بعد مرور شهر على وفاة عبد الله الحجيلي، والد إحدى الأستاذات المتعاقدات، إثر إصابته أثناء فض اعتصام للأساتذة المتعاقدين قُبالة البرلمان بالرباط، حمّل الأساتذة المتعاقدون المسؤولية في ذلك للدولة المغربية، ونددوا بعدم كشف نتائج التحقيق الذي فتحته النيابة العامة في الموضوع. التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد أعلنت أنها ستنظم مسيرة وطنية بمراكش يوم 20 يوليوز المقبل، "وفاء لروح الشهيد، وتأكيدا على السير على خطى شهداء الشعب المغربي والوفاء لهم، والنضال ضد المخططات التخريبية الرامية إلى القضاء على مكتسبات الشعب المغربي". وكان عبد الله الحجيلي، والد أستاذة متعاقدة تتحدر من مدينة آسفي، قد توفي مساء يوم 26 ماي الماضي، بعد إصابته على مستوى الرئتين إثر فض قوات الأمن لاعتصام الأساتذة المتعاقدين مساء يوم 25 أبريل الماضي، وفتحت النيابة العامة تحقيقا حول ملابسات وفاته لم تُكشف نتائجه بعد. الأساتذة المتعاقدون اختاروا عز الصيف لاستئناف احتجاجاتهم ضدّ وزارة أمزازي، معلنين أن المسيرة التي سينظمونها بمدينة مراكش سيجددون فيها رفضهم لمخطط التعاقد، الذي شرعت الوزارة في العمل به سنة 2016، وكان سببا في نشوب أزمة بين الأساتذة الذين وُظفوا في إطاره ووزارة التربية الوطنية، خيّمت على الموسم الدراسي المنتهي. وبالرغم من أن وزارة التربية الوطنية توصلت إلى اتفاق مؤقت مع الأساتذة المتعاقدين جرى بموجبه عودتهم إلى الأقسام، بعد إضراب عن العمل دام لأسابيع، فإنّ تنسيقيتهم ما زالت متمسكة بمطلبها الرئيسي المتمثل في إسقاط نظام التعاقد، مؤكدة "ألّا حلّ لإشكالات التعليم إلا بالمساواة بين نساء ورجال التعليم، وذلك بإدماج الجميع في النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية". ويبدو أن معركة الأساتذة المتعاقدين مع وزارة التربية الوطنية ستشهد مزيدا من التصعيد، حيث سيسبق المسيرة التي سيخوضونها بمراكش التئام المجلس الوطني للتنسيقية الممثلة لهم، التي أعلنت أن الأساتذة المتعاقدين "مستمرون في المعركة وعازمون على الاستمرار في الطريق حين تقرر الجموع الأستاذية ذلك".