بشكل متواصل تمضي أزمة المعتقلين السياسيين بسجن الذهيبية، نحو أبعاد أكثر مأساوية بعد أن نقل محمود زيدان ومولاي آبا بوزيد، وهما اثنين من المعتقلين الثلاثة، إلى مستشفى بتندوف، مشتكين من ظروف الاعتقال الذي طالهم من طرف جبهة البوليساريو، بسبب انتقاداتهم المتوالية لقيادة إبراهيم غالي واستئثارها بمصير سكان تندوف. وحسب مصادر من تندوف، فقد نُقل المعنيان صوب مستشفى الجراحات بعد أن تدهورت حالتهما الصحية كثيرا جراء الإضراب عن الطعام، وسرعان ما عادا إلى سجن الذهيبية، رافضين تلقي أي علاج من لدن الأطباء، ومطالبين بتوفير ظروف المحاكمة العادلة والاطلاع على التهم الموجهة إليهم. وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أدانت اعتقال جبهة "البوليساريو" الانفصالية لثلاثة من معارضيها، وقالت إن "البوليساريو ملزمة بتقديم أدله موثوقة تظهر أن الناشطين مولاي آبا بوزيد والفاضل محمد ابريكة والصحافي محمود زيدان قد يكونون ارتكبوا أعمالا إجرامية حقيقية، وليس مجرد انتقاد سلمي". وحذرت عائلات المعتقلين بسجن الذهيبية من الوضعية الصحية للمعتقلين الذين شارفت مدة سجنهم الشهرين، مشددة على أن الرعاية الصحية تغيب عن المعتقلين، مطالبة بإطلاق سراحهم على اعتبار أنهم أبرياء ولم يقوموا سوى بنقد موضوعي وإبداء للرأي بخصوص وضعية مخيمات تندوف. وانبرت "المبادرة الصحراوية" للدفاع عن المعتقلين، حيث رسمت من خلال تقرير موجه إلى الرأي العام الدولي صورة قاتمة عن الوضعية الكارثية التي يُوجد فيها المعتقلون السياسيون الثلاثة، "بداية من قضائهم لأسبوع في سجن انفرادي مكبلي الأيدي ومعصوبي العينين ومشدودي الأرجل، في ظلام دامس، لم يروا الشمس طوال الاحتجاز، وكانوا يقضون حاجاتهم بمكان نومهم". وأكدت "المبادرة الصحراوية" أن قيادة الجبهة لجأت إلى سياسة تلفيق التهم من خلال تهم الخيانة والعمالة والتخابر مع جهات معادية، بعد عجزها عن "إثبات أي دليل، ما يفسر المماطلة والتأخير في إجراء محاكمة عادلة ونزيهة". وكان معتقل الرأي المعارض للبوليساريو مولاي آبا بوزيد أكد، في رسالة نقلتها عائلته، أن "الموت أفضل من حياة الذل والظلم" التي تعيشها ساكنة تندوف. ويطالب معتقلو البوليساريو باحترام القوانين فيما يتعلق بإجراءات التحقيق وظروف الاعتقال، إلى جانب توفير شروط المحاكمة العادلة، والإفراج عنهم على ذمة التحقيق إلى حين إثبات أو نفي التهم المنسوبة إليهم.