غير آبهة بقدر تفاوت الأحجام على المستوى الدولي، مضت جبهة البوليساريو إلى الالتحاق بمجموعة بلدان اشتراكية رافضة لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في علاقتها بفنزويلا، بعد أن وقّع من يسمى بسفيرها في كوبا ماء العينين اتقانة مع عديد ممثلي بلدان ذات الميولات الاشتراكية. الحملة التي عنونت ب"لا لترامب"، من المرتقب أن تفتح تقاطبات جديدة في طبيعة علاقة الإدارة الأمريكية بمجموعة من البلدان، خصوصا أن أمريكا تراهن كثيرا على سقوط آخر قلاع الصدام في القارة اللاتينية، ودفعت كثيرا نحو صعود خوان غوايدو، رئيس البرلمان المحلي، المحسوب على المعارضة الفنزويلية إلى رئاسة الدولة. ومعروف أن العلاقة بين جبهة البوليساريو والمحيط الرئاسي الفنزويلي يغلبُ عليها التقارب على مستوى الهيئات الدولية، حيث يعترف البلد اللاتيني ب"الجمهورية الوهمية"، كما يتصادم على الدوام مع المغرب؛ فقد سبق أغلقت السفارة المغربية في فنزويلا سنة 2009، وتمت إعادتها فيما بعد. كما تُشكل ردهات الأممالمتحدة محط صراع دائم بين ممثلي البلدين بسبب مشكل الصحراء. وآخر فصول الصراع كانت في لجنة إنهاء الاستعمار، فقد انتفض عمر هلال في وجه فنزويلا عندما أدرجت قضية الصحراء ضمن مشاكل تصفية الاستعمار، وهذا مطروح كذلك في عديد الهيئات الدولية الأخرى. وفي السياق، أشار كريم عايش، عضو مركز الرباط للدراسات الاستراتيجية، إلى أن "هذا الشعار هو في الأساس هاشتاك لحملة عالمية معارضة ضد الرئيس الأمريكي وضد سياسة إدارته اتجاه أحد المعاقل الأخيرة للشيوعية بالعالم، وساهم في اتساع رقعة هذه الحملة انضمام أشخاص وبعض الجمعيات على الصعيد الدولي ممن يتعاطفون مع الرئيس الفينزويلي مادورو". وقال عايش، في تصريح لجريدة هسبريس: "اصطفاف جبهة البوليساريو إلى جانب هذه الحملة مباشرة بعد صدور مقال جريدة الوال ستريت جورنال والذي تضمن معلومات موثقة من مصادر داخل الإدارة الأمريكية تصرح بعدم رغبة ترامب في أن تأخذ قضية الصحراء منحى غير المسلك الأممي". وأضاف عايش أنه "لا يمكن الفصل بين إشارة الجريدة وبين ما أقدمت عليه الجبهة، فقد شدد المقال الوارد بها على أن الحل المقترح من طرف المبعوث الشخصي يتبنى المبادرة المغربية بحكم ذاتي موسع، ونفيها رغبته في خلق دولة جديدة في شمال افريقيا". وأوضح عايش: "إلى جانب هذا التصريح نعتت الجريدة الجبهة بارتباطها بالمنظمات الإرهابية وتبنيها الفكر الماركسي في إطار سعيها إلى فرض اجندة الاستفتاء والتحالف مع روسيا والصين في تطابق مع توجهات الجزائر الإستراتيجية، مما يطرح سؤال الترخيص والدعم القبلي الذي تلقته البوليساريو من النظام الجزائري المؤقت للانضمام إلى حلف يعلن معارضته الصريحة للرئيس الأمريكي والإدارة الأمريكية".