قال مصدر مقرب من الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، إن هذا الأخير مستاء من تصريحات كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، خالد الصمدي، التي أدلى بها لهسبريس في بث مباشر يوم الخميس الماضي، حول القانون الإطار للتربية والتكوين. واعتبر بنكيران وفق المصدر ذاته، أن الصمدي عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، غير مؤهل للحديث في موضوع "القانون الإطار" وأن تصريحاته حول "فشل التعريب" و"فرنسة التعليم" مجرد عبث لا ينسجم مع مبادئ حزب "البيجيدي". وأضاف رئيس الحكومة السابق، أن المؤهلات العلمية للصمدي بسيطة ومتواضعة جدا، وتصريحاته المؤيدة ل"فرنسة التعليم" تخدم جهات بعينها تسعى إلى تدمير "الهوية المغربية" وتتواطئ مع اللوبي الفرنكفوني، مشيرا إلى أنه لو بقي رئيسا للحكومة لما سمح باستوزار "بروفايل" من طينة الصمدي. وتصب تصريحات بنكيران حول الصمدي المزيد من الزيت، على العلاقات المتوترة بين الأمين العام السابق للعدالة والتنمية، وبين "إخوانه" في الحزب، إذ أثارت خُطوة تزعم بنكيران لجبهة وطنية معارضة للقانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي غضب قيادة "البيجيدي"، خصوصا بعد تلويح دعاة التعريب بخوض أشكال احتجاجية ضد حكومة العثماني. وقال الصمدي في حوار مباشر مع هسبريس يوم الخميس الماضي، إن "سياسة التعريب فشلت، عقب اكتفاء السياسات العمومية باعتمادها في الأقسام الأولى فقط، وعدم إيصالها إلى مدرجات الجامعة"، مسجلا أن "اللغة العربية عليها أن تتلاقح مع باقي اللغات من أجل أن تتطور". وأوضح المسؤول الحكومي أن "المنظومة التربوية تحتاج لمسة مغربية وفرها القانون الإطار بشكل كاف"، مضيفا أن ازدواجية اللغات المعتمدة أمر مطلوب، وأن فتح الباب أمامها يمكن من تأهيل الناس بشكل جيد. وأكد أن "خير دليل على ضرورة اعتمادها هو استقطاب التعليم العالي 60 في المائة من الطلاب عبر التعليم الخاص". وأكد الصمدي، في "مباشر هسبريس" أن "اللغة التي لا يمارس بها البحث العلمي وتعاني الفقر على المستويين المعجمي والمصطلحي، لا يمكن أن تنجح في فترة ما قبل الجامعة"، مشيرا إلى أنه يفرق هنا بين التعريب الذي فشل واللغة العربية القادرة فكريا على تقديم الإضافة المطلوبة ضمن منظومة التربية والتكوين.