تمهيد : يتيح لنا التطرق لموضوع العمل الاجتماعي داخل القوات المسلحة الملكية بالتأكيد ، تسليط الضوء على الأهمية الممنوحة لهدا المجال . حيث تواصل الأعمال الاجتماعية مند سنة 1982، تاريخ ترأسها من طرف صاحبة السمو الملكي الاميرة للا مريم ، بحثها عن تظافر الجهود والفعالية من أجل السهر على رفاهية منخرطيها ، ودلك من خلال مجموعة من الخدمات الموجهة لتلبية الحاجيات الضرورية للمستفيدين . وتعتبر هده الخدمات دائمة أو محددة أو تتم في إطار حملات تحسيسية حسب الفئات المستهدفة ، التي تتضمن كل واحدة منها سلسلة من الخدمات، انطلاقا من المساعدة الطبية الاجتماعية إلى تحسين جودة الحياة والدعم المعنوي مرورا بالترفيه . كما يتيح لنا هدا الموضوع الوقوف على تبريرات الرابطة لاحتجاجاتها المتواصلة مند حوالي سنتين على شكل مسيرات احتجاجية سلمية إقليمية جهوية و وطنية الى حد الآن. 01. خدمات متنوعة حسب المعطيات الرسمية * أ- **- تشكيلة واسعة من الخدمات الاجتماعية و الطبية وفقا لتوجه المديرية العامة للمصالح الاجتماعية كأداة للعمل الاجتماعي للقوات المسلحة الملكية ، وضعت هذه المديرية اختيارات كثيرة للخدمات الموجهة لامتصاص اكبر عدد من الطلبات التي يعبر عنها ذوو الحقوق من منخر طيها . وهذه الخدمات هي من فئات مختلفة وذات طبيعة متعددة . وتعتبر طبيعة هذه الخدمات إما دائمة أو محددة أو تتم في إطار حملة تحسيسية . وتدخل هذه الخدمات إما في فئة الخدمات الاجتماعية أو المالية أو الثقافية . ** - الخدمات الاجتماعية بالنسبة للخدمات الدائمة . تقدم المديرية العامة للمصالح الاجتماعية لمنخرطيها مجموعة من الخدمات الاجتماعية . انطلاقا من بناء المركبات الاجتماعية في العديد من الحاميات العسكرية بالمملكة . ويتسم التوجه الحالي بتعميم هذه الأداة للقرب على مستوى جموع الحاميات العسكرية . وتضم الخدمات الاجتماعية مجموعة من الأعمال والمبادرات التي تتكلف بها المديرية العامة للمصالح الاجتماعية ، من بينها بالخصوص : حماية استقرار الخلية العائلية وحل المشاكل العائلية و العلائقية الناتجة عن الخلافات الزوجية والتجمع العائلي والمشاكل العقارية ونزاعات الجوار والتوقف المدرسي وطلب العمل ....، بالإضافة إلى وضع وسائل النقل الجماعية رهن إشارة بعض وحدات القوات المسلحة الملكية ، وكذا القيادة العامة للمنطقة الجنوبية . كما تسعى الخدمات المالية إلى تحسين الشروط الاجتماعية للموظفين المدنيين والعسكريين لإدارة الدفاع الوطني ، وذلك من خلال تقديم بعض الخدمات ، من بينها القرض الاجتماعي . وتوجه هذه الخدمة لتمكين المستفيدين من مواجهة وضعيات مستعجلة وليدة "حاجيات اجتماعية واقتصادية غير متوقعة " . ولا يتجاوز سقف هذا القرض 60.000 درهم ، يمنح بنسبة بسيطة تبلغ 3.5% . ***- التكملة في مجال التأمين : منذ عام 1991 ، أقامت المديرية العامة للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية نظام الاحتياط الاجتماعي التكميلي لفائدة جميع الأفراد التابعين لإدارة الدفاع الوطني ، وهو يشكل تكملة للتغطية الاجتماعية الأساسية التي يستفيد منها كل عسكري ، ونتج هذا النظام عن اتفاقية تأمين وفاة – عجز بالاشتراك لدى شركة تأمين . وتكمن قيمته المضافة في تقاعد تكميلي يسمى "تعويضا" ، يعطى للأشخاص الذين بلغوا سن التقاعد . ويتضمن تأمين الوفاة رصيدا ماليا لذوي حقوق المؤمن ، ويهدف إلى تعويض التدهور المتحمل للشروط الاجتماعية لأفراد عائلة العسكري عقب وفاته . ويمتد هذا الحق حتى سن 65او70 سنة برصيد مالي عن الوفاة يتراوح بين 67500 و650000 درهم حسب فئة رتبة العسكري . إن تأمين العجز هو