في سياق تنامي منسوب الإجرام في المغرب خلال الفترة الأخيرة، تحديدا داخل العملاق الاقتصادي مدينة الدارالبيضاء، أعلن الحسن التازي، طبيب اختصاصي في التجميل، عن تنظيم مؤتمر وطني في غضون الأسبوعين المقبلين سيُخصص لفتح نقاش عام بشأن ظاهرة الإجرام في المملكة، وذلك تحت شعار "لا للتشرميل". في هذا الصدد، قال الدكتور التازي إن "المبادرة تهدف إلى تحسيس المواطنين والمجرمين أيضا، بحيث أتوجه إلى هذه الفئة التي ترتكب هذه الأفعال الشنيعة بالدرجة الأولى، بالنظر إلى كونها هي الفئة التي تستحق الدراسة والتحليل بغية الخروج بتوصيات عملية"، معتبرا أن "الشخص الذي يقدم على ارتكاب الفعل الإجرامي يؤذي نفسه أولا فما بالك بالغير". وأضاف الطبيب المشهور بعملياته التجميلية داخل المغرب، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المجرم يعيش في دوامة يصعب فهمها من لدن الآخر، الأمر الذي يدفعه إلى إطلاق أحكام نمطية عنه، ونجده مدمناً على تعاطي المخدرات، ما يدفعه إلى إيذاء نفسه كل مرة، لكنه يجد نفسه معزولا داخل المجتمع". "العزلة المجتمعية تدفعه إلى الانتقام من المواطنين"، يردف الخبير عينه، مبرزا أن "المجرم لم يعد يخاف من السجن، وهو مكمن الخلل، لأن السجن أصبح جزءا من الدوامة التي يعيشها، ما يستلزم إقرار خطة بديلة تستهدف المعني بالمعضلة، حتى نتمكن من فهم دوافع سلوكه من جهة، والعمل على إدماجه في المجتمع من جهة ثانية". وأورد المصدر عينه أنه "لا يمكن وضع شرطي لكل مواطن، على أساس أن المقاربة الأمنية من وجهة نظري غير كافية لمعالجة الظاهرة الإجرامية، بل يجب التواصل مع المعنيين بالأمر، خصوصا أن خطورة الموضوع تكمن في مستوى العصيان الذي وصلوا إليه، الأمر الذي جعل العقوبات الزجرية لا تضطلع بالأدوار الموكولة إليها"، داعيا إلى "فسح مجال التعبير لهذه الفئة المجتمعية حتى نتمكّن من معرفة دوافعها النفسية والاجتماعية والاقتصادية". جدير بالذكر أن ساكنة الدارالبيضاء ونواحيها تشكو من انتشار مجموعة من البؤر السوداء التي تقض مضجعها، وذلك بفعل تنامي الوقائع الإجرامية في الفترة الأخيرة، وهو ما دفع كثيرا من الأصوات إلى المطالبة بإحلال الأمن في تلك المناطق التي يتفادى البيضاويون دخولها، على غرار حي مولاي رشيد والهراويين وسيدي مومن، وغيرها من الأحياء التي يصعب ولوجها من قبل غير القاطن فيها، لا سيما خلال بعض الأوقات الحسّاسة.