بمَسَاعٍ تَستعيد شَريطَ "الماضي المجيد"، يُواصِلُ الاتحاديونَ مَسَاعيهم نحو تحقيقِ صلح بيني يجمع مُختلف القيادات السياسية للتنظيم، قبيل حلول الذكرى الستين لتأسيس التنظيم؛ فموازاة مع المبادرات الفردية لكبار الشخصيات، أطلق المَجلس الوطني لجنة يرأسها الكاتب الأول إدريس لشكر، لمباشرة التواصل مع جميع الكتاب السابقين، وكافة أعضاء المكاتب السياسية والمجالس الوطنية المتعاقبة على الاتحاد. اللجنة، التي تَضمُ فضلا عن إدريس لشكر كُلا من حسن نجمي ومحمد محب وعبد الواحد الراضي ومحمد لخصاصي، تأتي للجواب عن سؤال المصالحة، الذي سيطرحه لقاء التأسيس، المصادف لذكرى اختطاف المهدي بن بركة 29 أكتوبر، كما ستنظر في مسار ال60 سنة الماضية من تاريخ الحزب، وستناقش مع الجميع، سواء كانوا غاضبين أو مجمدي العضوية أو مترقبين، حسب مصادر اتحادية. وأضافت المصادر ذاتها، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "اللجنة بَاشرت اتصالاتها من أجل الوصول إلى الصلح مع العديد من الأوجه البارزة في تاريخ الحركة الاتحادية"، مشددة على أن "الدعوات وُجّهت إلى كل الكتاب العامين السابقين، بداية بعبد الرحمان اليوسفي ومحمد اليازغي وعبد الواحد الراضي، وجاء الأمر باقتراح من المكتب السياسي الحالي للحزب". عبد الحميد الجماهري، القيادي الاتحادي، أورد أن "المصالحة قرار للمجلس الوطني للحزب"، مشددا على أن "باب الاتحاد مفتوح دائما أمام الجميع، ولذلك تعقد اللجنة التي اختارها المجلس الوطني سلسلة لقاءات وتبذل مساعي حثيثة لتحقيق المراد قبيل وصول 29 من أكتوبر المقبل، موعد يوم الوفاء"، مسجلا أن "جميع الاتحاديين مدعوون للتفاعل مع المبادرة". وأضاف الجماهري، في تصريح لهسبريس، أن محمد لخصاصي سبق أن أطلق مبادرة شبيهة سميت ب"الوحدة والديمقراطية"، وقد وقع عليها قرابة 300 شخص من الحزب، وأضاف: "هم الآن مدعوون إلى الاستجابة للنداء، فحضور محمد لخصاصي هو إشارة واضحة للجميع. تلقي دعوات الصلح من طرف المعنيين، يتسم بالتفاوت بين من يقبل لأن الوقت مناسب، وبين من يطالب بقراءة الصفحة قبل طيها". وأوضح المتحدث أن "أهم شيء في المصالحة هي اتسامها بالهدوء"، مشيرا إلى أن "قياديا كبيرا مثل عبد الرحمان اليوسفي لا مشكلة له مع الاتحاد الاشتراكي، فقد حضر شخصيا عديد اللقاءات، آخرها تقديمه لكتابه وسيرته بمدينة فاس".