تعويض يقدم للمنخرط المصاب بعجز دائم أو جزئي يصل إلى 80% أو أكثر ويمكن أن يشمل استثنائيا بعض الحالات الخطيرة ، التي تحددها الاتفاقية ، وتصل نسبة عجزها إلى 66% أو أكثر . ويقتطع التعويض من صندوق احتياطي تغذيه انخراطات الموظفين العسكريين والمدنيين لإدارة الدفاع الوطني . ويعطى الحق في رصيد مالي لنهاية الخدمة ، يتراوح بين 9000 و120000 درهم ، حسب فئة الانتماء وسبب نهاية الخدمة للمعني بالأمر . وفي مجال تأمين السيارات ، تتوفر المديرية العامة للمصالح الاجتماعية على رصيد هام في مجال التفاوض مع شركة تأمين الوفاء ، ووقعت معها اتفاقية تضمن تأمينا بشروط تفضيلية . ويمكن أن يستفيد من امتيازات هذا التأمين الأفراد العسكريون العاملون أو المتقاعدون ، والموظفون والمتقاعدون مع إدارة الدفاع الوطني وذوي حقوقهم . وتتمثل امتيازات هذا التأمين في إمكانية تقسيم أداء الأقساط السوية للتأمين على اثني عشر شهرا ، وخفض 10% على التعويض المتعلق بالمسؤولية المدنية ، ومجانية ضمانة الدفاع واللجوء إلى القضاء، المحددة في سقف 10000 درهم ، وتخفيضات مهمة على الضمانات التكميلية وخدمات تأمين مجانية وحصرية تدريجية حسب صيغة الاشتراك . ويقبل أفراد القوات المسلحة الملكية على هذه الخدمة ، منذ إحداثها ، وتزايد عددهم من سنة إلى أخرى ***- اقتناء السكن : دعم واستشارة وتحسيس يعتبر السكن من بين الخدمات المتعددة التي تشكل حافزا لطلب خدمات المديرية العامة للمصالح الاجتماعية ، ونجد طلبات السكن بنوعيها / الكراء والولوج إلى الملكية . وقد تم وضع إجراء هدفه تسهيل الولوج إلى السكن ، سواء منه الاجتماعي اوانواع سكن أخرى ، وكذا كراء وتراجع آخر أداة لهذا الإجراء إلى شنبر 2011 ، التاريخ الذي ظهرت فيه التعليمات الخاصة التي أتت لتغيير وتتميم تعليمات 2007 . وتحمل التعليمات الجديدة المتعلقة بشروط الولوج إلى ملكية سكن امتيازات جديد لفائدة الأشخاص العاملين ومتقاعدي القوات المسلحة الملكية وكذا الأفراد المدنيين لإدارة الدفاع الوطني ووكالة المساكن والتجهيزات العسكرية . وبفضل هذه الأداة الجديدة ، انتقل برنامج الولوج إلى الملكية إلى 60000 وحدة سكنية عوض 50000 في البداية . وهناك امتياز آخر ، يتجلى في رفع مبلغ المساعدة الأولية الأساسية بشكل كبير بانتقاله من 1500000 درهم إلى 10% من ثمن شراء السكن المقتنى ، مع سقف محدد في 5000000 درهم . وتم تحديد سقف المعالجة الشهرية الصافية للفئات المستفيدة من المساعدة الأساسية في 1300000 درهم عوض 360000 وحتى مبلغ أقصاه 5000000 درهم . وتجدر الإشارة إلى أن ثمن الشراء الأقصى للسكن المختار في هذه المساعدة محدد في 10000000 درهم . إن دور مصالح المديرية العامة للمصالح الاجتماعية مهم جدا ، فهي التي تتكلف بمعالجة الملفات المتعلقة بطلبات اقتناء السكن . وعند تحقق الاقتناء ، تتكلف نفس هذه المصالح بمتابعة ملفات تغيير السكن أو التخلي عنه وإرجاع المال عند الاقتضاء . ووفقا لمقتضيات التعليمات الخاصة ، تقوم مندوبيات المصالح الاجتماعية بحملات تحسيسية لولوج الملكية لفائدة العسكريين التابعين لمختلف وحدات القوات المسلحة الملكية . وعلى مستوى نطاق اختصاصاتهم تعد المندوبيات أعضاء في اللجة المكونة ، بالإضافة إلى وكالة المساكن والتجهيزات العسكرية ، وممثلي شركة الضحى و"اليوس " دارنا والسعادة والوفا "ايموبيليي" وفي الشق المالي ، وقعت المديرية العامة للمصالح الاجتماعية على اتفاقية مع وفا "ايموبيليي" تتضمن منح القروض بشروط تفضيلية . فبالإضافة إلى الشروط المتعلقة بسن اودخل المستفيد والآجال القصوى لمختلف فئات القروض ، سواء المرتبطة باقتناء سكن أو ارض للبناء ، تحدد الاتفاقية النسبة السنوية في 5.10% ، للقروض التي لا تتجاوز مدة إرجاعها 7 سنوات ، وهذا ما يمثل الأجل الأقصى . وتمر النسبة إلى 4.99% في حالة تراوح مدة الإرجاع ما بين 7 و40 عاما . وحسب حصيلة مفصلة ، تغطي الفترة من 30 يونيو 2010 ، أي تاريخ دخول الاتفاقية المذكورة أعلاه حيز التنفيذ إلى شهر شنبر من نفس السنة ، وصل عدد عائلات العسكريين الذين استطاعوا اقتناء سكن إلى مجموع 8456 . ووصل مبلغ القرض الإجمالي إلى 2.034.462.652,00 درهم . ***-خدمات طبية - اجتماعية : تعتبر الخدمات الطبية – الاجتماعية المكون الآخر للخدمات الدائمة . وتشمل الأعمال الرئيسية في هذا المجال التكفل بالعسكريين الذين يتلقون العلاج في المستشفى . مع ما يفترضه ذلك من اتصال بالمؤسسات الاستشفائية والقيام بالإجراءات الإدارية . وفي مثل هذه الوضعيات . تعوض المديرية العامة للمصالح الاجتماعية والفروع الاجتماعية الموجودة في المستشفيات العسكرية عائلات المرضى فيما يتعلق بمصاريف الاستشفاء . كما تتضمن هذه الأعمال مصاحبة أفراد المديرية العامة للمصالح الاجتماعية من خلال الشعبة الطبية –الاجتماعية . والفروع الاجتماعية الموجودة في المستشفيات العسكرية . عائلات المرضى فيما يتعلق بمصاريف الاستشفاء . كما تتضمن هذه الأعمال مصاحبة أفراد المديرية العامة للمصالح الاجتماعية للمرضى الكبار ، والقيام بإجراءات نقل الذين تستدعي حالتهم الصحية ذلك إلى خارج المغرب ، وكذا شراء الأدوية غير المسوقة بالمغرب ، لأسباب اولاخرى . وفي مجال الإعاقة ، تقدم مصالح المديرية للمصالح الاجتماعية دعما مهما لعائلات الأطفال الذين يعانون من إعاقة بالتكفل ببعض المصاريف . وبالخصوص إجراءات الانخراط في مركز متخصص ولقياس الأهمية التي يمكن أن يكتسيها تدخل مصالح المديرية العامة للمصالح الاجتماعية لفائدة منخرطيها ، يمكن أن نورد حالتين عالجتهما فرق الإدارة المركزية : - تتجلى الحالة الأولى في التكفل بثلاثة أطفال من نفس العائلة مصابين بمرض تدهور الأعضاء طريق شراء وتقديم ثلاثة كراسي كهربائية . - والحالة الثانية تتمثل في التكفل بطفل له صعوبة في السمع بشراء جهاز للسمع ، فهو الوسيلة الوحيدة لتمكينه من متابعة تعلمه ، والاندماج في المجتمع لاحقا . - وتعتبر الأعمال التي تقدمها المديرية العامة للمصالح الاجتماعية للمرضى وعائلاتهم أعمالا مرضية ومساعدات كبيرة تصل إلى حجز المواعيد أو تقريبها لدى مختلف المؤسسات الاستشفائية لاسيما الحالات الخطيرة . وفي علاقة بما سبق ، يجب أن نذكر الدور الذي تلعبه المصالح الاجتماعية – الطبية – الإدارية ، بالخصوص فيما يتعلق بالولوج إلى خدمات استشفائية ، سواء التي تقدمها المؤسسات العسكرية أو المدنية . وتقوم بدور الوساطة والمصاحبة فرق مكتب الشؤون الاجتماعية التابعة لقائد الحامية العسكرية ، التي تكلف بالإجراءات الاجتماعية – الإدارية المتعلقة بالتكفل بالمستفيدين من تعاضدية القوات المسلحة الملكية . ***- مراكز وعيادات طب الأسنان : يغطي عمل المديرية العامة للمصالح الاجتماعية عددا من الحاميات العسكرية في مجال صحة الأسنان بالإضافة إلى الحامية العسكرية للعاصمة ، التي تضم مركز طب الأسنان التابعة للمصالح الاجتماعية ، وهو مجهز ب 14 عيادة لطب الأسنان والعيادة 15 هي في طور الانجاز . وتسعى فكرة إقامة هذا المركز ، وكذا عيادات الأسنان في الحاميات العسكرية ، مثل الدارالبيضاء الراشدية وفاس ووجدة و ورززات ومكناس وتطوان الى " تقوية عمل المستشفيات والعيادات العسكرية في مجال الجراحة ولعلاجات وتركيب أطقم الأسنان ، وذلك باثمنة مدروسة " ***-مراكز البصريات : هناك اهتمام بصحة العيون بفضل مراكز البصريات التي تقام في العديد من الحاميات العسكرية ، وأحيانا نجد مركزين ، مثل حالة الدارالبيضاء الكبرى . و في إطار توجهها الاجتماعي ، تقدم هده المراكز خدماتها باثمنة معتدلة ، بالخصوص مند أن عقدت مصالح المديرية العامة للمصالح الاجتماعية وتعاضدية القوات المسلحة الملكية اتفاقية في هذا المجال . **- الخدمات الثقافية : ***-التعليم ما قبل المدرسي : نجد التعليم ما قبل المدرسي في مجال الخدمات الثقافية . فمند بداية الستينيات ، حققت المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية فكرة إحداث المراكز الاجتماعية –تربوية موجهة لاستقبال أبناء العسكريين بين 3 و6 سنوات . وترجم ذلك بتأسيس أولى روض الأطفال الموجهة حصريا لمنخرطي المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية . وتهدف هذه الأماكن المخصصة للعمل الاجتماعي والتربوي الى النهوض بمنهجية تربوية ما قبل مدرسية ، توجه التطور الطبيعي للطفل ، لتحفيز ملكاته . ويتكون الطاقم التربوي من مدرسين مكونين وأكفاء ، ويعتمد التعليم داخل روض الأطفال على الملاحظة ومناهج التربية الحسية وتعليم الإشغال اليدوية . كما تمكن البرمجة ، التي تتركز على أهداف بيداغوجية واضحة ، من تطوير روح المبادرة لدى الطفل ، وتقوية شخصيته وتدريبه على العيش داخل المجموعة . ويلقن الطفل المبادئ الأولى للكتابة والقراءة ، مما يؤهله فعليا للمرحة الدراسية الموالية . وتسعى هذه المؤسسات الاجتماعية – التربوية الى تحديث خدماتها ، سنة بعد سنة ويتم تجهيزها بالمعدات المدرسية التربوية الملائمة ، وبوسائل ديداكتيكية وترفيهية . بالإضافة الى الفريق البيداغوجي الدائم ، يقوم الأطباء بزيارات منتظمة ليستفيد الأطفال من فحوصات طبية وتلقيحات دورية . في السياق نفسه ، أصبحت الحضانة – (روض الأطفال الموجود في الرباط ) مركزا اجتماعيا وتربويا نموذجيا ، يستقبل الرضع والأطفال من ثلاث اشهر الى خمس سنوات ، ويقدم مساعدة ثمينة لعائلات المنخرطين التي تعاني من مشاكل رعاية أبنائها . ويمتاز المركز بتنظيم محكم ووسائل عمل ملائمة تعمل على التفتح العاطفي والحسي للأطفال في أفضل شروط الأمن والنظافة .ويتم توزيع أبناء العسكريين الموجودين في حضانة - روض الأطفال بالرباط على 4 شعب ، حسب فئتهم العمرية : الحضانة ( 3 الى 20 شهرا ) والقسم الصغير (20الى 36 شهرا ) والقسم المتوسط (3 الى 4 سنوات ) والقسم الكبير (4 الى 5 سنوات ) . وتترجم أقوال الجنرال دوبريكاد محمد باروك الاهتمام الكبير الذي توليه مصالحه للتعليم ما قبل المدرسي : "نريد أن يذهب أطفالنا ، الذين يقبلون على هذه المؤسسات ، الى ابعد مدى في مسارهم الدراسي " . ***- التمدرس : في مجال التمدرس ، تقوم المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية ، بمصاحبة متواصلة لأبناء العسكريين وذلك بهدف متابعة دائمة لتمدرس أولئك الدين وصلوا إلى سن التمدرس الابتدائي وما بعده ولذلك تربط مندوبيات المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية علاقات وثيقة مع مدراء المؤسسات الابتدائية والثانوية والعليا العمومية والخاصة كما تربطها مع المندوبيات الجهوية للتعليم الموجودة في نطاق اختصاصها. وتمكن هذه الاتصالات بالخصوص من إحصاء أبناء العسكريين ومتابعة الحالات التي تشكو من صعوبات التمدرس. وفي هذا الشأن تبذل المديرية العامة للمصالح الاجتماعية جهدا هائلا لتلبية الحاجيات المختلفة لأبناء منخرطيها ، وتقوم بمجموعة من الإجراءات لدى مختلف المنظمات والمؤسسات المختصة قصد الاستجابة ، قدر الإمكان ، لطلبات التسجيل و إعادة التسجيل و الانتقال وطلبات المنح والحصول على غرف في الأحياء الجامعية اوالاقامة في دار الطالبة . ***-التكوين المهني : في مجال التكوين المهني ، عرف عمل المديرية العامة للمصالح الاجتماعية في مجال النهوض بالأعمال الاجتماعية و المهنية لفائدة عائلات العسكريين انجازه الأول بإحداث أول النوادي النسوية ، التي تستقبل حصريا زوجات وبنات العسكريين . واعدت هذه المؤسسات لإعطاء الفتيات الشابات وزوجات العسكريين فرصة اكتساب الخبرة في فنون التدبير المنزلي و الطبخ ،والحلاقة و التجميل ، و الخياطة العصرية والتقليدية والطرز والحياكة . وأقيم هذا التكوين المهني بهدف تسهيل اندماج المستفيدات في الحيات الاجتماعية . و تمتد فترة التكوين في النوادي النسوية أو مراكز التكوين التابعة للمديرية العامة للمصالح الاجتماعية الى سنتين أو ثلاث سنوات ، حسب التخصصات ، وتتوج بالحصول على دبلوم معترف به . وانطلاقا من عام 1999 ، أخد الاهتمام الذي توليه المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية الاتصالات لتوجيه أبناء العسكريين ، الذين يعبرون عن الحاجة لذلك ، الى مراكز التكوين أو التأهيل المهني أو معاهد التكنولوجيا التطبيقية . وقد وقعت المديرية العامة للمصالح الاجتماعية اتفاقية تعاون وشراكة مع إدارة التعاون الوطني ، بغية توسيع استفادة أبناء العسكريين عبر الحاميات العسكرية ، بقدر الإمكان ، من هذا النوع من التكوين . وتندرج الأهداف الرئيسية للاتفاقية في إطار مقاربة شمولية ، تتمحور حول العمل الاجتماعي والتنمية البشرية في مجال التربية ما قبل المدرسية ، والتكوين المهني ودعم النهوض بالأنشطة المدرة للدخل . **-ترفيه وعطل : نظرا لأهمية دور مراكز الاصطياف في تنمية مهارات الأطفال الذهنية والجسدية ، تولي المديرية العامة للمصالح الاجتماعية عناية كبيرة بهذه الفئة من خدماتها . ويقضي أبناء العسكريين الدين يرغبون في الاستفادة من موسم الصيف ، وتتوفر فيهم الشروط المطلوبة ، مدة 15 يوما في احد مراكز الاصطياف التابع للمديرية العامة للمصالح الاجتماعية ، مثل السعيدية ا وافران أو اكادير .ويستمتع الأطفال المصطافون ، الذين يختارون بشفافية ، لمدة 15 يوما بمناظر طبيعية خلابة وممارسة أنشطة رياضية وثقافية وكسب صداقات جديدة ، يساعد عليها المناخ الممتع للإقامة . وتتخلل فترة الاصطياف جولات ، مشيا على الأقدام أو على ظهر البغال ، أو على دراجات أو خرجات للنزهة أو رياضات جماعية وسباحة وكذا أمسيات فنية وموسيقية . ويستلزم إقبال الأطفال الكبير على الاصطياف تعبئة طاقم مكون في المجال البيداغوجي والإداري المتعلق بتنظيم مخيمات الأطفال والمراهقين . كما تعمل المديرية العامة للمصالح الاجتماعية من اجل ضمان نجاح هذه المخيمات على التعاون مع وزارة الشباب والرياضة للاستفادة من طاقم مؤهل وتبادل التجارب . وبالحديث عن المخيمات الصيفية ، لا يمكن أن ننسى اتفاقيتي التبادل الثقافي مع مؤسسة التدبير الاجتماعي للقوات المسلحة الفرنسية ومع الحرس الوطني لولاية "يوتا" في الولاياتالمتحدةالأمريكية . ويستقبل المصطافون المراهقون الفرنسيون سنويا في مركز افران ، بينما تستقبل عائلات مغربية الشباب الأمريكي في إطار تبادل النظراء ، الذي أرسته الاتفاقية المذكورة أعلاه . وتلعب التبادلات التي تشجع عليها هذه المخيمات دورا مهما في إغناء المصطافين الشباب . كما تخلق تمازجا ثقافيا ، تطبع مساهمته الايجابية حياتهم . وفي مجال الترفيه والعطل دائما ، تميز عام 2010 بافتتاح مركز عطل بالسعيدية ، يتسع ل21بانغالو(بنايات مخصصة للتخييم).