ألقت الشرطة الروسية، اليوم الأحد بوسط العاصمة موسكو، القبض على القيادي المعارض البارز أليكسي نافالني الذي كان يشارك في الاحتجاجات التي دعا إليها لدعم مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 مارس، وفقا لما أعلنه أنصاره. وكتب نافالني في تغريدة على شبكة (تويتر)، "اعتقلوني. ولكن الأمر لا يهم. فلتتوجهوا إلى تفيرسكايا. لا تأتوا من أجلي بل من أجل أنفسكم ومستقبلكم". وكان نافالني محاطا من قبل مجموعة من المتظاهرين في شارع تفيرسكايا بوسط موسكو، قبل اعتقاله بدقائق. ونددت شرطة موسكو بأن نافالني استفز العناصر الأمنية لكي تعتقله، وفقا لما نقلته قناة "Dozhd" التليفزيونية المعارضة. واحتشد آلاف المتظاهرين في ميدان بوشكينسكايا الذي يقسم شارع تفيرسكايا، وسط انتشار أمني في الأنحاء. واعتقل ما يقرب من 90 شخصا حتى الآن في عدد من المدن الروسية بتهمة الدعوة والمشاركة في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد لدعم مقاطعة الانتخابات الرئاسية، والتي دعا إلى تنظيمها نافالني، وفقا لموقع "OVD-Info". وذكر موق "OVD-Info"، المتخصص في الملاحقات السياسية داخل روسيا، أن أكبر عدد من المتظاهرين اعتقل في مدن خاباروفسك وكريميروفو وتومسك وأوفا. وتبث قناة "نافالني لايف" على موقع (يوتيوب)، بشكل مباشر وغير مباشر، مشاهد من الاحتجاجات التي تشهدها روسيا، بالرغم من أن الشرطة قطعت صباح اليوم البث من مقر "مؤسسة مكافحة الفساد" التي يديرها المعارض البارز. واقتحمت العناصر الأمنية المقر وقطعت البث واعتقلت خمسة من أنصار نافالني وأخلوا المركز التجاري بأكمله الذي يضم مقر المؤسسة، بذريعة وجود قنبلة في المبنى. وأكد المعارضون أن الشرطة تبحث عن مركز البث المباشر الجديد للاحتجاجات غير المصرح بها لكي تقطعه مرة أخرى. وحذرت وزارة الداخلية الروسية من أنها ستقمع "بشدة" أي احتجاجات غير قانونية وانتهاكات أخرى للقانون قبل الانتخابات الرئاسية. وكانت المحكمة العليا قد أيدت في 30 دجنبر الماضي قرار اللجنة المركزية للانتخابات بمنع نافالني من الترشح للانتخابات، بذريعة السجل الجنائي للسياسي المعارض. ووفقا للجنة المركزية للانتخابات فإن نافالني لا يمكنه أن يترشح في الانتخابات الرئاسية لأنه صدر بحقه حكم في فبراير الماضي بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة الاستيلاء على المال العام، كما أنه سيحظر عليه تولي وظائف عامة لمدة عشر سنوات. وتجدر الإشارة إلى أن أنصار نافالني دعوا إلى تظاهرات اليوم الموافق ال28 من يناير لدعم "إضراب" الناخبين عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي يسعى فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إعادة انتخابه. يذكر أن نافالنى، الذى يتهم بوتين بإصدار قرار بعدم أهليته القانونية، حذر من أن المعارضة "لن تعترف بنتائج الانتخابات أو السلطات المنبثقة عنها".