شكل إحداث مستشفى متعدد الاختصاصات بمدينة إمنتانوت، التابعة لإقليمشيشاوة نواحي مراكش، موضوع عدة احتجاجات، لكن الحسين الوردي، وزير الصحة السابق، وضع حدا لها بعدما أشرف خلال شهر أكتوبر من سنة 2017 على إعطاء الانطلاقة لأشغال بنائه، بتكلفة مالية تتراوح بين 60 و70 مليون درهم، وتستغرق مدة أشغاله 30 شهرا. "يستمد مستشفى القرب بمدينة الرياح أهميته الكبرى من كونه سيوفر الخدمات الصحية لأكثر من 100 ألف نسمة"، يقول الفاعل الحقوقي محمد أنفلوس، مضيفا: "خاصة في ظل المشاكل التي تعرفها المراكز الصحية بالمناطق القروية، ما يؤدي إلى تعريض حياة السكان للخطر في حالة حوادث السير والنساء الحوامل". وأورد المتحدث نفسه أن "إنجاز المستشفى في الوقت المحدد له سيحل معضلة كبيرة، خاصة بالنسبة لسكان المناطق الجبلية، وأي يعثر تعرفه أشغاله سيشكل كارثة، ما سيزيد من معاناة المرضى وكل من كان في حاجة إلى الولوج للخدمات الصحية"، وفق تعبيره. من جهته أكد إبراهيم الوكاي، أحد سكان دوار وادي البور بدائرة إمنتانوت، على أهمية هذه المؤسسة الصحية، وأن انطلاق أشغال بنائها أمر إيجابي جدا، "لأن سكان المناطق الجبلية في حاجة إلى خدمات القرب الصحية"، مشيرا إلى أن "سكان مدينة إمنتانوت وحزامها من المناطق الجبلية ينتظرون بشغف كبير هذا المستشفى"، على حد قوله. وللوقوف على سير أشغال المستشفى المذكور، ربطت هسبريس الاتصال بمولاي الطيب العمراني، المكلف بمندوبية الصحة بشيشاوة، الذي أوضح أن "هذا المستشفى المحلي سيتوفر على 45 سريرا، ومصلحة للمستعجلات وأخرى للأم والطفل والإنعاش والجراحة العامة والطب العام، وسيضم اختصاصات طبية كطب النساء والتوليد والجراحة العامة والإنعاش والتخدير". وأورد المسؤول ذاته أن "الأشغال الكبرى للشطر الأول من هذا المستشفى، الذي انطلق بناؤه شهر أكتوبر 2017، وخصص له غلاف مالي يقدر ب70 مليون درهم، تقدمت بنسبة 92 بالمائة"، مضيفا: "أما الشطر الثاني فقد أطلقت صفقته في انتظار تحويل الاعتمادات الخاصة لانطلاق أشغاله النهائية (travaux de finition)، المتعلقة بالنجارة والصباغة والكهرباء والماء الصالح للشرب". وأضاف مسؤول الصحة: "الشطر الثالث من المشروع، والذي يهم الجانب التقني، والمتعلق بتركيب كل ما يتعلق بالأوكسجين، ومعدات التبريد، والرابع المرتبط بالتهيئة الخارجية، يوجدان في مرحلة الدراسة لدى المصالح المركزية"، وزاد مطمئنا: "سينجز المستشفى في الوقت المحدد، بطاقم إجمالي من الأطر يبلغ 150 بين اختصاصيين وأطباء عاميين وممرضين بمختلف التخصصات والتقنيين والإداريين". وأوضح العمراني أن "السلطة الإقليمية وإدارة الصحة بالإقليم والجهة تدرك الأهمية القصوى لهذا المستشفى، وحاجة السكان له، ما جعل بوعبيد الكراب، عامل إقليمشيشاوة، يضعه من ضمن أولوياته في كل اللقاءات والاجتماعات التي تهم أوراش التنمية". وأشار مندوب الصحة نفسه إلى أن "عامل الإقليم زار ورش المشفى أكثر من مرة، وكان آخرها يوم السبت من الأسبوع الماضي، للوقوف على سير الأشغال ومدى تقدمها، وأعطى تعليماته للرفع من وتيرتها، حتى تخرج هذه المؤسسة الصحية إلى الوجود في الوقت المحدد"، بتعبيره.