يعيش حزب العدالة والتنمية، منذ تعيين سعد الدين العثماني رئيسا للحكومة، وتشكيله لها، حالة من الشد والجذب بين كوارده، وذلك بعد خروج بعض من صقور الحزب بتصريحات منتقدة له، بعد قبوله دخول الاتحاد الاشتراكي للحكومة، وعدم استشارة أعضاء الأمانة العامة بتفاصيل تشكيلها، انتقادات أججت مخاوف سعد الدين العثماني، من الإطاحة بحكومته، وخاصة بعد رفض الأمين العام عبد الاله بنكيران، دعوة أمانة البيجيدي إلى عقد اجتماع مباشرة بعد تعيين الملك محمد السادس للحكومة، لإصدار بلاغ داعم لها، وتخوفه من تصويت سلبي من أغلبية منتقديه ضد برنامجه الحكومي والذي سيقدمه الجمعة المقبل أمام مجلس النواب، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى حتمية سقوط الحكومة. وفي ظل هذا التجاذب، قال عبد الرحيم العلام المحلل السياسي والباحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش في حديثه ل »فبراير كوم، » أن صقور البيجيدي التي تنتقد العثماني ليس لها تأثير داخل الأمانة العامة للحزب، فالحزب لا يعيش صراعات بين قياداته بقدر ما هنالك انتقادات لأشخاص غاضبين من تصرفات العثماني لا تأثير لهم، مضيفا أن الشخص الوحيد القادر على خلق شرخ داخل حزب العدالة والتنمية أو التأثير على حكومة العثماني، هو رئيس الحكومة المعفى عبدالاله بن كيران ». وأوضح أن « حزب العدالة والتنمية في مساره التاريخي، لا يؤشر على توقع التصويت من نوابه ضد البرنامج الحكومي الذي سيقدمه سعد الدين العثماني أمام مجلس النواب الجمعة المقبل، مشيرا إلى الشد والجذب الذي عاشه الحزب سنة 2003 وكان أمينه العام هو عبد السلام الخطيب، بعد تصويته بنعم لصالح قانون الارهاب، رغم أن أمينه العام آنذاك كان ضد القانون، وكذا تصويته بالورقة البيضاء للحبيب المالكي حيث كان من المفروض أن يصوت ب »لا » على انتخابه رئيسا لمجلس النواب، بما يفيد أنه سمح للمالكي برئاسة المجلس ». وأضاف عبد الرحيم العلام أن « حزب العدالة والتنمية يمر بحالة جعجعات ولكنها بدون طحين، كما يقول المثل الدارج، و أن الحكومة ستحصل على الأغلبية الواجبة لتمرير برنامج حكومة سعد الدين العثماني، مضيفا أن الحزب لديه قواعد محافظة ليس دينيا فقط بل حتى سياسيا، وسيعملون على المحافظة على رئاسة الحكومة ».