فجرّت الارتجالية في تدبير كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسطات غضب الطلبة الجامعيين الذين يدرسون بها، خاصة بعد اجتيازهم امتحانات الدورة العادية، وحصول عدد قليل منهم على النقط، مقابل عدد كبير لم يعثروا عليها، في غياب نظام معلوماتي متطور. وتعيشُ الكلية على صفيح ساخن بعد غياب أي تفاعل إداري وتوالي حلقيات الطلبة داخل فضاءاتها، مُنددين ب"سوء التدبير" و"العشوائية" التي طبعت تدبير مرحلة اجتيازهم للامتحانات، مع استفحال ظاهرة الغش، وغياب محاضر تسجيل الحضور، بالإضافة إلى "الاستهتار" بمواعيد إعلان النقط ونشرها على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" عوض الموقع الرسمي للكلية. وحمّلت منظمة التجديد الطلابي فرع سطات إدارة الكلية مسؤولية ضياع نقط الطلبة، "لعدم تفاعلها مع شكاياتهم ونهجها سياسة صم الآذان تجاه حقوقهم"، مُطالبة إياها في بلاغ تنديدي أصدرته ب"تحمل كامل مسؤوليتها في تصويب أخطائها الفادحة عبر التجاوب مع الطلبة وحل مشاكلهم التي تسبب فيها تدبيرها البدائي". ودعت المنظمة مجلس الكلية إلى "استحضار مسؤوليته والنظر بالجدية اللازمة في الاختلالات التي تتخبط فيها الكلية على جميع المستويات"، مشددة على "مواكبة التطور التكنولوجي والسير على درب عدد من الكليات الأخرى التي تعتمد نظم معلوماتية متطورة في معالجة النقاط وفي توفير مختلف الخدمات للطلبة". وفي هذا السياق قال عدنان، طالب بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسطات، إن "أغلب الطلبة يعانون من مشاكل بيداغوجية، إذ لم يجدوا نقطهم، وليست هناك مصلحة بالكلية تستقبلهم لتجد لهم الحل، بالإضافة إلى تساهل طلبة الماستر المكلفين بالحراسة مع بعض الطلبة في الغش، وهو ما يطرح سؤال تكافؤ الفرص"، حسب تعبيره. وانتقد الطالب نفسه اختيار إدارة الكلية إعلان النقط على موقع "فايسبوك" بشكل خاطئ، وهو ما أثار سخرية الطلبة، خاصة بعدما أدرجت نقطة 73 لأحد الطلبة، ثم كررت اسم طالبة مرتين، مع حصولها على نقطتين مختلفتين وبفارق كبير. من جهته، استنكر فصيل الطلبة الاتحاديين "الفوضى والتسيب" الذي تعرفه جامعة الحسن الأول، منددا في بلاغ معنون ب"النضال حق وتحصينه أمانة"، ب"اختفاء جزء مهم من أوراق التحرير عند بعض الأساتذة، ناهيك عن العجز في ضبط ومحاربة ظاهرة الغش التي استفحلت بشكل لافت، والضجة التي صاحبت تواطؤ بعض المكلفين بالحراسة وتورطهم في تسهيل عملية الغش والتشجيع عليها". واستهجن الفصيل نفسه، وفق البلاغ ذاته، "عدم فتح الملفات الحقيقية الملتصقة بهموم الطلبة وتدشين معارك نضالية حقيقية تهتم بهم وبمطالبهم المشروعة، في إصرار عنيد على جر الطلبة في معارك ومواجهات هامشية، وإغراق الساحة الجامعية في غياهب الفوضى والتجريح والتبخيس خدمة لمصالحهم الخاصة". *صحافية متدربة