ومن جهتها، تتوفر عاصمة الجنوب على مركز اصطياف وعطل ، تكلفت قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية بانجازه . وفي حين يخصص جناح العطل بهذا المركز للعائلات ، يخصص جناح الاصطياف للمراهقين ويحتوي مركز العطل على 31 استديو ، أما مركز الاصطياف فيضم 5بانغلوات ، تتسع ل170 سرير .ويشكل هذان المركزان تحفة معمارية في مجال الاستقبال والإيواء . وتتوفر جميع الشروط للمصطافين ، سواء منهم الراشدين أو الشباب ، لقضاء أوقات ممتعة ومفيدة . وتميز فاتح يناير من عام 2010 بتدشين إقامة فندقية بافران .تستجيب لحاجيات العائلات المغربية في مجال الإيواء ، ويتوفر هذا المولود الجديد في مجال الترفيه والعطل ، على 34 شقة من مختلف الفئات ومجهزة بكاملها . وتعرف هذه الإقامة الفندقية نجاحا كبيرا بفضل تصميمها وتجهيزاتها ، وصيغ الاستفادة التي تقترحها على زوارها . وتزامن صيف سنة 2010 نفسها مع افتتاح مركز الاصطياف للأعمال الاجتماعية بالجديدة ، بسعة 108 شقة ، تجمع بين الوظيفة والجمالية المعمارية . وتقدم فيه أجود الخدمات لإرضاء المقيمين . وتتوفر القيادة على عزيمة كبيرة لتطوير مراكز العطل والاصطياف المخصصة لضباط الصف . وتترجم توجهات القيادة في بناء وافتتاح مركز اصطياف بسعة 40 غرفة في السعيدية صيف عام 2011 ، وبرمجة مركز ثاني مرتقب في الجديدة قرب مركز الاصطياف الجديد . ** -خدمات محددة ***- عملية الحج : منذ سنة 1993 ، تنظم المديرية العامة للمصالح الاجتماعية سنويا ، في إطار الخدمات الدينية ، عملية الحج للديار المقدسة ، بتعاون مع هيئات أخرى في القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية والقطاعات الوزارية المعينة . ويتكون الوفد العسكري الذي يستفيد من هذه العملية من طاقم عسكري عامل ، وطاقم مدني من إدارة الدفاع الوطني ، وأعضاء من القوات المساعدة و الأمن الوطني ، وكذا منخرطين من مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين . ويتكلف طاقم التأ طير المكون من ستة ضباط ومثلهم من ضباط الصف ، الذي تلحقه المديرية العامة للمصالح الاجتماعية بوفد الحجاج ، بالسهر على امن وراحة الحجاج ، لضمان شروط النقل والإقامة ، وجعلهم في ظروف حسنة طيلة أيام الحج . ومن جهة أخرى ، يستقبل مركز التكوين التابع للمصالح الاجتماعية بتمارة الحجاج للقيام بالإجراءات اللازمة وتنظيم حصص للتحسيس بمناسك الحج ، يقوم بتأطير علماء ومرشدون تعينهم القيادة العامة . وتمنح المديرية العامة للمصالح الاجتماعية مساهمة مالية للعسكريين و العاملين المدنيين في إدارة الدفاع الوطني لتغطية مصاريف الحج .أما بالنسبة لحوالي 60 من الجنود الذين يرافقون الوفد كل سنة ، فتتكفل المديرية بمصاريفهم كليا. ***- عملية عبور : تشارك المديرية العامة للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية بفعالية ، خلال موسم الصيف من كل سنة ، مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن ، في عملية استقبال المغاربة المقيمين بالخارج . وتتطلب هذه العملية ، التي تتم على مدى اشهر يونيو ويوليوز وغشت وشتنبر ، استعدادا وتنظيما صارمين ، لتمر على أحسن وجه . ويقدم طاقم المديرية العامة للمصالح الاجتماعية قيمة مضافة كبيرة لهذه العملية ، بفضل تعدد مؤهلاته وخبرته في مجال المساعدة الاجتماعية والتجربة التي راكمها خلال سنوات الخدمة . ويشمل عملهم ، المتعدد والمشبع بروح إنسانية مرتبطة بالطاقم النسوي للمديرية العامة للمصالح الاجتماعية ، المساعدة الاجتماعية والمعنوية والمادية لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج . وبمناسبة عملية العبور ، ينصب مكتب مركزي للتنسيق على مستوى القيادة العامة لتدبير اللوجيستيك والوسائل البشرية المجندة ، والإشراف على الأنشطة وتنسيقها ، وتقديم تقرير عن سير العملية للقيادة العليا .