ازدادت الخدمات الصحية بجماعة أسيف المال بإقليم شيشاوة، منذ مغادرة الطبيب الرئيسي بالمركز الصحي من الدرجة الثانية والتشطيب عليه من الوظيفة العمومية، سوءا؛ فأضحى سكان الدواوير المنتمية إلى تراب هذه الجماعة القروية يقاسون شتى ألوان المعاناة والمحنة في سبيل التطبيب والعلاج، خاصة في غياب سيارة إسعاف والأدوية. وقد دفع هذا الوضع المتردي للخدمات الصحية بهذه المؤسسة الصحية، التي وضعت لخدمة سكان جماعة أسيف المال التي توجد بأعلى نقطة جبلية بجبال الأطلس الكبير بإقليم شيشاوة، نشطاء جمعويين وسياسيين بهذه الجماعة القروية إلى دق أبواب الجهات المسؤولة عن الصحة منذ شهور مضت، حسب كل من يوسف أيت سيدي سعيد وإبراهيم إسلام عضوي تنسيقية النهوض بالوضع الصحي بالمنطقة المذكورة. وقال الفاعلان الجمعويان: "عقدنا، خلال شهر يناير من السنة الحالية، كممثلين لتنسيقية النهوض بالوضع الصحي، لقاء تواصليا مع المندوبة السابقة لوزارة الصحة بإقليم شيشاوة ومدير المستشفى الإقليمي محمد السادس، بقيادة أسيف المال، وتمت مناقشة مجموعة من النقاط، ولأن الوضع بقي على ما هو عليه، تحركت لجنة لتسطير برنامج نضالي احتجاجي، للمطالبة بتوفير الطبيب وتحسين الخدمات الصحية وتشغيل دار الولادة". وأوضحا أن "المركز الصحي يعيش وضعا مترديا؛ بسبب الغياب التام للطبيب الرئيسي وضعف الخدمات الصحية، وعدم تفعيل خدمات دار الولادة، وتجهيز المركز بسيارة إسعاف ثانية لسد الخصاص، وتفعيل نظام الخدمة الإلزامية ورقم الخدمة (la floutte) ، وتوفير مصل داء السعار بمستعجلات القرب بمجاط، والتوزيع العادل للأدوية". من جهته، أوضح الطيب العمراني، المدير الإقليمي للصحة بالنيابة، في اتصال هاتفي لهسبريس، أن "اجتماعا عقد خلال الأسبوع الماضي، بأمر من عامل اقليمشيشاوة بوعبيد الكراب، لمناقشة الوضع الصحي بالمركز الصحي بأسيف المال"، مضيفا" "توفير طبيب رئيسي إشكال وطني حقيقي، وعلى الرغم من ذلك سنبذل قصارى جهدنا لتوفيره في أقرب الآجال". وتابع قائلا: "أما ما يخص الأدوية، فقد جرى تسليم حصة للمركز في انتظار التوصل بحصة أخرى من الوزارة"، وأكد أن "سيارة الإسعاف ستسلم خلال هذا الأسبوع للمركز الصحي، بعدما تم التنسيق مع قائد قيادة أسيف المال ورئيس جماعتها بخصوص توفير سائق لهذه المركبة"، حسب تعبير المسؤول الصحي المذكور.