اقتربت من حصان كان يقوده فارس شاب، فقبلت وجهه وربتت على ظهره منتشية، قبل أن تشير لهسبريس إلى أن هذا الفرس أشرفت على ترويضه بنفسها منذ أن كان مهرا، فأصبح مطيعا لها، وما إن يحس بوجودها قريبة منه حتى يبدأ في الصهيل باحثا عنها. إنها الفارسة للا عائشة أوفقير، رئيسة جمعية مهر فيتال للتنمية السياحية والإيكولوجية وحماية البيئة بإفران، التي شغفت منذ طفولتها بركوب الخيل وترويضها، والتي ذكرت لهسبريس أنها عشقت تربية الفرس وامتطاء صهوته بفضل جدها الذي كان يقيم نواحي صفرو، حيث كان يدربها، عند زيارتها له في العطل المدرسية على ركوب الخيل حتى أصبحت قادرة على كبح جماحها بالاعتماد على نفسها. "ترويض الخيل مهمة صعبة، تستلزم الصبر وتعاملا خاصا مع الفرس لكسب ثقته"، توضح للا عائشة، مبرزة أن أصعب مهمة في تربية الخيل هي تدريبها على فنون الفروسية التقليدية، والتي قالت متحدثة هسبريس إنها تتطلب خبرة أكبر ومجهودا مضاعفا. وتتابع الفارسة ذاتها، وهي في عقدها الخامس: "للحفاظ على هذا الموروث الثقافي الذي تتميز به المنطقة، فكرت في إنشاء جمعية مهتمة بالميدان، وهي جمعية متخصصة في السياحة القروية، عبر تنظيم جولات سياحية في الغابة والجبال على ظهر الخيول. وقد تمكنا بفضل هذا الإطار من خلق عدد كبير من فرص الشغل لفائدة مربي الخيل بإفران". وأشارت رئيسة جمعية مهر فيتال إلى أن جمعيتها تفتح أمام زوار مدينة إفران فرصا لتعلم ركوب الخيل وكيفية التعامل مع الفرس، مؤكدة أن تربية الخيول إرث ثقافي تجب المحافظة عليه، ومقوم من مقومات السياحة البيئية التي يجب تشجيعها بإقليمإفران. "ننظم لفائدة زبائننا من السياح المغاربة، والأجانب كذلك، رحلات خارج إقليمإفران، حيث نقوم بإخبار السلطات المحلية بقدومنا إلى المنطقة المعنية التي ننصب فيها الخيمة التقليدية الأمازيغية السوداء"، توضح المتحدثة ذاتها، مبرزة أن تلك الخيمة يتم استغلالها في إعداد المأكولات المغربية التقليدية، مثل الكسكس، على الحطب لإطعام المستفيدين من تلك الخرجة التي يكتشفون خلالها عددا من المناطق، وهم يمتطون صهوات الخيول. رئيسة جمعية مهر فيتال للتنمية السياحية والإيكولوجية وحماية البيئة أكدت، خلال لقائها مع الجريدة، أنها تبقى الفارسة الوحيدة بإقليمإفران التي واظبت لمدة طويلة على ركوب الخيل وممارسة فن الفروسية التقليدية رغم زواجها منذ مدة، مشيرة إلى أنها كونت عددا من الفارسات من فتيات المنطقة، غير أنهن ما إن يجدن شريك الحياة حتى ينقطعن عن ركوب الخيل. الفارسة للا عائشة أوفقير أوضحت أن الفرس يشكل مصدر رزق لعدد من القرويين البسطاء بالمنطقة، مبرزة أن مجموع عدد أعضاء جمعيتها يصل حاليا إلى 46 فارسا ينتمون إلى دوار "أدغاغ" الكائن ضواحي مدينة إفران، جلهم من الفئة الهشة. "على المسؤولين دعم هذه الفئة تفعيلا لخطاب الملك الذي أكد ضرورة الاهتمام بالعالم القروي. لقد تم توقيفنا عن العمل بمنتزه عين فيتال، نظرا لمشاكل لا علم لنا بها"، تورد رئيسة جمعية مهر فيتال، مشيرة إلى أن مزاولة فرسان جمعيتها لمهنة ركوب الخيل لفائدة زوار المنتزه المذكور يعد بالنسبة إلى معظمهم المصدر الوحيد للرزق.