هاجم سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، منتقدي حزبه على تصويته لصالح القانون الإطار المتعلق بإصلاح منظومة التربية والتعليم، وقال إن منتقدي القانون المذكور ينطلقون من عدم معرفة واطلاع بمضامينه، وأنهم لم يقرؤوا نصه. وذهب العثماني إلى القول أمام شبيبة حزبه في ملتقاها الوطني الخامس عشر مساء الأحد بمدينة القنيطرة، إن "أغلب من تحدث في القانون الإطار ما قراوهش كاع، رغم أنه متوفر في الأنترنت ومتاح للجميع". وفي رد مبطّن على عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، الذي تسبب في عدم تصويت نواب العدالة والتنمية على مشروع القانون سالف الذكر في المرة الأولى لعرضه على التصويت بمجلس النواب، قال العثماني "لقد راجت كثير من الإشاعات حول القانون الإطار لإصلاح منظومة التربية، ونحن صححنا لهم المفاهيم". ومرّ قياديو حزب العدالة والتنمية الذين تحدثوا في الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني الخامس عشر لشبيبة الحزب مر الكرام على القانون الإطار المثير للجدل، رغم الانتقادات المباشرة التي وجهها ممثل منظمة التجديد الطلابي، الذراع الطلابية لحزب "المصباح"، عبد اللطيف تغزوان، للأمانة العام للحزب. وقال تغزوان أمام العثماني "أبرز قضية تحتاج إلى نضالات اليوم، هي قضية التعليم، فبقدر ما نثمن عمل الأمانة العامة، إلا أنه لا يمكن أن يكون هناك إصلاح للتعليم دون احترام لهويته ومرجعيته واختيارات المغاربة والاختيارات الدستورية، وإلا سنكون في مسار إصلاحي سيستدعي إصلاحا آخر". الانتقادات التي وجهها المسؤول بمنظمة التجديد الطلابي إلى قيادة حزب العدالة والتنمية، دفعت العثماني إلى الرد عليه، بقوله "لا تساهل في المبادئ. لدي مسؤولية الحفاظ على الحزب، ولن نتخلى عنه ولا عن مرجعيته الإسلامية"، قبل أن يستدرك "ولكن بأي منهج وبأي فكر ينبغي أن نعالج القضايا ذات العلاقة بهوية حزبنا؟". العثماني نأى بحزب العدالة والتنمية عن التوجه المحافظ، وقال "حزبنا ليس حزبا محافظا، بل حزبا تجديديا اجتماعيا قويا، ولن نتخلى عن مبادئنا، ولكن إذا اختلفنا على شيء ما العمل، علينا العودة إلى المؤسسات ونحتكم إليها، كما تقتضي الأعراف الديمقراطية". ودعا العثماني شبيبة حزبه إلى توسيع النقاش حول القانون الإطار الذي يرتقب أن يجري التصويت عليه في جلسة عمومية، اليوم الإثنين، لكنه شدد على "ضرورة ترشيد مسيرتنا، وأن نتحلى بأعلى درجات الحكمة ونغلّب مصلحة البلد على مصلحة الحزب"، مضيفا "إذا كانت مصلحة الوطن ضد مصلحة الحزب فمصلحة الوطن أولى". وربط الأمين العام لحزب "المصباح" الانتقادات التي تطال حزبه بشأن القانون الإطار لإصلاح منظومة التربية والتعليم، بالهجومات التي يتعرض لها الحزب من طرف خصومه السياسيين، قائلا "علينا أن نفوّت الفرصة على الذين يصطادون في الماء العكر ويسعون إلى تشويه صورتنا، وألا نقدم لهم المبررات لتحقيق مبتغاهم". ويبدو أن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ماضية في التمسك بموقفها الداعم للقانون الإطار إلى جانب حلفاء الحزب في الحكومة، رغم كل الانتقادات التي طالتها، حتى من داخل الحزب، إذ قال العثماني "حزبنا بنى أطروحته على التشارك والتعاون. لا يمكن أن نأتي ونقول أن بوحدي مضوي البلاد، بل نساهم في البناء الديمقراطي، بالتعاون مع مختلف الشركاء". من جهة ثانية، حذّر الأمين العام لحزب "البيجيدي" مما سماه "خطاب التيئييس والتبخيس والتدليس"، معتبرا إياه "أخطر شيء يهدد الحياة السياسية في المغرب"، معتبرا أن المرحلة الحالية التي يمر منها حزبه "فيها شوية د الحساسية، ولكن رغم العراقيل نحن واثقون من المستقبل".