تسببت المواقف التي عبّر عنها عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، بخصوص "لغة التدريس"، في ارتباك واضح لفريق "البيجيدي" بمجلس النواب حول هذا الموضوع المثير للجدل؛ ففي اللحظات الأخيرة تم تأجيل التصويت على القانون الإطار للتعليم في اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال بالغرفة الأولى، اليوم الاثنين. وعقد سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة، اجتماعا عاجلا لم يكن مبرمجا مع فريقه البرلماني، اليوم الاثنين، لتوحيد المواقف في ظل ضغوطات بنكيران والجناح الدعوي للحزب "حركة التوحيد والإصلاح" على برلمانيي ووزراء "البيجيدي" للتصويت ضد مشروع القانون الإطار. وقررت لجنة التعليم تأجيل التصويت على مشروع قانون الإطار رقم 51.17، المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، إلى يوم غد الثلاثاء؛ وهو المرتقب أن تصادق فيه الدورة البرلمانية الاستثنائية، التي تنطلق مساء اليوم، على هذا المشروع. ويتخوف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية من حدوث شرخ في صفوف فريقه البرلماني لحظة التصويت على القانون الإطار، خصوصا أن خرجة بنكيران دعت بشكل واضح برلمانيي ووزراء "البيجيدي" إلى "تحمل مسؤوليتهم التاريخية فيما يتعلق بالنقاش الجاري حول القانون الإطار المتعلق بالتعليم، حتى لو أدى الأمر إلى سقوط البرلمان وسقوط الحكومة". وعلمت هسبريس، من مصادر برلمانية، أن تصريحات بنكيران دفعت رئيس الحكومة إلى عقد اجتماع مع برلمانيي "حزب المصباح"، تفاديا لحدوث أي مفاجآت خلال التصويت على القانون الإطار في الجلسة العامة، خصوصا أن هذا الملف تم حسمه في إطار التوافقات داخل اجتماعات الأغلبية الحكومية ورؤساء الفرق البرلمانية. وكان بنكيران وجّه كلامه نحو العثماني، قبل ساعات من التصويت على القانون الإطار، وخاطبه قائلاً: "لا يجب أن يكون الاستقلاليون قد نالوا شرف تعريب المواد العلمية قبل ثلاثين سنة، وينال هو عار إعادة فَرنَسَتِها". وزاد: "الله يهنيها رئاسة الحكومة، وهل أنت أول رئيس حكومة سقط؟"، واصفا رفضه دخول الأحزاب الأربعة، الذي سبّب "البلوكاج الحكومي"، بكونه أهون مما يقع اليوم. وأشار بنكيران إلى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية حين أورد: "إذا خرج اليوم من الحكومة سيخرج برأسه مرفوعا؛ ولكنه إذا بقي فلن يستطيع أن يرفع رأسه أمام المغاربة، لأن ما يتم اليوم إذا مُرّر وطُبِّق سيفشل، ولو كان سيعطي نتيجة اليوم لما غُيِّرَ منذ ثلاثين سنة، عندما كان لا يزال يوجد بالمغرب الأساتذة الفرنسيون، والأساتذة الذين يتقنون الفرنسية، فكيف ذلك وكثير من أساتذة العلوم اليوم لا يتقنون هذه اللغة؟".