رفض عدد من المسابح المغربية استقبال النساء اللاتي يسبحن بملابسهن العادية بدلا من ارتداء ملابس البحر، وفرضت عليهن ارتداء "المايوه" ليتمكنّ من السباحة واستعمال الزلاجات والأدوات الترفيهية معللة طلبها بأن المصطافين تضايقوا من رؤية نساء يسبحن بملابسهن وطالبوا بمنعهن لأسباب صحية واحتراما لمواصفات نظافة مياه المسابح. وحدد بعض المسابح العامة زيا موحدا للسباحة واشترطت على النساء المحجبات ارتداء "المايوهات" أو منعهن من السباحة واستعمال وسائل الترفيه، ورفضت ما يسمى بالمايوه الاسلامي أو المايوه الشرعي مما جعل أكثر مرتادي الشواطئ من الرجال وفتيات دون الخامسة عشرة. وقد أثارت هذه القضية جدلا واسعا بين مؤيد لقرار توحيد زي السباحة ورافض له، وآخر يرفض دخول الملابس النسائية التي نراها في الشارع إلى البحر لأسباب صحية ويدعو إلى استعمال المايوه الشرعي، رغم أن ظاهرة استحمام المغربيات بملابسهن الكاملة ليست جديدة. فاقت موجة الحرارة السائدة حاليا بالمغرب الأرقام القياسية وعاشت أغلب المدن أجواء استثنائية وحرارة مفرطة لم تشهدها منذ عشرات السنين، مما دفع المغاربة إلى إخلاء منازلهم والنزول بكثافة إلى الشواطئ للتخفيف من شدة الحر. وتستهوي الأنشطة الصيفية التي تقام على الشواطئ المغربية الكبار والصغار وتخلق جوا من البهجة والمرح على طول الشواطئ وتحوّل المصطافين إلى متبارين يتسابقون لإظهار مواهبهم وهواياتهم المختلفة. وبينما ينقسم عدد من المصطافين إلى فرق لإجراء مباريات كرة القدم والطائرة والتنس على رمال الشواطئ، يجتهد آخرون لإبراز علو كعبهم في هوايات ورياضات أخرى كركوب الأمواج والتزحلق بالدراجات المائية أو بلوح خشبي مسحوب بقارب سريع، مما يثير انتباه باقي المصطافين الذين استسلموا للاسترخاء على رمال الشاطئ البرونزية والاستمتاع بأشعة الشمس، فيقبلون على تتبع أطوار هذه الرياضات المائية أكثر من الرياضات التقليدية. وتحولت الشواطئ المغربية في فصل الصيف لاسيما بمدن آسفي وأغادير وطنجة إلى قبلة لأبطال عالميين في رياضة ركوب الأمواج، والذين قدموا من شتى أنحاء العالم، للاستمتاع بالأمواج العالية التي تميز المنتجعات المصنفة أمواجها ضمن العشرة الأوائل بالعالم. واستغل الأبطال المحترفون والهواة الذين قدموا من فرنسا والبرتغال وإسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية وأستراليا، الظروف المناخية الملائمة وخاصة هبوب الرياح والأمواج العالية التي تضرب ساحل آسفي ومنطقة "رأس اللفعة" لتقديم عروض رائعة في رياضة ركوب الموج. ويحاول المغرب الترويج لهذه المدن كوجهة سياحية متميزة لممارسة رياضة ركوب الموج بالنظر لتوفيرها كل المقومات التي يحتاجها الممارسون لتقديم عروض عالية المستوى، واستغلال تواجد محترفين وممارسين عالميين لهذه الرياضة من أجل الترويج السياحي وتعزيز مكانة المغرب سياحيا وكمركز للرياضات البحرية. وإذا كان الرجال يجدون راحتهم في الشواطئ ويقضون أوقاتاً ممتعة في الاستمتاع بالبحر فإن النساء يعانين من عدم وجود شواطئ خاصة بهن ومن مضايقة المصطافين لهن ومن منعهن من ارتياد بعض المرافق والفضاءات العمومية المقامة على الشواطئ والمسابح بسبب ارتدائهن لملابس عادية أثناء السباحة. فقد رفض عدد من المسابح في المغرب استقبال النساء اللاتي يسبحن