في السنوات الأخيرة، باتت ثقافة المسابح النسائية تنتشر شيئا فشيئا، فعلى الرغم من قلتها فإنها تلقى إقبالا من قبل فئات مختلفة من النساء، ولا يقتصر هذا الإقبال على المحجبات فقط، بل ترغب فيه أيضا أخريات يفضلن أن يكنّ أكثر راحة خلال السباحة. إقبال النساء على هذه المسابح الخاصة تبرزه بشكل أكثر تساؤلاتهن عبر مجموعات خاصة ضمن مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ما إن ينطلق فصل الصيف والعطل حتى تجدهن ينشغلن بالسؤال عن أماكن هذه الأندية وأثمنتها وكذلك جودة الخدمات المقدمة بها. تقول سمية، امرأة محجبة في العقد الثالث من العمر: "أجد في هذه المسابح راحتي الكاملة، إذ أتعرض لأشعة الشمس وأستفيد منها دون الحاجة لتغطية جسدي وارتداء الملابس، كما هي فرصة للترفيه عن النفس إذ غالبا ما آتي رفقة صديقاتي ضمن مجموعة". سمية هي واحدة من نساء عديدات يقبلن على هذه المسابح، تتنوع أعمارهن وأيضا مواقعهن الاجتماعية؛ إلا أن الهدف يبقى واحدا، الاستمتاع بكل أريحية، والاستفادة المطلقة من أشعة الشمس. وتؤكد سمية أن المسابح النسائية عوضت بطريقة ما المنع الذي كانت تجده المحجبات في بعض المسابح التي تمنع السباحة بالبوركيني، خاصة أن أغلب المسابح المختلطة وأيضا الفنادق سارت في الاتجاه نفسه. إقبال من غير المحجبات وعلى الرغم من أنه للوهلة الأولى تفكر بأن المسابح النسائية هي تخصص بشكل أكبر للمحجبات، فإن الإقبال عليها يكون كذلك من طرف غير المحجبات. تقول فاطمة، واحدة من بين النساء اللواتي يفضلن هذه المسابح على الرغم من كونها غير محجبة: "هنا أجد راحتي في ارتداء ما أشاء كما أسبح كما أريد دون القلق من أن يلتقط أحدهم صورة لي أو أن أتعرض للتحرش من طرف البعض الآخر". وتقول بثينة، امرأة في العشرينيات من العمر: "ليس لدي مشكل في السباحة في المسابح المختلطة، لكن نظرا لأن صديقاتي محجبات ويفضلن تلك الخاصة بالنساء، أرافقهن بين الفينة والأخرى". وتواصل بثينة قائلة: "لا أخفيك سرا أنني أجد هنا متعة مختلفة، إذ يشبه الأمر إحدى السهرات النسائية الخاصة، نستمتع بشكل أكبر دون رقابة ودون أن إزعاج من أي أحد". إجراءات مشددة تتخوف العديد من النساء من زيارة هذه المسابح، فعلى الرغم من أنها تخصص للنسوة فقط، فإن مخاوفهن ترتبط بشكل كبير باستخدام الهواتف النقالة في التقاط صور لهن ونشرها على شبكات التواصل الاجتماعي. هذه التخوفات تنفي وجودها إحدى المستخدمات في واحد من بين المسابح النسائية المشهورة على صعيد المملكة قائلة: "نمنع بشكل كلي التقاط الصور داخل المسبح، فما إن تلج زبوناتنا المكان ستلاحظ أن هناك عدة مستخدمات يراقبن على مدار اليوم، وما إن تبرز إحداهن هاتفها النقال حتى نتوجه إليها لإخبارها بقواعد المكان". وتواصل المتحدثة: "إن اضطرنا الأمر نطلب من الزبونة مراقبة هاتفها النقال، كما أننا ننشر لافتات تشير إلى منع التصوير داخل المسبح". وتؤكد المتحدثة أن هناك طاقما كاملا يسهر على ضمان سلامة الزائرات، سواء تعلق الأمر بضمان أمنهن ومراقبة تعرضهن لحوادث عرضية، أو ضمان حريتهن دون تشويش.