الخيل مؤثث أساسي في المواسم التقليدية ووسائل أساسية لتحقيق الفرجة الشعبية ، و العودة إلى إحياء هذا التقليد لن يكون إلا إيجابيا لأن هذا النوع من الرياضات منغرسة في المتخيل الجمعي …و كما هو في الحديث : علموا أبناءكم السباحة و الرماية و ركوب الخيل .. و الملاحظ لأن هناك تجربة و خبرة مغربية اصيلة في تربية الخيول و إعدادها للتباري و الظهور في الميدان و إبهار المتفرج ، و اعتداد الفارس بفرسه واضح و هو جزء من الديكور العام الذي يجعل الآخرين يحصلون على الفرجة .. إنه عودة إلى ذلك الزمن المجيد حيث لم يكن الفرس مجرد ديكور أو أكسسوار للفرجة ، و حيث لا يرى الفارس نفسه إلا فوق صهوة جواده ، و حيث يكون امتلاك الفرس مروءة و نخوة و أصالة وحظوة اجتماعية .. ومن قلب تيزنيت ولاجل مواكبة اطوار فعاليات مهرجان تيميزار ” الفضة ” شدني الحنين الى تتبع اطوار التبوريدة والمبرمجة ضمن فعاليات المهرجان ، حيث خصصت للحفل حلبة كبيرة وسط مدينة تزنيت وقد هيئت بكل الموصفات الدالة والدافعة الى نجاح هذا الحفل بكل المقاييس . هذا وقد بلغ عدد الخيول المشاركة أزيد من 100 فرسا ، في حين بلغ عدد السربات المشاركة في هذا العرس 8 سربات يمثلون بعض مناطق جهة سوس والجنوب ( جمعية امناين ايت ابراييم تيزنيت – جمعية اطلس سيدي بوعبدلي تيزنيت – جمعية تيزنيت للفروسية التقليدية وتربية الخيول – جمعية اشتوكة ايت باها للفروسية التقليدية وادي الصفاء – جمعية السلام للفروسية اكلو – جمعية الاخصاص للفروسية – جمعية أيت بوفولن بويزكارن – جمعية خيالة ايت باعمران ). ومن خلال ارتسامات المواطنين الذين التقتينا بهم شيبا وشبابا بالحلبة فقد عبر هؤلاء عن إعجابهم بالمستوى العالي الذي ظهرت به سربة اقليم اشتوكة ايت باها للفروسية والتي ابهرت الجميع بعروضها الشيقة والتي تناغم فيها الفارس برابطة الجاش وفرسه المصون وبتلك البندقية المزركشة الالوان ، بحيث استطاع البعض ان يحرك بندقيته بين يديه وبحركات بديعة نالت اعجاب الجماهير ، هذا تماشيا مع صوت المقدم الشاب البارع ” عزيز ابراهيم ” الذي بصيحاته صف الصف ووحد الكلمة مند انطلاقة السربة الى اطلاق البارود ، والجميل الذي نوهت به الجماهير هي الانسياق البديع للخيل والسرعة الفائقة والموزونة حتى النهاية ، كما تميزت سربة اشتوكة ببراعتها في اطلاق البارود من فوهات البنادق وبدقة عالية دون ارتباك . وتعتبر سربة اشتوكة ايت باها للفروسية من بين السربات العريقة والمعروفة على الصعيد الوطني بحيث شاركت هذه السنة في مجموعة من العروض المقامة بمهرجانات وطنية من بينها : ( مهرجان الجديدة للفروسية – ملتقى مديونة – حد السوالم – موسم سيدي الحاج مبارك انزكان - دار السلام الرباط – مهرجان سيدي افني – مهرجان تيزنيت – مهرجان الفروسية الدشيرة الجهادية ) ، كما ان لهذه السربة تاريخ عريق باقليم اشتوكة ايت باها ومن بين الذين رحلوا الى دار البقاء والذين يرجع لهم الفضل في استمرار هذه السربة في عطائها وتمثل الاقليم احسن تمثيل ومنهم : ( العزيز محمد الملقب باهمو ابن دوار ادوز اسعود – بونا عالي – التوبة الحسين – علي ابكار – علي اوبلال – عبد الله مومني – محمد بالباهي – الحاج الحسين النوس ) . وقد أشار” ادريس العزيز ” رئيس جمعية اشتوكة للفروسية إلى ان سربتهم تتميز بكونها تنهل من معين التراث والتقاليد والعادات الامازيغية الشتوكية الاصيلةومن بينهاالانغا والصيحات التي ترافق عروض (التبوريدة) هذا تعباير عن مواقف بطولية٬ وهي تمجد البارود والبندقية التي تشكل جزء هاما من العرض الذي يقدمه الفرسان٬ خاصة عندما ينتهي العرض بطلقة واحدة مدوية تكون مسبوقة بحصص تدريبية يتم خلالها ترويض الخيول على طريقة دخول الميدان٬ وأيضا تحديد درجة تحكم الفارس في الجواد.