دخلت الأممالمتحدة، اليوم الجمعة، على خط الأزمة السياسية، التي تعصف بفينزويلا في سياق الصراع، الجاري في البلاد بين الرئيس “نيكولاس مادورو”، وقوى المعارضة. وأكدت الهيأة الأممية، اليوم، أن السلطات الفينزويلية أوقفت أكثر من 350 متظاهرا، خلال الأسبوع الجاري، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية. من جهته، قال المرصد الفينزويلي للنزاع الاجتماعي إن الاضطرابات، التي تعيشها البلاد قد خلفت 26 قتيلا، بعد أربعة أيام من انطلاقها، يوم الاثنين الماضي. وأوضحت المنظمة غير الحكومية المناهضة للرئيس “مادورو” في تغريدة على موقع “تويتر”، قالت فيها ب”اغتيال 26 شخصا أثناء التحركات الاحتجاجية”، مشيرة إلى أن سبعة منهم قتلوا في العاصمة كراكاس. مظاهر الأزمة وتعيش فينزويلا، منذ أشهر، على وقع أزمة سياسية، واقتصادية خانقة، وسط تقاطبات بين “مادورو”، والمعارضة، التي لم تعترف بنتائج الانتخابات، التي جرتا الصيف الماضي، والتي تسمح للرئيس بالإستمرار في منصبه إلى غاية عام 2025. وشهدت البلاد، خلال السنوات الماضية، تدهورا في المؤشرات الاقتصادية، إذ سجلت فنزويلا تضخما بنسبة 2616 في المائة، خلال عام 2017، وانهيارا لإجمالي الناتج المحلي بنسبة 15 في المائة، كما تفيد حسابات البرلمان. كما عرفت العملة الوطنية “البوليفار” انهيارا قياسيا، خلال السنوات الماضية، ما جعل سعر مواد غذائية بسيطة يصل إلى الملايين، ما دفع نسبة مهمة من سكان البلاد إلى الفرار صوب دول الجوار. ودعت الأممالمتحدة، في غشت الماضي، دول أمريكا اللاتينية إلى الاستمرار في استقبال اللاجئين الفنزويليين، الذين بلغ عددهم 2.3 مليون في عام 2015، هاربين من التضخم، والنقص في الأدوية، والغذاء. انقسام دولي وتأتي التطورات الأخيرة في فينزويلا في وقت تزايد فيه تأييد الدول الغربية لرئيس البرلمان “خوان غوايدو”، الذي أعلن قبل يومين نفسه رئيسا للوكالة بدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية، في حين أكد مادورو شرعية حكمه في مواجهة “الانقلاب”. وقررت الولاياتالمتحدة، أمس الخميس، سحب دبلوماسييها “غير الأساسيين” من فنزويلا على خلفية أزمة الرئاسة، التي يتنافس فيها الرئيس نيكولاس مادورو، الذي تلقى دعم الجيش، ورئيس البرلمان “خوان غوايدو”، الذي أعلن نفسه “رئيسا بالوكالة”، والمدعوم من واشنطن. وكان وزير الخارجية الفنزويلي “خورخي أريازا”، قد أكد، أمس، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تقف وراء محاولة الانقلاب في البلاد فحسب، وإنما “تقودها”. مؤسسة الجيش في البلاد عبرت عن موقف حاسم وداعم ل”مادورو”، حيث أكد وزير الدفاع الجنرال “فلاديمير” أن إعلان رئيس البرلمان “خوان غوايدو” نفسه رئيسا للبلاد بالوكالة، يشكل “انقلابا”. وانضم جيران فينزويلا من دول أمريكا الجنوبية إلى داعمي “الرئيس بالوكالة”، إلى جانب كل من كندا، وأغلب البلدان الأوربية، فيما عبرت روسيا، وتركيا عن رفضهما الشديد لهذا “الانقلاب” على نظام “مادورو”. وأعلن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، أمس، دعمه لفنزويلا في أزمتها السياسية “المدعومة خارجيا”، مشددا على أن “التدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا يمثّل انتهاكا صارخا للقانون الدولي”. كما أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن صدمته من تصريح لنظيره الأمريكي “دونالد ترامب”، اعترف فيه برئيس برلمان فنزويلا “خوان غوايدو” رئيسًا انتقاليًا” للبلاد، وشدد على أن “مادورو” فاز بالرئاسة عبر صناديق الانتخاب. وفي سياق الضغط الدولي طالبت الولاياتالمتحدة بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الأزمة الحالية في فنزويلا، مع تواصل الاحتجاجات، وتحذير وزير دفاع فنزويلا من “حرب أهلية”.