مقللا من حدة الانتقادات الصادرة من مختلف الفروع الجهوية، يمضي إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في تشبثه ب"صلح بيني"، يجمع مختلف الاتحاديين الغاضبين، خلال إحياء ذكرى المهدي بن بركة المرتقبة نهاية الشهر الجاري؛ فالمكتب السياسي لم يستثن أحدا من الدعوات التي وجهها بغرض فتح "صفحة جديدة". لشكر، الذي يواجه اتهامات متصاعدة، أوضح أن "الاتحاد تواصل مع الجميع عبر مختلف الآليات والأجهزة"، مشددا على أن الخطوة شملت الغاضبين المستقيلين، كما الذين التحقوا ببدائل حزبية، مسجلا أن "الوقوف أمام ستين سنة من التاريخ يعني الجميع، وليس فقط الجيل أو القيادة الحالية". وأسندت مهمة الصلح، الذي ينتظر أن تظهر نتائجه خلال ذكرى المهدي بن بركة، إلى كل من إدريس لشكر وحسن نجمي ومحمد محب وعبد الواحد الراضي ومحمد لخصاصي. وتأتي هذه الخطوة للجواب عن سؤال المصالحة، الذي سيطرحه لقاء التأسيس، المصادف لذكرى اختطاف المهدي بن بركة 29 أكتوبر، كما ستنظر في مسار ال60 سنة الماضية من تاريخ الحزب. وأضاف لشكر، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "ردود الأفعال، إلى حدود الساعة، إيجابية؛ فقد تنقل أعضاء المكتب السياسي نحو مختلف جهات المملكة من أجل عقد المصالحة.. بالأمس، اجتمع عبد الواحد الراضي بالرفاق في الدارالبيضاء، وتوجه محمد بنعبد القادر نحو مراكش لقضاء نفس الأمر، وجواد شفيق إلى مكناس". وأوضح الكاتب الأول للاتحاديين أن "كل القيادات الوطنية السابقة متفقة على ضرورة القيام بمصالحة"، مشددا على أن "الزيارات كلها تحمل إشارات مطمئنة"، نافيا أن "يكون اجتماع المكتب السياسي ليوم أمس الأربعاء قد شهد عاصفة من الانتقاد، بل الأمور تمت في أحسن الظروف"، يقول المتحدث. وبخصوص الانتقادات الصادرة عن قيادات جهة سوس ماسة، أورد لشكر: "تم تخصيص الصفحة الأولى من جريدة الاتحاد لمقال مصطفى المتوكل حول المصالحة، وبسط فيها وجهة نظره بكل حرية"، مؤكدا أن "طبيعة الحزب هي كذلك، تقوم على التشكيك والآراء المختلفة"، مشددا على "ضرورة تطوير المعتقدات السياسية". وأكمل الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حديثه بالقول: "الهدف من المصالحة هو قبول جميع الآراء"، مشددا على أن "الانتقادات لا تأتي فقط من أعضاء الجنوب بل من الشرق والشمال أيضا، وكلها ستساهم في تطوير المصالحة"، مسجلا أن "هذه النقاشات الداخلية معروفة، ومن سمات حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية".