قل لي كيف تعامل الحيوانات أقل لك من أنت وما قيمك وما اتجاهاتك النفسية. وإذا أردت أن تعرف مستوى التقدم في مجتمع معين فانظر إلى وضع الحيوانات فيه قبل البشر. قطط تتسكع في مواقف السيارات وقرب حاويات الأزبال، تتضور جوعا، ويأتي متسكع بشري.. يركل قطة هزيلة ويكمل طريقه منتشيا وقد أدى واجب الأذى كما ينبغي. فهل تستطيع أن تحب الناس إذا لم تستطع أن تطعم قطا جائعا من قطط الشوارع؟ كلب سمين يتجول في شارع نظيف في أمن وأمان ولا يكاد ينبح من فرط الشبع كأن النباح خاص بالكلاب الجائعة. كل من يمر بجانبه يتوقف لحظة ليُربّت على فروه النظيف ويلتقط معه سيلفي. عصافير تُنصب لها فخاخ قاتلة وتُسحق أعناقها الهشة، وعصافير يوضع لها الماء وحب الزيوان، فتأتي كل يوم كي تنقر الحب وتطير في رحابة السماء. هكذا نحن مع حيواناتنا، وهكذا هم مع حيواناتهم. حيواناتهم لها بياطرة مختصون.. مصحات شديدة النظافة تليق بحيواناتهم، حيواناتنا لها أطباء مكتئبون ومستشفيات أشبه بالحظائر تليق بحيواناتنا. وأنا هنا أريد أن أربط بين تقدم المجتمعات والسلامة النفسية لأفرادها؛ لكن ليس قبل أن تربط سلوكيتك. فليس سويا نفسيا من يركل قطة أو يقذف كلبا بحجر. ولعلك شاهدت فيديو يظهر فيه مراهقون وقد أوقفوا حمارا في مكان عالٍ ثم دفعوه بكل قوة ليسقط في الهاوية.. ولعلك تتذكر حكاية حمارة تعرضت لاغتصاب جماعي، وكنت أتمنى أن تظهر جمعية للرفق بالحمير وترفع شعار "ماتقيش حمارتي". حيواناتنا تتعرض للقمع يوميا في الشوارع والساحات، عقابا لها على مطالبتها بالكلأ. وأنا أدعو البرلمان إلى وضع قوانين تجرّم المعاملة السيئة للحيوانات أو تعذيبها أو سحلها. وما أكثر الكلاب والحمير التي تم ذبحها وسلخها وبيع لحومها على شكل نعانق مشبعة بالثوم والفلفل الحار، لذلك لا أستغرب عندما أرى بشرا ينبحون في وجوه بعضهم وقد يمرون سريعا إلى مرحلة الرفس والركل والنطح، تماما كالبغال والثيران. والسبب في ذلك أننا نتطبّع بطباع الكائنات التي نأكلها.. لا أذكر ما إذا كانت هذه دراسة علمية قرأتها في مكان ما أم هي نظرية خاصة بي فبركتُها للتو. كما تكون حيواناتكم تكونون. نصائح مول الكوتشي تكلّم بوضوح مع الآخرين، سواء زملاء العمل أو أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الجيران. استخدم كلمات بسيطة ومتداولة ومعبرة ونبرة صوت متوازنة ليتمكن الناس من فهم ما تقول. كثيرا ما يتحدث إليّ أشخاص بكلام مبهم لا أفهم منه شيئا، حيث أكتفي بالابتسام و"آه.. تماما.. عندك الحق". اِقرأ أكثر من ست دقائق في اليوم. لا تكتف بقراءة فواتير الماء والكهرباء وأدعية العريفي.. اقرأ كتاب "عذاب القبر للأطفال".. يمكنك الاستعانة به لتخوّف أطفالك المشاكسين وتُكرّه إليهم حياتهم. ماذا لو...؟ ! ماذا لو بنينا أقفاصا حديدية كبيرة وبأعداد وفيرة.. نحشر فيها كل الأرَضات والقوارض والجراد المبثوث في المؤسسات العمومية والخصوصية، وفي الجماعات الترابية، وفي المستشفيات والقباضات والمحاكم.. حيث نحقنهم بلقاح مضاد لداء فقدان المناعة الأخلاقية.. فهل سيتماثلون للشفاء من المرض الخبيث؟ www.facebook.com/fettah.bendaou