أسدل الستار، الأسبوع الماضي، عن آخر حلقة من أحد أطول المسلسلات الدرامية في تاريخ التلفزة المغربية، يتعلق الأمر بمسلسل "سامحيني" التركي الذي أمضى 8 سنوات على القناة الثانية "دوزيم" مدبلجاً إلى الدارجة المغربية. وكان بث أول حلقة من هذا المسلسل التركي الدرامي على قناة دوزيم سنة 2011 ووصل إلى حلقته الأخيرة رقم 1728 يوم الأربعاء الماضي، لتنتهي قصص تابعتها فئة عريضة من المغاربة كما كان موضوع انتقادات داخل قبة البرلمان أكثر من مرة. ويحكي المسلسل، وعنوانه الأصلي التركي Beni Affet وتعني بالعربية "اسمح لي"، قصصاً حول عائلة عثمان كوزان وعائلة سرين اللتين تتخبطان في سلسلة مشاكل وعلاقات متشابكة بين أفرادها تتداخل فيها مختلف المشاعر. وكانت حلقات المسلسل تبث من الاثنين إلى الجمعة مساءً، وتصل مدة الحلقة إلى قرابة ستين دقيقة، وقد نجحت في استقطاب ملايين المشاهدات حسب "ماروك ميرتي" التي ترصد نسب المشاهدة في القنوات المغربية، خصوصاً أنه كان يعرض في وقت الذروة. وحسب المهنيين في قطاع الدبلجة في المغرب، فإن دبلجة حلقات هذا المسلسل إلى الدارجة المغربية كلفت في المعدل حوالي 30 ألف درهم للحلقة الواحدة، ويمكن أن تصل إلى 50 ألف درهم؛ ما يعني أن مجموع تكاليف الدبلجة لوحدها ل1728 حلقة ناهزت أكثر من خمسة ملايير سنتيم. ولم ينجح مسلسل "سامحيني" فقط في تحقيق متابعة عريضة من المغاربة، خصوصاً من لدن ربات البيوت، بل عُرض أيضاً في مواسم عدة في بلده الأصلي تركيا لسنوات، إضافة إلى نسخ أخرى خاصة ببلغاريا والجزائر والكويت والعراق. ويشير أحد الفاعلين في ميدان الدبلجة، في حديث لهسبريس، إلى أن هناك شركتين فقط في المغرب تعملان في مجال الدبلجة، إحداها إلى الدارجة وتعمل مع القناة الثانية دوزيم، والأخرى إلى الأمازيغية بمختلف فروعها لصالح القناة الأمازيغية. ويعود بدء الدبلجة في المغرب إلى سنة 2004، وكانت التقنيات المستعملة آنذاك تقليدية. أما اليوم فيتم الاشتغال ببرنامج احترافي يسمى "برو تولز"، ويتطلب تكويناً خاصاً لإتقانه من طرف التقنيين. وجرى في بادئ الأمر دبلجة المسلسلات الميكسيكية والأمريكية والإسبانية وأخيراً التركية، وهذا الأمر بالنسبة لدوزيم محتكر من طرف شركة مغربية واحدة؛ وهو ما يثير تساؤلات كثير من طرف المهنيين. وتختلف أسعار الدبلجة بين الدارجة والأمازيغية، بحيث يتم تصل في المعدل بالنسبة لإحدى اللهجات الأمازيغية الثلاث إلى 7000 درهم للحلقة الواحدة؛ وهو ما ينعكس على تعويضات الفنانين المشتغلين في هذا الميدان. ويشتغل في الدبلجة إلى الدارجة عدد من الفنانين المغاربة يقدر عددهم بحوالي 300، وبالنسبة للأمازيغية فهم أقل بقليل والناطقون بالسوسية يشكلون الأغلبية، لكن جميعهم أقل أداءً مقارنة بالدارجة. ويتم تعويض الفنانين المشتغلين في الدبلجة إلى الدارجة بعشرة دراهم للجملة الواحدة. أما بالنسبة للأمازيغية، فلا يتجاوز التعويض ما بين 3 إلى 5 دراهم؛ وهو ما يؤثر على مردود المشتغلين في هذا الميدان.