جرت يوم الأحد 4 دجنبر 2011 بالمقبرة اليهودية بالدار البيضاء، مراسيم تشييع جثمان الراحل شمعون ليفي، الأمين العام لمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي، الذي توفي الجمعة الماضية، بأحد مستشفيات الرباط، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز 77 سنة، وذلك بحضور أفراد من عائلة الفقيد، وعبد الإله بنكيران رئيس الحكومة الجديدة، و أندري أزولاي وعمر عزيمان مستشاري الملك، وشخصيات سياسية وحزبية وممثلو جمعيات من المجتمع المدني والهيئات الحقوقية والهيئات الدبلوماسية وعدد من أفراد الطائفة اليهودية المغربية. واعتبر عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين، أن الراحل شمعون ليفي، "رجل فهم واستوعب ما معنى ذأن يكون الإنسان يهوديا مغربيا"، وقال بنكيران في تصريح صحفي عقب مراسيم التشييع"، "اليوم لا نملك إلا أن نحييه، ونعبر عن أسفنا على فقدانه، ولله الأمر من قبل ومن بعد". من جهة أخرى، أكد إسماعيل العلوي رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية، أن الراحل شمعون ليفي كان مناضلا فذا من أجل قضايا شعبه ووطنه، مشيرا إلى أن الفقيد كافح خلال حياته من أجل الحرية السياسية والنقابية والاجتماعية، كما كرس حياته للدفاع عن حقوق الكادحين. وأبرز العلوي مساهمة الفقيد في مسار حزب التقدم والاشتراكية ومختلف مراحله النضالية، مبرزا اهتمام ليفي بتنوع الروافد والمكونات الثقافية للمغرب ومكانة المغاربة اليهود في تاريخ المملكة، أما نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، فقد أعرب عن الأسى والحزن العميقين لتشييع أحد رجالات الحزب الكبار، مبرزا أن الراحل، الذي انخرط منذ شبابه في النضال السياسي، ساهم بدور حاسم في المعارك التي خاضها المغاربة منذ معركة الاستقلال. بدوره أكد سيرج بيرديغو، الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، أن "علما كبيرا، ووطنيا قضى حياته في النضال من أجل العدالة والديمقراطية هو من افتقدناه اليوم"، وأعرب بيرديغو عن عميق تأثره بفقدان شمعون ليفي، الذي كان من نضالاته "الحفاظ على التراث اليهودي المغربي كجزء من الثراء والتنوع الثقافي للمغرب المتعدد والكريم والمتسامح".