وتتكلف خلية متابعة مشكلة داخل المديرية العامة للمصالح الاجتماعية ، بانجاز تقارير تركيبية يومية ، تمكن من متابعة سير العملية في مختلف مواقع الاستقبال داخل المغرب وخارجه ، تتضمن نقط العبور وفضاءات الراحة ومطار محمد الخامس ومطار وجدة انكاد . ***- تضامن رمضان : منذ عام 2000 ، تشمل برامج التعبئة المحددة لطاقم المديرية العامة للمصالح الاجتماعية عملية "تضامن رمضان" ، التي تنظمها مؤسسة محمد الخامس للتضامن . وتعبئ هذه العملية إمكانيات بشرية هائلة من المساعدات الاجتماعية المعاونات في العديد من مدن وقرى المملكة . وتسهر المساعدات الاجتماعيات المشاركات في هذه العملية الإنسانية السنوية على السير الجيد لتوزيع المواد الغذائية على المعوزين ، الذين يتم إحصاؤهم لهذا الغرض . كما تشرف المساعدات لاجتماعيات ، اللواتي يعملن داخل لجان الأخلاق الجهوية المشكلة على مستوى الأقاليم ، على احترام جودة الهبات والتحقق الأولي من هوية المستفيدين . ويساهمن ، على المستوى الجهوي والإقليمي ، في وضع لوائح المستفيدين ، وفقا للمعايير المحددة في البداية . كما يشاركن في الإشراف على التزويد بالمواد الغذائية ، وإعداد التقارير الدورية . ***- عملية الختان تنظم مديرية المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية بشراكة مع مفتشية مصلحة الصحة ، دوريا عملية الختان لفائدة أبناء العسكريين ، وتنظم هذه العملية ، التي تمت نسختها الأخيرة في شهر مارس 2012 ، في مختلف الحاميات العسكرية للمملكة ، ويستفيد منها مئات من أبناء العسكريين . وتتم هذه العملية في مؤسسات استشفائية تابعة للحاميات العسكرية المعنية ، وتعد فرصة لعائلات العسكريين لقضاء أوقات ممتعة في إطار أجواء احتفالية لها ولأبنائها . وتتكلف المساعدات الاجتماعيات والمساعدات الاجتماعيات المعاونات بجميع الاستعدادات ، ويقمن بالإجراءات الضرورية لدى عائلات المحظوظين ، لتجرى هذه العملية في أحسن الظروف . ويحصل الأطفال المختونون ، وهم في لباس تقليدي على هدايا التهنئة من أيدي طاقم المديرية العامة للمصالح الاجتماعية . ب – بعض الإحصائيات الرسمية : كانت حصيلة الأنشطة الاجتماعية خلال سنة 2011 كما يلي : . المنخرطون المستقبلون : 70604 . زيارات لمنازل العائلات 3393 . تحقيقات اجتماعية : 1293 . إجراءات وتدخلات : 10186 . التجمع العائلي وطلبات العمل : 827 وكانت حصيلة الأنشطة الطبية برسم نفس السنة كما يلي : . زيارات المرضى : 1884 . تدخلات لدى المستشفيات : 3698 . نقل الموتى : 373 . إدماج أطفال معاقين : 99 . طلبات التكفل : 36966 . 02 . معطيات من أرض الواقع صادرة عن الرابطة الوطنية الحرة للتضامن والتواصل بين قدماء العسكريين والمحاربين ومتقاعدي القوات المساعدة ودويهم . على عكس ما ورد من معطيات رسمية صادرة عن المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية ، يبدو أن الرابطة الوطنية الحرة غير مقتنعة بما يصدر من قبل المؤسسة الرسمية من معلومات وإحصائيات . يقول محمد الصنهاجي ، عضو المكتب المحلي للرابطة الحرة للتضامن والتواصل بين قدماء العسكريين والمحاربين ومتقاعدي القوات المساعدة ودويهم فرع أزيلال : " رغم كل تضحياتنا الغالية والنفيسة طيلة مهامنا العسكرية والحربية ، فقد أصبحنا بعد إحالتنا على المعاش نعاني من ويلات الفقر والتهميش والإقصاء إلى درجة أنه منا من يطلب الصدقة أمام المساجد وفي الشوارع ، ومنا