رحيل أسماء وازنة وثقت حضورها في رقيم الذاكرة الوطنية.. حتى لا ننساها غادرتنا إلى رحاب الله وجواره، سنة 2011، شخصيات وأعلام هوت بموتها نجوم متألقة، مفكرون وسياسيون ودبلوماسيون ورياضيون وفنانون وجمعويون وثقوا، بأحرف من ذهب، أسماءهم في رقيم الذاكرة الوطنية. فبعد حياة حافلة بالعطاء والنضال، ودع المغاربة يوم رابع شتنبر 2011 الأميرة للا عائشة، كريمة الملك الراحل محمد الخامس وشقيقة الملك الراحل الحسن الثاني وعمة الملك محمد السادس. وقد عرفت الفقيدة الأميرة للا عائشة بنضالها إلى جانب والدها من أجل دعم تعليم الفتاة المغربية وتحررها، وكانت أيضا أول امرأة في العالم العربي تمارس مهام دبلوماسية. وفي بحر هذه السنة، فقد العمل الدبلوماسي المغربي يوم ثامن يناير عبد الله معروفي، السفير السابق بالولايات المتحدة عن عمر يناهز 66 سنة، ويوم 10 أكتوبر الدبلوماسي السابق عبد الهادي بنجلون أندلسي، بفاس عن عمر 75 سنة. وفقد العمل الجمعوي برحيل الدكتور عبد الرحيم الهاروشي، الوزير السابق والفاعل الجمعوي، بالدار البيضاء يوم 21 غشت عن سن يناهز 67 سنة، أحد أعمدته. ويعتبر الراحل الهاروشي واحدا من أبرز المتخصصين في جراحة الأطفال في المغرب، وسبق له أن تولى في تسعينيات القرن الماضي منصب وزير الصحة، كما تولى عام 2004 منصب وزير الأسرة والتنمية الاجتماعية والتضامن. وكان الراحل يرأس جمعية "آفاق" التي تنشط في مجال التوعية من أجل المواطنة وحقوق الإنسان. وغادرنا إلى دار البقاء كل من العلمي التازي، الوزير السابق وعضو مجلس المستشارين الذي وافته المنية يوم ثامن يناير بأحد مستشفيات تولوز عن سن يناهز 81 عاما، ومحمد بوعمود، الوزير السابق، الذي وافته المنية بالرباط عن سن يناهز 83 عاما، وابريكة الزروالي، البرلماني السابق وأحد وجوه المقاومة وجيش التحرير، الذي توفي بالرباط يوم 18 يوليوز عن سن تناهز 81 سنة. ولبى داعي ربه يوم فاتح دجنبر عمر دومو، المدير السابق للشؤون الجنائية والعفو بوزارة العدل، عن عمر يناهز 67 سنة. ورزأت أسرة المقاومة وجيش التحرير يوم 16 يناير في أحد الوجوه البارزة في مجال الكفاح الوطني، في شخص المقاوم بنعبد الله بن محمد الوكوتي الذي استجاب إلى داعي ربه بمدينة بركان عن عمر يناهز 86 سنة. وقد كان المرحوم الوكوتي قبسا وعلما من أعلام ملحمة العرش والشعب المجيدة، وأحد أقطاب المقاومة وجيش التحرير، الذي عرفته ساحة الجهاد بالمنطقة الشرقية، ومن مؤسسي خلايا المقاومة ببني يزناسن. وفقدت الساحة الفكرية خلال السنة التي نودعها ثلاثة أسماء وازنة في مجال البحث والفكر، ففي يوم 12 فبراير غيب الموت العلامة محمد بن عبد الرازق بمراكش عن عمر يناهز 105 سنوات. وكان الفقيد، العضو السابق بالمجلس العلمي بمراكش، متخصصا في العلوم الإسلامية والحسابية وعلم التوقيت والفلك، وألف العلامة الراحل العديد من الكتب التي عرفت انتشارا واسعا في العالم العربي والإسلامي، من بينها "خلاصة علم التوحيد على نهج السلف" و"دروس في الفقه والحديث والتفسير". وعرف الفقيد بدفاعه المستميت عن القضية الوطنية. كما أخرست يد المنون يوم 11 غشت واحدا من الأساتذة المبرزين، الأستاذ محمد البردوزي الذي لبى داعي الحق بأحد مستشفيات الرباط عن سن 63 عاما. وقد أنجز الراحل العديد من الدراسات والأبحاث، من بينها كتاب "تحديث التعليم.. من الميثاق إلى التفعيل"، كما ترجم إلى اللغة العربية كتاب "علم النفس والبيداغوجيا" لجان بياجي، وبالإضافة إلى كونه عضوا سابقا بهيئة الإنصاف والمصالحة، فقد كان الأستاذ البردوزي أيضا عضوا باللجنة العلمية التي أنجز تقرير "50 سنة من التنمية البشرية في المغرب وآفاق 2025". وفي يوم 16 أكتوبر، اختطفت يد المنون علي لغزيوي، محافظ خزانة القرويين بفاس، الذي توفي عن عمر يناهز 63 سنة. وقد كرس الراحل جهوده للمهمة النبيلة التي أنيطت به، والمتمثلة في السهر على تدبير خزانة القرويين، ذات الصيت العالمي، التي تعد ذاكرة للكتب