لم يعد فن "التبوريدة" حكرا على الرجال، ولم تعد فضاءات ممارسة هذا الفن التقليدي المتميز، في المناسبات والمهرجانات، خاصة بالرجال من الفرسان. إذ بادرت المرأة المغربية بدخول هذا العالم، وتوالت التجربة بعدة مناطق، آخرها إحداث "سربة" للفروسية التقليدية، رأت النور أخيرا، بجماعة واد إفران، بإقليم إفران، عضواتها شابات من المنطقة والمناطق المجاورة. تأسست هذه السربة للفروسية التقليدية النسائية، قبل ثلاثة أشهر، بمبادرة من جمعية "تيفسا نوزغار" (فصل الربيع)، بسوق الحد بالجماعة القروية واد إفران، وهي التجربة الأولى من نوعها بالمنطقة، وتتكون "السربة"، التابعة لهذه الجمعية، حتى الآن، من 11 فارسة، و6 أخريات قيد التدريب، وتنتمي الفارسات إلى مناطق واد إفران، وأزرو، والحاجب، واخنيفرة، ومنطقة أمغاس، اخترن أن يجتمعن بمنطقة سوق الحد، حيث يوجد مقر الجمعية، وهن يتدربن بشكل منتظم بجبل بوفراح على ركوب الخيل، وتعلم تنظيم صفوفهن في "سربة" قادرة على القيام بعروض فن الفروسية التقليدية والتبوريدة، بالشكل الذي لا يقل عما يفعله الفرسان الرجال في هذا المجال. ووصلت سربة "فصل الربيع" لمستوى من النضج سمح لها بالمشاركة في عدة مهرجانات وملتقيات، قدمت خلالها الفارسات عروضا نالت إعجاب الجمهور. وكانت آخر مشاركة لهن بمناسبة تنظيم الدورة الأخيرة لمهرجان "تورتيت" الدولي بإفران، حيث قدمن لوحات استعراضية خلال سهرات المهرجان، بملعب السلام بمدينة إفران. وما يميز الفرقة النسائية للفروسية التقليدية لسوق الحد بجماعة واد إفران، هو الزي التقليدي الأمازيغي للفارسات، يزيد في تميزهن لدى تقديمهن للوحاتهن في فن الفروسية التقليدية على صهوة خيولهن وهن يرفعن بنادقهن إلى السماء قبل إطلاق البارود، كما يتميزن بتوفرهن على مستوى تعليمي جامعي أو ثانوي، ومنهن من ما زالت تتابع دراستها. خديجة الحضري، رئيسة جمعية "تفسا نوزغار" (فصل الربيع)، تحدثت ل"المغربية" عن تجربة الفروسية النسائية، التي بادرت جمعيتها للخوض فيها، واعتبرتها تجربة جاءت لإضفاء روح جديدة على هذا الفن الأصيل، لكن بصيغة المؤنث من خلال تأسيس "سربة" للفروسية النسائية نود إعطاء فرصة للمرأة الأمازيغية المحلية لاقتحام هذا الفن الأصيل، الذي كان حكرا على الرجل، يجب على المرأة أن تتقدم لركوب الخيل، من أجل المساهمة في استمرار هذا الفن المتميز، بما في ذلك الحفاظ على الفرس البربري ومستلزماته، وكذا الحفاظ على اللباس الأمازيغي التقليدي، الذي يزيد ركوب المرأة للفرس روعة وجمالا'، على حد تعبير رئيسة جمعية فصل الربيع، التي أكدت أن الفارسات متشبثات بممارسة هذه الهواية، وهن متشبعات بموهبة ركوب الخيل منذ الصغر، بحكم أن أبائهن من مربي الخيول، وهم فرسان ورثوا هذه الموهبة أبا عن جد. "مْقدمة" السربة، الشابة مليكة بوسعيد، وهي من منطقة الحاجب، أسرها ركوب الخيل منذ فترة الصباح، فتجربتها في ركوب الفرس تمتد إلى أزيد من ثمان سنوات، حيث مارست هذه الهواية سابقا بأحد الجمعيات، قبل أن تلتحق بجمعية "فصل الربيع" بسوق الأحد بجماعة واد إفران، تقول إن ركوب الفرس وممارسة "الفانتازيا"، ليس فيه فرق بين الرجل والمرأة، والرغبة في ركوب الخيل وحب هذه الهواية هي أهم شيء لممارستها، بالإضافة إلى التحلي بالشجاعة والإرادة في ركوب الخيل، وهو ركوب للتحدي لتحقيق الطموحات، على حد تعبير مليكة بوسعيد.