من يحرس العمارات ومن ينظف الشوارع رغم تقدمنا في السن ، ومن العار على المسؤولين ، عسكريين أو مدنيين أن يصبح مصير حماة الوطن سيئا إلى هده الدرجة . فمند عدة سنوات ونحن نعبر عن أوضاعنا المادية المزرية عبر وسائل الإعلام وعدة وقفات احتجاجية ومسيرات سلمية بمختلف مدن المملكة وأمام قبة البرلمان ومؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية وإدارة الدفاع الوطني ، وراسلنا جميع الجهات المسؤولة ، لكننا لم نجد آدانا صاغية لمطالبنا المشروعة . وهدا يشير إلى أن المسؤولين ينظرون إلينا كمجرد آلات انتهت صلاحيتها ، لدلك تجمدت رواتب معاشاتنا طيلة عقدين من الزمن رغم الغلاء المعيشي . وحتى أبناؤنا ليسوا على أحسن حال رغم حصولهم على شهادات جامعية ومهنية ...أمام هدا الظلم الفظيع المرتكب في حقنا ، فإن مجلس الرابطة الحرة اللاسياسي واللانقابي فرع أزيلال ، سيستمر في مسيراته واحتجاجاته المشروعة السلمية حتى تتحقق مطالبنا وهي : . المساواة في رواتب المعاشات مع نظرائنا الدين تقاعدوا في أواخر سنة 2011 باعتبار جميع المتقاعدين ينتمون إلى نفس المؤسسة . . الرفع من رواتب الزمانة لمواكبة ارتفاع أسعار الأدوية والفحوصات الطبية . أداء التعويضات عن التنقلات بالا قاليم الجنوبية التي لا زالت في ذمة الدولة . تسوية وضعية الأرامل ودلك بحصولهن على معاش أزواجهن كاملا بعد وفاتهم . . المساواة في الاستفادة ودون استثناء من المساعدات المادية والخدمات التي تقدمها مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية . . تفويت المساكن التي هي في ملكية وكالة المساكن والتجهيزات العسكرية لساكنيها . . الاستفادة من نسبة 25 في المائة من مناصب الشغل المخصصة لأبنائنا وسنستمر في نضالنا السلمي والحضاري حتى تتحقق مطالبنا . " . 03. خلاصات يظهر من خلال عرض الخدمات المختلفة للأعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية من جهة ، والمعطيات المنتزعة من أرض الواقع للرابطة الوطنية ح . ت . ت .ق .ع. م .م . ق. م. د من جهة أخرى أن التناقض هو السمة البارزة بين الطرفين . فمن خلال العرض الأول ، يتضح أن المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية تسهر على إرساء دعائم ثقافة نبيلة للدعم والتضامن لفائدة العسكريين وحتى الموظفين المدنيين لإدارة الدفاع الوطني ، وهي ثقافة يبدو أنها تسعى لضمان رفاهية كل منخرطي المديرية من خلال الكثير من عمليات القرب التي ارتقت إلى مرتبة الضرورة ، حيث جندت من أجل دلك وسائل بشرية ومادية معبأة . أما من خلال المنظور الثاني الخاص بالرابطة ، فإن المعنيين بالأمر - حسب جملة من التصريحات وكدا ما نشاهده من احتجاجات على ارض الواقع – يبدون غير مقتنعين جدا بعمليات القرب تلك ، نتيجة الأوضاع المزرية التي يعيش فيها الجندي المتقاعد وأرملة الشهيد على السواء . ما نتمناه صادقين ، هو أن تتم الاستجابة لبعض المطالب المنطقية لهده الفئة التي دافعت عن الوطن ، وحصنت الصحراء المغربية ضد كل الأطماع الخارجية ، وبنت الأحزمة العسكرية وقدمت التضحيات الجسام . هده المطالب في نظرنا ، يمكن أن تقتصر بوجه الخصوص على الرفع من رواتب المعاش ،وتوفير الأدوية الضرورية باثمنة جد تفضيلية ، وتمكينهم من الاستفادة من نظام تعاضدي ممتاز . المسلك سعيد *- مراجع المعطيات الرسمية الواردة في هدا المقال : مجلة القوات المسلحة الملكية ، العدد 351 شهرماي 2012 . - بتصرف - . مدير النشر : الكولونيل ماجور مصطفى الزغيبي . *- الجدول التلخيصي المرافق للمقال : مرشد تطبيقي خاص بمؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين .