هل شعرت براحة كافية البارحة؟ هل غضبت البارحة؟ وماذا يغضبك؟ هذه أسئلة تم توجيهها إلى بعض المغاربة في إطار استبيان لاختبار المشاعر الإيجابية. الخلاصة هي أن المغاربة من بين أكثر شعوب العالم غضبا. وإذا رأيت ديكين يتناقران ودماؤهما تتطاير فاعلم أن الدجاجة هي السبب. وأكثر ما يغضبني هو تزايد أعداد سُرّاق الزيت في بيتي. لا أتحمل رؤية هذه الكائنات المقرفة. وأنا من المحرضين على سحقها بالصنادل. وقد اختلفت مع زوجتي في نوع المقاربة التي يمكن اعتمادها للتعامل مع سراق الزيت؛ فزوجتي تقترح أن نتعايش معهم طالما يصعب استئصالهم من جميع أركان البيت، خاصة أن بيتنا مليء بالشقوق والغيران، وهي ملاذات مفضلة لهذه الكائنات. وأنا كنت متشددا في ضرورة اعتماد المقاربة الزجرية والضرب بيد تحمل فردة حذاء على ظهر كل من تسول له نفسه إفساد طعامي. تخيل معي، عزيزي الغضبان، أنني أحرص على حفظ طعامي في الثلاجة، ومع ذلك لا يسلم من الهجمات الليلية لسراق الزيت. لماذا، إذن، تغضب؟ وكم مرة تغضب في اليوم؟ وهل سبق لك أن جربت زيت الزيتون للحد من تساقط الشعر؟ هذا السؤال لا علاقة له بالموضوع. أُشْطُبه من المقال، وتعال نقوم بعملية جرد لما يغضبنا. أغضب عندما أتدخل لفض الاشتباك بالأيدي بين رجلين وسط الشارع بسبب عدم احترام حق الأسبقية، فأتلقى لكمة قوية على صدغي. أغضب من كلب بيتبول يتبول على الحائط دون أن يكلف نفسه عناء رفع رجله، ولا أحد يدين هذا الفعل الكلبي الشنيع. تغضبني أيادي اللصوص الطويلة على مالنا العام دون أن تجد من يقطعها. أغضب من أيادي المخربين التي تطال المرافق العمومية.. تسرق حاويات الأزبال العمومية.. تقطع الأشجار العمومية.. تبدد الموارد العمومية. تغضب عندما تقرأ شعارات مثبتة على الجدران، تدعو إلى تخليق الإدارة العمومية، ويأتي إليك من يطلب قهوة مقابل إنجاز غرض إداري بسيط؛ لكن ما يُبعد عني الغضب ويجعلني مطمئنا على حالنا ومآلنا هو أن السائقين يقفون عندما علامة قف، والسائقات ينتبهن جيدا عند المرور على ظهور الحمير في طرقات المدينة. ماذا لو..؟ ماذا لو ساهمنا في بناء المساجد، وساهمنا في بناء المسارح، وساهمنا في بناء المدارس، وساهمنا في بناء المستشفيات.. وساهمنا في بناء الدولة. نصائح مول الكوتشي اُكتبْ لائحة بالأشياء التي تمتن لوجودها في حياتك، ولا تنس أن تُضمّنها أعداءك الرائعين الذين يفرحون لسقوطك في الامتحانات الوطنية. كن طيبا. كوني طيبة؛ فالناس يحبون الطيبين، لأنهم يمتصون رحيق الطيبات، لأنهم يأكلون الطيبات، لأنهم يدمرون حياة الطيبين. www.facebook.com/fettah.bendaou