قم للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يضرب البنديرا.. والناس في مدينتي نوعان؛ نوع يحب ضرب الطم، ونوع يحب ضرب الطر. وإذا كنت من سكان منطقة ضرب الطم، فتابع قراءة مقالي بصوت مسموع كي يسمعك سكان منطقة ضرب الطر، فيحتضنوك وتصبح واحدا منهم، والشرط الوحيد أن تكون حاملا لمحفظة جلدية تحتوي على بندير بقراقش، وعلى نفسها جنت براقش، فانتظر أن يسبك الناس ويقرقبوا عظام أجدادك في قبورهم، فقط لأنك تجرأت وضربت الطر، وقد كان أبوك صالحا ضاربا للطم. فماذا حدث بالضبط؟ خذ نفسا عميقا قبل أن تغطس. الذي حدث أنني معلم فاضل، ولم أكن يوما حائطا قصيرا، وقد قررت أن أوسع نشاطي العلمي، فأنا أربي الأجيال صباحا، وأبرّد أعصابي في الثلاجة زوالا، وأسخّن الطر مساء. وأرجو أن تأتيني بمجمر لأسخّن الطرح الإشكالي. وهنا نطرح السؤال: ما يضيركم في أن يصبح معلم عازف بندير؟ لا تتابع قراءة المقال، فسيخرج لك من وراء الحواسيب قوم مناضلون وأبطال صناديد، قوم يؤمنون بنظرية المؤامرة، قوم يدافعون عن المعلم ولا يسمعون بخدش صورته، وعاش حرّاس القيم والأخلاق. ولكل واحد منا بنديره المرصع بقراقش لإثارة البلبة؛ فأنت تعزف على بنديرك في رحبة السياسة، فتأخذ تعويضات هامة نظير عزفك منقطع النظير، وتُحسن وضعك المعيشي في صالونات الحلاقة المخملية؛ وأنت تعزفين على بنديرك عندما تمارسين السياسة على شط بحر الهوى، وهذا يضرب الطر عندما يبيع الساعات الإضافية لتلاميذ قادمين من عتمات المعاناة في عتمات الكراجات. وقد تدرجت في مهن عديدة..اشتغلتُ مصفقا سياسيا ثم مصفرا رياضيا، واشتغلتُ مندوبا لدى الحكومة مكلفا بمهمة بيع القرود والضحك في برامج الكاميرا الخفية، واشتغلتُ عازفا على القانون الداخلي..وأحمد الله أنني جمعت ما يكفي لتسديد فواتير الماء والكهرباء والكراء والداء والأعداء..وأحمد الله أنني شُفيت تماما من الإدمان، فقد أقلعت عن عادة القراءة وتخلصتُ من كتبي البئيسة التي كانت تزاحمني في غرفتي. أين حاسوبي؟ أريد أن أشجب وأدين وأستنكر..ولا للمس بكرامة المعلم.. وبالروح بالدم نفديك يا بندير. العيطة عليك رضيع آخر ينضاف إلى لائحة الأطفال المتخلى عنهم عقب عثور مصلين عليه، الثلاثاء الماضي، أمام مسجد بإحدى مناطق اشتوكة آيت باها. وقبل هذا بأيام، تم العثور على رضيع بطنجة ملقى في حاوية الأزبال. نقرأ على الحيطان: ممنوع البول، ممنوع رمي الأزبال، قريبا سنقرأ: ممنوع رمي الأطفال. نصائح مول الكوتشي أنت مقبلة على الزواج؟ تبحثين عن شريك الحياة؟ إليك هذه النصيحة: تيقني أنه إذا كان صالحا ل«الاستبعال» فهو صالح ل«الاستبغال»..أن يكون بعلك وبغلك.. بعلك وزوجك ومخلصك ومنقذك من حياة الكلب التي كنت تعيشينها داخل بيت أبيك؛ أخوك الذي يراقب سكناتك وحركاتك ويفرض عليك ارتداء ملابسك وفق اختياراته الجمالية الخاصة، ويفتش في مكالماتك ورسائل هاتفك، وأمك التي ترمقك بنظرات كلها اتهام كلما قمت بطلاء وجهك وأظافرك بالأحمر القاني..وأن يكون بغلك الذي أصدرت عليه حكما بالأشغال الشاقة المؤبدة منذ أصيب بانسداد في المسالك العقلية وقرر الارتباط بك..فهو بغلك وقد برْدعْتِه.. فاركبي ودلدلي رجليك. www.facebook.com/fettah.bendaou