والمخطوطات القديمة. وكان الفقيد معروفا بأبحاثه الأكاديمية، وإنتاجاته العلمية في مجالي التاريخ والأدب. كما ودعت الوطنية واحدا من خيرة مناضليها، ففي يوم ثاني دجنبر توفي شمعون ليفي، الأمين العام لمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي، بأحد مستشفيات الرباط، عن عمر يناهز 77 سنة. انخرط الراحل شمعون ليفي، منذ شبابه، في النضال السياسي، وساهم بدور حاسم في المعارك التي خاضها المغاربة منذ معركة الاستقلال، كما كان وجها بارزا في الحركة النقابية، فضلا عن عطائه الفكري الغني. وتميزت سيرة ليفي بنضاله الوطني من أجل أن يتبوأ المغرب مكانته اللائقة في المجموعة الدولية. وفقد المغرب يوم 28 يونيو واحدا من أقطاب التصوف، مقدم الطريقة القادرية البودشيشية بالرباط العلامة أحمد لسان الحق الذي وافته المنية بمدينة فاس. وفي المجال الموسيقي، ذوت من شجرة الإبداع المغربي الرصين أوراق كانت، إلى الأمس القريب، نضرة في عرصات الإبداع، فقد رحل عنا، في صمت الزاهدين، يوم 29 شتنبر 2011، عراب الأغنية المغربية الفنان والملحن عبد النبي الجراري، وذلك عن عمر 87 عاما. وبرحيل الجراري فقد المغرب أحد رواده في مجال الموسيقى والغناء، وواحدا من المساهمين في وضع اللبنات الأولى للموسيقى والفن بالمغرب، ومكتشفا للعديد من الأصوات البارزة في الساحة الغنائية، وطنيا وعربيا. وفي يوم 21 نونبر من هذه السنة، انطفأت شمعة أخرى، وودعنا عازف القانون الشهير الفنان صالح الشرقي عن سن 88 عاما. ويعتبر الراحل ظاهرة فريدة في المشهد الموسيقي المغربي، بجمعه بين التلحين والتأليف والتوثيق، فكان بذلك نموذجا للفنان العصامي الذي اجتمع فيه ما تفرق في غيره. وفي تاسع يناير 2011، لبى داعي ربه بإقليم الرشيدية الفنان امبارك أولعربي رئيس المجموعة الموسيقية الأمازيغية "صاغرو باند". وفقد فن الدراما بالمغرب العديد من الوجوه والأسماء، مخرجين وممثلين وكتاب سيناريوهات، فقد رحل يوم 16 يناير الفنان المسرحي والمنشط الإذاعي والتلفزي إدريس التادلي عن عمر 70 عاما، ويوم سادس فبراير المخرج والسيناريست والأديب المغربي أحمد البوعناني ببلدة اومغار عن سن تناهز 73 عاما. وفي ثامن فبراير 2011 انتقل إلى عفو الله بالدار البيضاء عن سن يناهز 81 سنة الفنان المغربي عائد موهوب، وفي ثالث أكتوبر 2011 الفنان والممثل مصطفى سلمات عن عمر 67 عاما. وانتزعت الموت يوم 20 أكتوبر بالرباط الفنانة حبيبة المذكوري، بعد رحلة فنية حافلة بالأعمال الإذاعية والتلفزيونية والسينمائية وعلى خشبة المسرح امتدت لأكثر من 57 عاما. وفي الرابع من دجنبر أدت حادثة سير وقعت بالدار البيضاء إلى وفاة نزهة الإدريسي، مؤسسة ومديرة مهرجان الفيلم الوثائقي بأكادير. ومن زملاء المهنة الذين غادرونا إلى دار البقاء خلال السنة الجارية، الحسين رفا أحد قيدومي وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم ثامن شتنبر، عن عمر 60 عاما، ولحسن اجطيط الصحافي بالوكالة عن عمر 43 سنة، والصحفي الرياضي سالم حضري يوم 24 يوليوز عن عمر يناهز 69 عاما بمدينة طنجة، وفي 16 شتنبر الصحافي المختار الزياني أحد أعضاء هيئة تحرير جريدة (الاتحاد الاشتراكي) بمدينة الرباط. ورزئ المشهد الرياضي المغربي خلال سنة 2011 في العديد من الوجوه والشخصيات التي بصمت بسماتها مختلف الألوان الرياضية، ففي يوم 25 مارس توفي المدير التقني السابق للجامعة الملكية المغربية للشطرنج والحكم الدولي عبد الواحد العاقل، بمدينة تطوان عن عمر يناهز 71 سنة، وانتقل إلى عفو الله يوم 31 غشت نجم كرة القدم المغربية الدولي السابق عبد الرحمان بلمحجوب، بالدار البيضاء عن سن يناهز 82 سنة، ويوم 30 نونبر فجعت أوساط كرة السلة الوطنية برحيل المدرب الوطني السابق لكرة السلة محمد الرايس. وفي ثالث أكتوبر فجع عشاق كرة القدم الوطنية بفقدان لاعب الرجاء البيضاوي والمنتخب الوطني لكرة القدم زكريا الزروالي بالدار البيضاء عن عمر يناهز 33 سنة.