إدانة واسعة للزيارة التي قام بها جاريد كوشنر للمملكة في الفترة الأخيرة، وهو مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكلف بخطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية، من قبل نشطاء إسلاميين ويساريين مغاربة، خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمت أمام القنصلية الأمريكية بمدينة الدارالبيضاء، ليلة الأحد، من قبل "الشبكة المغربية للتضامن مع الشعوب". "يا حكام التطبيع.. فلسطين مَاشِي للبيع"، "إدانة شعبية لأمريكا الإرهابية"، "سحقا سحقا بالأقدام للصهيون وميريكان"، "ترامب يا صهيون غزة في العيون"، هي جملة من الشعارات التي صدحت بها حناجر المحتجين، الذين نددوا ب "سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وانخراط المغرب في المخططات الإمبريالية والصهيوأمريكية". في هذا الصدد، قال محمد الوافي، منسق التنسيقية الديمقراطية للتضامن بين الشعوب، إن "الوقفة يؤكد فيها الشعب المغربي تضامنه مع الشعب الفلسطيني خلال هذه اللحظة المفصلية، التي يتعرض فيها الشعب الفلسطيني لمؤامرة عبر ما يسمى بصفقة القرن التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية". وأضاف الوافي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الشعب المغربي لم يتخلّف أبدا عن هذه اللحظات التي يوجد فيها الشعب الفلسطيني في مواجهة المحور الإمبريالي الصهيوني الرجعي"، مشددا على "تضامن الشعب المغربي مع نظيره الفلسطيني، من أجل تقرير مصيره وعودة اللاجئين، ومن ثمة إقامة الدولة الديمقراطية الفلسطينية التي عاصمتها القدس". وأردف: "يجب الاصطفاف مع القوى الفلسطينية الوطنية التي قاطعت مؤتمر البحرين، الذي يندرج ضمن صفقة القرن لشطب القضية من الصراع العربي الفلسطيني، حيث نؤكد رفضنا لمشاركة المغرب في المؤتمر، الذي سيكون مجرد تزكية لمخطط تصفية القضية الفلسطينية"، خاتما: "الوقفة هي محطة تلتقي مع كافة التظاهرات على صعيد المعمور، سواء تعلق الأمر بالمنطقة المغاربية أو العربية، وكذلك بعض بلدان أوروبا وإفريقيا". من جهته، اعتبر أبوبكر الونخاري، الكاتب العام لشبيبة العدل والإحسان، أن "الوقفة تعبير عن رفضنا للزيارة الأخيرة التي قام بها كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي، حيث يقوم بالترويج من خلالها لصفقة القرن، ما يجعلنا نرفض الزيارة، ومعها مشاركة المغرب في نشاط المنامة الاقتصادي الذي دعت إليه الولاياتالمتحدةالأمريكية، للترويج للشق الاقتصادي في الصفقة". ويرى الونخاري، في تصريح لهسبريس، أن "البعض كان يُروج لخيار التسوية السياسية من ذي قبل، في الوقت الذي كنّا ننادي بخيار المقاومة، لأن من شأنه تحرير فلسطين، قبل أن نتفاجأ بعد سنوات من رفضنا لخيار التسوية السياسية بالترويج لصفقة اقتصادية تهدف لبيع فلسطين للصهاينة مقابل بعض الدولارات، ومن ثمة نرفض حضور ممثلي الدولة المغربية لهذه الورشة الاقتصادية، آملين أن تقاطعها الدول العربية والإسلامية". أما محمد النويني، القيادي بجماعة العدل والإحسان، فقد أوضح أن "تنظيم الوقفة أمام القنصلية الأمريكية له دلالات ورمزية، من أجل إبلاغها رسائل الاحتجاج على مواقفها الانحيازية أمام الكيان الصهيوني، لاسيما ما يتعلق برغبتها في حمل الشعب الفلسطيني على قبول صفقة القرن، الهادفة إلى الإجهاز على القضية الفلسطينية وإكمال ما تمّ في وعد بلفور على بعد قرن من الزمن". واستنكر النويني، في تصريح أدلى به للجريدة، "إبعاد ستة ملايين لاجئ يعتبرونهم غير معنيين بالصفقة، ثم نزع سلاح المقاومة الذي يدافع عن الأرض لتقرير مصير الصفقة المخالفة للشرعية الدولية"، مشيرا إلى "القرار الأممي عدد 142 الصادر بتاريخ 1948، بحيث يخول للفلسطينيين المُهَجَّرِينَ بالعودة إلى وطنهم القدس ظلما وجورا، وكذلك يخالف القرار 181 و242، بحيث يفرض هذا الأخير على الكيان الصهيوني أن يوقف زحف المستوطنات بأرض فلسطين"، منبها إلى "عدم التطبيع بأي وسيلة؛ سواء بشكل معلن أو غير معلن".