التي أتحدث عنها لا علاقة لها بحكومة العز التي تحكمنا، وأي تشابه بينهما هو بمحض الصدفة التي في معطف أبي. حكومة الوز ستخفض أسعار الوز لفائدة الفئات الهشة فقط . هذا هو الخبر السار. هنيئا للفئات الهشة التي سترمم عظامها الهشة بلحوم الوز. الخبر المحزن هو أنني مواطن هش لكنني محسوب على الطبقة المتوسطة والمتورطة في الحياة.. لذلك لن أتمكن من استهلاك لحوم الوز. وكلما دقَقتُ باب الحكومة طلبا لحق من حقوقي، أسمع كلمة «الوز». أطلب الزيادة في أجري.. أسمع «الوز». أطلب دعم قدرتي الشرائية.. «الوز». أطلب تعليما جيدا لبناتي وأبنائي.. «الوز». أطلب إلقاء القبض على دهاقنة الفساد.. «الوز». فشكرا لحكومة الوز التي جعلتني أستعين على مشاق الحياة بالتقشف وشد الحزام على البطن من أجل التخسيس والتخلص من الشحوم. شكرا لحكومة الوز التي جعلتني أعيش حياة خالية الدسم كأي مواطن زاهد في ملذات الدنيا الفانية ولحومها الحمراء القانية. فماذا يضيرني لو لم ألتهم اللحوم.. بل أقول شكرا لحكومة الوز لأنها مكّنتني أخيرا من تنفيذ قرار طالما ترددت في تنفيذه وهو الإقلاع عن عادة التعاطي للحوم .. فاللحم مضر بالصحة. هكذا أصبحت عاشبا أقتات على الخس حتى أنني صرت مواطنا خسيسا. وقد أكرمني الله بِجارٍ كريم. عندما علم بقصة تحولي من لاحم إلى عاشب، زوّدني بكمية كبيرة من الحشيش وسنابل الكيف، مساهمة منه في تسهيل إمكانية التكيف مع الواقع. دع ذلك الجمل راقدا ودعني أخبرك بكلمات أحد الحكماء الذي قال إن الرجال يعصرون البرتقال والنساء يعصرن الرجال.. لذلك لم تستغرب زوجتي عندما عصرتني ووجدتني سائلا أخضرا من كثرة استهلاكي للحشيش والخس. هل يثير هذا الكلام حفيظة النساء.. هل تغضب مني حفيظة بسبب هذا الكلام؟ معذرة للنساء عن هذه الصورة المهزوزة للواقع.. فأنا أصور الواقع بكاميرا مهزوزة على الكتف. وإذا أردت أن تعرف مستوى التقدم في مجتمع تسيّره حكومة الوز، فانظر إلى حال نسائه وأنصت إلى أنين الناي في كلامهن. امرأة تبيع لحمها للحيوانات اللاحمة كي تجلب قطرة حليب لطفلها. امرأة لا تأكل بثديها بل تكافح لتأكل بيدها من عرق جبينها عند مشغِّلها الذي لا يكف عن مطالبتها بتمكينه من ثديها. امرأة تقطع مسافات الألم لتسقي أبناءها شربة أمل. امرأة تسامر وحدتها بعدما هجرها البنات والأبناء وضاعوا في الزحام دون أن يقبّلوا جبينها. في حكومة الوز وزارة تسمى وزراة «التغبية»الوطنية، تعمل على «تغبية»الأجيال الناشئة ورفع معدلات الغباء في صفوفها .هكذا تجد كثيرا من التلاميذ يعانون من انسداد في المسالك العقلية وعسر في هضم ما يُقدم لهم من وجبات ممجوجة لا تستسيغها عقولهم. وتجد كثيرا من الجرذان المستعجِلة التي قرضت أكداسا من الأوراق النقدية في عجلة من أمرها لأنها تستعد لقرض المزيد وفق رؤية إستراتيجية جديدة.. وإذا كنت في مدرسة بعيدة وألح عليك نداء الطبيعة فما عليك إلا أن تلبي النداء في الطبيعة ودونك الحجر المسنون للاستبراء. وإذا عطشت فما عليك إلا أن تحفر الأرض عسى أن ينبجس لك الماء.. في حكومة الوز وزارة تسمى وزارة السكنى في العلب الإسمنتية. إذا أردت أن تتنفس، أخرج منها حتى لا تزعج جارك بضجيج أنفاسك وأنت تلهث صعودا وهبوطا.. وإياك أن تدخن سيجارك الكوبي داخل علبتك..فليس هناك دخان بدون نار. في حكومة الوز وزارة تسمى وزارة «الثقاف».. فهناك من أطلق سراح التاء المربوطة وترك المثقفين حائرين وهم يبحثون عمن يفك «الثقاف» كي يعودوا إلى ممارسة الأجناس الثقافية المتنوعة بشكل طبيعي. في حكومة الوز وزارة تسمى وزارة العدل بين الزوجات. وما أكثر الوزارات ما أقل فائدتها. وأدُق باب حكومة الوز طلبا للحقوق فتعطيني وزة وتأمرني بالانصراف.. وعلى بابها كتبت حكومة الوز: «ممنوع الدقان». قلت لك دع الجمل راقدا.. فما بالك تحاول إيقاظه. https://www.facebook.com/fettah.bendaou