وتردي أوضاعهم المادية والاجتماعية إضراب إنذاري لموظفو القطاع الصحي بإقليم وجدة نظمت المكاتب النقابية الإقليمية الصحية ( الكونفدرالية الديمقراطية للشغل،الاتحاد المغربي للشغل، الفدرالية الديمقراطية للشغل،الاتحاد العام للشغالين،والاتحاد الوطني للشغل) إضرابا إنذاريا،لمدة ساعة في مختلف المؤسسات الصحية،مصحوبا بوقفة احتجاجية،في المركز الاستشفائي الفارابي. وكانت النقابات المذكورة، قد أصدرت بيانا أكدت فيه أنه:"بعد استنفاذ المكاتب النقابية كل السبل،من لقاءات وحوارات مع المسئولين الإداريين على المستوى الإقليمي،من أجل إيجاد حلول لكل المشاكل،التي يعاني منها الموظفون العاملون بالإقليم،مما يشكل عائقا أمام إنجاز مهامهم،ويؤثر على مردوديتهم،ويحرم المواطنين من خدمات ذات جودة مقبولة،وكذلك المؤسسات الصحية".وسجل البيان ذاته،عدم التزام الإدارة بنتائج الحوار والاقتصارعلى سياسة التسويف،وحرمان المؤسسات من التدفئة منذ سنتين بسبب التدبير السيئ للصفقات العمومية،وعدم توفير الحماية الأمنية والسلامة لكل العاملين بالقطاع،والنقص الحاصل في الموارد البشرية،وعدم الرفع من مستوى تحسين الوجبات الغذائية،الشطط في استعمال النفوذ الإداري وازدواجية المعايير والفئوية،وعدم إشراك النقابات في اتخاذ القرارات،وحرمان العاملين من التعويضات،والنقص الحاد في في تجهيز بعض المراكز الصحية،وتنقيلات محلية ارتجالية دون سابق إنذار،والإخلال بالجهوية. وللإشارة،فقد سبق وقام أحد أفواج الممرضات والممرضين بنفس المستشفى،في شهر أكتوبر من السنة الماضية،بالإحتجاج في مقصف/مقهى المستشفى،بسبب العثور على حشرات (بخوش/سراق الزيت من النوع الكبير)بالطعام المقدم لهم والمعد من طرف شركة خاصة تم التعاقد معها لذلك،وفي اليوم الموالي أعدوا عريضة احتجاجية في الموضوع.والغريب العجيب أن مقتصد المستشفى وعوض احتجاجه على ماوقع (أثناء زيارته للمقصف بالمناسبة ومرفوقا بأحد أعوانه المخلصين) صرح للمحتجين فيما معناه " حتى في مرميطة منازلنا يطيح البخوش".ممرضة بإدارة المستشفى أكدت أن الشركة التي تم التعاقد معها "خلعت الصبيطارأثناء تجربتها بأنواع الأكل والنظافة وفي الاخير أنهتها بسراق الزيت..فماذا فعل المقتصد؟ لأننا سمعنا أن نفس الشركة ربما تكون دارت عقدة مع المستشفى الحسني بالناظور ووقع لغوات وفسخت العقدة..".وأضاف أحد الاطر بإدارة المستشفى "هذه السنة وقعت وقفتين احتجاجيتين،الأولى في بداية السنة حول الكمية الناقصة،أما الجودة بمذاق البخوش فهي سبب الوقفة الثانية بداية أكتوبر،ودائما يتم إطفاء غضب المحتجين من طرف المقتصد وبعض أعوانه..ونفس الشركة التي تسير المطعم تم التعاقد معها لمدة خمسة سنوات عوض العقد السابقة بمدة سنة،وإذا كان كناش التحملات يقول إذا كان هناك احتجاج يتم فسخ العقدة،فعندنا الآن احتجاجين الأول بلغوات والحيحة والثاني بالبخوش والعريضة.. ". وممرض آخر يعمل بالطابق الثاني صرح بأن الممرض " لايشبع بالمطعم الحالي عكس ما كنا عليه قبل الخصخصة،رغم أن ميزانيته السنوية وقتها كانت تتراوح مابين 110 و 150 مليون سنتيم،ورغم ما كان يقع ويوميا في تسييره وتدبيره..أما الشركة المسيرة حاليا للمطعم فتتقاضى أكثر من 300 مليون سنتيم سنويا،زيادة على أنها تستغل آليات وماتريال المستشفى المسير حاشاكم بالصرة العريانة والتكرفيص على بنات وأولاد الناس من مدرسة وورك صانطر بنظام السخرة عدة شهور وبالمجان،والمطبخ يغلي بسراق الزيت".إطار مسؤول بأحد أقسام المستشفى نبه لخطورة مايقوم به " سيدي بَاعزيزي قاضي حاجة " في تصريف المال العام والشأن العام الصحي لموظفي وموظفات المستشفى،بل "وأكثر منه ماوقع ويقع في الصفقات التي تشرف عليها المقتصدية،وهو ماقررت مجموعة من أطر وموظفي المستشفى بمعية بعض الأطباء تبليغه للوزير الجديد للقطاع ".طار آخر يعمل بالمصالح المالية أكد أن " الخير بان على اللبان وبقرة المستشفى حلوب بالزبدة والسمن البلدي" وأضاف "بالله عليكم فقط زوروا جميع المناطق والمساحات الخضراء بالمستشفى،وقولوا لنا إن كان مارأيتموه يساوي ميزانية بأكثر من 30 مليون سنتيم". كما شهد المستشفى فيالأمطار الاخيرة فضحا للإصلاحات المغشوشة ،حيث عرف قسم المستعجلات فيضانات بما فيها قاعة الانتظار،وقاعة الجبس وقاعة العلاج وقاعة الأشعة،حيث وصل علو المياه فيها حوالي 50 سنتمترا،مما أدى بجل الأطباء إلى تغيير مهمتهم من مسعفين إلى منظفين،وهذا إن دل على شيء،فإنما يدل على البنية التحتية المهترئة للمستشفى والتي لم تحترم فيها المعايير التقنية،وهو ما كان موضوع تدخل أحد الدكاترة العاملين بالمستشفى ضمن المتدخلين في اجتماع حول "الفيضانات" بمقر الولاية/العمالة يوم الخميس 30 أكتوبر 2008 ،ومازالت الساكنة تتساءل حول الملايير التي تم صرفها على إعادة هيكلة المستشفى وإصلاحه،والتي يكون قد وقع فيها ما وقع وفضحته الأمطار الأخيرة. زيادة على أن الزائر لمستشفى الفرابي يلاحظ بامتعاض كبير عدد القطط المتجولة بين الأروقة والأقسام الإستشفائية،وحتى القابعة قرب وفوق أسرة بعض المرضى،وهي تترقب ما تسد به رمقها.فهل يكمن سر تواجد هذا العدد المتزايد من القطط في كونها تنظف المستشفى من جيوش الحشرات من "سراق الزيت" وأتباعه أو أنها،أي القطط تبتلع ما تجود به عليها أيادي الجراحين من قطع لحم آدمية بترت من الأجسام الخارجة من حين لآخر من قاعات الجراحة وهي محمولة على عربات مهترئة في طريقها إلى مستودع الأموات.