدرسي متطور وآمن يرقى إلى مستوى طموحات الآباء والأمهات وأولياء أمور التلاميذ في هذا الوطن الغالي.
"أكعاون ربي"
والله ولي التوفيق،،،
*خبير دولي في مجال التربية والتعليم، مستشار
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.