ألقت الشرطة الروسية القبض على أكثر من 800 شخص بموسكو في واحدة من أكبر الحملات في الآونة الأخيرة على المعارضة، التي تزداد تحديا أمام قبضة الرئيس فلاديمير بوتين المشددة على السلطة. ووقعت الاعتقالات قبل وبعد احتجاج للمطالبة بمشاركة أعضاء من المعارضة في انتخابات محلية، بينما كانت السلطات قد أعلنت عدم قانونية الاحتجاج وسعت إلى منعه، لكن عدة آلاف انضموا إلى المظاهرة التي أصبحت واحدة من أطول الاحتجاجات في السنوات الأخيرة. وردد متظاهرون هتافات وسط العاصمة الروسية لمطالبة الرئيس بوتين بالاستقالة، وردت شرطة مكافحة الشغب بضرب بعض المحتجين واحتجاز آخرين. ودعا أليكسي نافالني، زعيم المعارضة المسجون، إلى الاحتجاج قرب مكتب رئيس بلدية موسكو للضغط على السلطات بغية السماح لحاملي أفكار معارضة بالمشاركة في الانتخابات المحلية، المقرر إجراؤها في الثامن من شتنبر، بعد استبعادهم منها. وتهدف المظاهرة نفسها، أيضا، إلى زيادة الضغط على النظام السياسي الروسي في الوقت الذي تراجعت نسبة التأييد لبوتين بسبب الاستياء من انخفاض الدخل الفعلي للمواطنين خلال السنوات الماضية. وتقول السلطات الروسية إن المرشحين استبعدوا من المنافسة لعدم تمكنهم من جمع عدد كاف من التوقيعات الصحيحة التي تؤيدهم، وهو مبرر ترفضه المعارضة. وقالت جماعة "أو. في. دي- إنفو" للمراقبة إنه تم احتجاز 835 شخصا على الأقل قبل وخلال احتجاج أمس السبت، وقال شهود ل"رويترز" إن بعض الذين اعتقلوا بدا أنهم مارة كانوا في المكان والتوقيت الخطأين. واحتجزت الشرطة الروسية في وقت سابق أعضاء بارزين في المعارضة لمنعهم من المشاركة في الاحتجاج، وأغلقت بعض الطرق الرئيسية في محاولة للسيطرة على الموقف. وعلى الرغم من أن انتخابات مجلس برلمان موسكو ليست انتخابات عامة فإن نشطاء المعارضة يعتبرونها فرصة لإيجاد موطئ قدم لهم بالعاصمة الروسية، حيث تبين في السابق تراجع التأييد للمرشحين المدعومين من قبل الكرملين مقارنة بمناطق أخرى. وأمرت السلطات، منتصف الأسبوع الجاري، بحبس أليكسي نافالني المعارض للكرملين لمدة 30 يوما، بينما اعتقلت السلطات أعضاء آخرين في المعارضة وفتشت منازلهم. *رويترز