مُتحرّراً من عبء المسافات التي قطَعها قادماً من مدينة ڭلميم، يقْصدُ محمّد ذو ال54 سنة، وهو مُحارب متقاعد، مركز الاستقبال التّابع للمستشفى العسكري محمد الخامس بالرّباط، للاستفادةِ من مبيتٍ مجّاني، توفّرهُ المؤسسة للمتقاعدين القطانين خارج الحامية العسكرية بالرباط، وذلك طوالَ مراحل الاستشفاء. هذه المرّة الثانية التي يستفيدُ فيها العسكري المتقاعد الذي قدمَ رفقة زوجته من مدينة ڭلميم، جنوب المغرب، من خدمات مركز الاستقبال، الذي يتواجدُ قبالة المستشفى العسكري بالرباط. وفي هذا الصّدد يقول المُستفيد من خدمات المركز لهسبريس: "زوجتي مريضة بالقلب، وقد أتيتُ بها إلى المستشفى العسكري من أجل العلاج؛ كانت نزيلة في مستشفى ڭلميم؛ وقد تم إرسالها بعد إجْراءِ الفحوصات إلى الرّباط". وتشرحُ اليوتنان كولونيل رقية مكوش، مديرة مركز الاستقبال التابع للمستشفى العسكري بالرباط، أنّ "تواجد المركز بالقرب من المستشفى العسكري الدراسي محمد الخامس ساهم بشكل كبير في نجاح إيواء المرضى القاطنين خارج الحامية العسكرية بالرباط؛ سواء أثناء مرحلة الاستشفاء أو في مرحلة العلاجات الخارجية". وتضيف المسؤولة العسكرية في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "المركز المذكور مفتوح في وجه العسكريين بجميع انتماءاتهم، سواء كانوا متقاعدين أو مازالوا في الخدمة العسكرية. ويحقُّ للمريض أن يكون مرافقاً من طرف شخص آخر، شرط أن تكون حالته الصحية تسْتلزمُ ذلك". ويستفيد المُرافق من جميع الخدمات التي يستفيد منها المريض بشكل مجاني؛ فبالنسبة للذين مازالوا يباشرون مهامهم العسكرية فإنّ الإدارة العامة للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية تتكفّل بكلّ الإجراءات الإدارية بمعيّة شركة للتأمين، أما بالنسبة للمتقاعدين فتتكفل بهم مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية وشركة التأمين. وقالت مستفيدة: "الظروف في هذا المركز مواتية. نأتي من بعيد ونستفيد من مبيت مجاني (...) الكولونيل تعاملنا بتقدير كبير وتوفّر لنا كل ما نحتاجه من أساسيات..البيوت نظيفة، كما أنّ ابني بجواري في المستشفى العسكري، وكلما تطلب الأمر زيارته أقوم بذلك في غضون دقائق". وخلالَ سنة 2018، تمكن المركز من إيواء 1715 مستفيدا من مرضى ومرافقين، بزيادة 11% مقارنة مع سنة 2017. وتؤكّد اليوتنان كولونيل رقية مكوش أن "71 في المائة من النزلاء متقاعدون، و96 في المائة من الخدمات المقدمة من طرف المركز استفادت منها فئة ضباط الصف والجنود". ويستفيدُ نزلاء هذا المركز من مبيت ووجبات غذائية وفضاءات للترفيه مخصصة للأطفال وأخرى مخصصة للمتقاعدين من أجل الترويح عنهم والتخفيف من وطأة المرض. ويقول محارب متقاعد قدم من مدينة تاهلة من أجل تتبع حالته الصحية: "المؤسسة توفر لي السكن والوجبات الغذائية؛ كما أن الضباط وعمال المركز يعاملونني باحترام وتقدير كبيرين، "وكايعاوْنُونِي في الدخول والخروج وفي كل المساطر الإدارية (...) الملك ديالنا الله يحفظه ويعاوْنو"". أما مستفيد آخر قدمَ من مدينة طانطان رفقة زوجته التي تشكو من آلام في القلب فيقول لهسبريس: "في بادئ الأمر كنا نستفيد من حصص العلاج بالمستشفى العسكري بطانطان، قبل أن يتم نقل زوجتي إلى المستشفى العسكري بالرباط من أجل إجراء عملية على القلب". ويضيفُ المتحدث: "عندما وصلتُ إلى الرباط، وجدت المركز مملوءًا، وتكفّلت مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين و قدماء المحاربين بحجز غرفة لي في أحد فنادق العاصمة، وبعد يومين عدت إلى مركز الاستقبال، حيث وجدتُ في انتظاري غرفة خاصة للاستفادة من خدامته. كما أن المركز قريب من المستشفى".