بملابسهن العادية بدلا من ارتداء ملابس البحر، وفرضت عليهن ارتداء "المايوه" ليتمكن من السباحة واستعمال الزلاجات والأدوات الترفيهية معللة طلبها بأن المصطافين تضايقوا من رؤية نساء يسبحن بملابسهن وطالبوا بمنعهن لأسباب صحية واحتراما لمواصفات نظافة مياه المسابح. وحددت بعض المسابح العامة زيا موحدا للسباحة واشترطت على النساء المحجبات ارتداء "المايوهات" أو منعهن من السباحة واستعمال وسائل الترفيه، ورفضت ما يسمى بالمايوه الإسلامي أو المايوه الشرعي مما جعل أكثر مرتادي الشواطئ من الرجال والفتيات دون الخامسة عشرة. وقد أثارت هذه القضية جدلا واسعا بين مؤيد لقرار توحيد زي السباحة ورافض له، وآخر يرفض دخول الملابس النسائية التي نراها في الشارع إلى البحر لأسباب صحية ويدعو إلى استعمال المايوه الشرعي، رغم أن ظاهرة استحمام المغربيات بملابسهن الكاملة ليست جديدة فقد كانت النساء يقصدن البحر أو الوادي للاستحمام والسباحة بملابسهن خوفا من أن ترصدهن أعين المتطفلين. وتطورت ظاهرة ارتداء النساء لملابسهن أثناء السباحة وتوسعت لتشمل شواطئ سياحية وترفيهية، وفي المقابل بدأت المايوهات تتقلص على الشواطئ وداخل المسابح، بشكل أصبح ارتداء المايوه استثناء، حتى إن غير المحجبات عزفن عن ارتداء المايوه وأصبحن يسبحن دون مايو السباحة، بلباس طويل في الجزء السفلي وقميص بالجزء العلوي، بسبب شعورهن بالخجل عند النزول في المسبح والى البحر بالمايوه. وعلى الرغم من أن ارتداء الملابس العادية أو الصيفية القصيرة كالشورت وتي شيرت أثناء السباحة يعتبر خطأ كبيرا لأنه قد يتسبب بالاختناق عند الغوص ويمنع من تعلم السباحة بمهارة، إلا أن المغربيات يقبلن على ارتدائها بكثرة. وتقول مريم الصافي إنها تحب السباحة لكنها ترفض التعري على الشاطئ وتفضل السباحة بملابسها العادية رغم أنها تملك عدداً من المايوهات، وتضيف حين أقصد البحر وأسبح بالمايوه أتعرض لمضايقات المصطافين من الشباب واسمع تعليقات مسيئة، بينما يمنع عني هذا المظهر المحتشم تحرشات وتعليقات الشباب"، وتشكو مريم من التصاق الملابس بجسدها بعد السباحة وتضطر إلى ارتداء عدة قطع لمنع التصاق الملابس بالجسم. ويفسر الباحثون اختفاء المايوه واستبداله بالملابس العادية بالإقبال على الحجاب في الشارع، ويعتبرون أن ما يقع في البحر ليس سوى امتداد لما يحدث في المجتمع، وأن غياب المسنين عن الشواطئ وعزوف من هم فوق الأربعين عن ارتياد المسابح والشواطئ يأتي لمجاراة المجتمع من خلال هذا السلوك الاجتماعي السائد. وأبدى الباحثون تخوفهم من أن يؤدي رفض المسابح والمجمعات الترفيهية المقامة على البحر استقبال النساء اللاتي يسبحن بملابسهن، إلى فرض إرادتها على المواطن وإعادة تشكيل ضوابط الحياة وإرغام النساء على التعري من أجل السماح لهن بالسباحة. واقترحوا لإنهاء هذا الجدل تخصيص شواطئ ومسابح للمحجبات والنساء الرافضات للمايوه، أو السماح للنساء بالسباحة شرط أن يرتدين "المايوه الشرعي". ومباشرة بعد هذه الدعوة التي أطلقها باحثون في الشأن الاجتماعي، حققت مبيعات ملابس البحر النسائية الإسلامية أرقاما قياسية وتعدت أرقام مبيعات "مايوه المحجبات" أرقام مبيعات المايوهات العادية بفارق كبير، ووصل الإقبال على المايوه الشرعي إلى درجة أنه نفد في بعض المتاجر رغم أن سعره مرتفع.