لا تقتصر معاناة سكان مدينة الجديدة وهم أحياء على ضعف البنيات التحتية واهترائها، بل حتى في مماتهم تزداد المعاناة، حيث يجد ذوي المتوفين منهم صعوبة في العثور على قبر لمواراتهم الثرى، ما جعل فعاليات المجتمع المدني تطالب بإحداث مقبرة جديدة. وتشتكي ساكنة عاصمة "دكالة" كون المقابر الحالية، وعلى رأسها مقبرة الرحمة، باتت شبه ممتلئة، مما يستوجب البحث عن عقار آخر لائق يخصص لدفن الموتى إكرامًا لهم. ودخلت فعاليات المجتمع المدني بالجديدة على خط هذه القضية، حيث عادت مجددا إلى الاحتجاج لدفع المجلس البلدي، ومعه عمالة الإقليم، إلى التحرك العاجل لاقتناء عقار يمكن تحويله إلى مقبرة، بعدما كانت قد أوقف اعتصاما سابقاً على خلفية المطلب ذاته. وفي هذا الصدد، قال عبد السلام عسال، عضو مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالجديدة، العضو في تنسيقية الجمعيات المشكلة لهذا الغرض، إن معركتهم الاحتجاجية التي شرعوا في خوضها، والتي ستعرف تصعيدا في الأيام المقبلة، "تأتي من أجل توفير مقبرة لسكان المدينة تليق بكرامة الإنسان". وأضاف عسال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن "مدينة الجديدة صارت مثل قرية مهترئة من حيث البنيات التحتية وغيرها، والآن انضاف لها مشكل المقبرة، التي لم تعد تستوفي الشروط الخاصة بالدفن"، موردا أن "السكان يؤدون الضرائب ويصوتون على مدبري الشأن العام، وبالتالي فكما من حقهم أن تكون لهم شوارع تليق بهم ومؤسسات تعليمية جيدة، من حقهم أيضا أن تكون لهم مقبرة تليق بهم". ولفت المتحدث نفسه إلى كون المجلس البلدي لمدينة الجديدة "يمارس نوعا من التسويف، خصوصا وأنه كان قد تحدث عن قرب اقتناء عقار لتحويله إلى مقبرة قبل أن يتم التراجع عن ذلك بمبرر أن مالك العقار رفض البيع، لهذا نحن ندعو إلى اللجوء إلى مسطرة نزع الملكية من أجل الشروع في تهيئة المقبرة". وأكد الفاعل الحقوقي ذاته أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالجديدة تساند الهيئات الجمعوية والحقوقية في هذه المعركة، "ونعتبر وجود مقبرة مسألة ضرورية وليست ترفا، حتى يتمكن سكان المدينة من دفن موتاهم". وانتقدت هيئات جمعوية بالجديدة تنصل عامل الإقليم من الوعود التي قطعها خلال اجتماع سابق معهم، بعدما تم رفع الاعتصام الذي كانوا قد دخلوا فيه، مؤكدا، بحضور رئيس المجلس البلدي، أنه سيتدبر الأمر للتسريع بإيجاد حل لهذا المشكل، غير أن المدة التي حددها انتهت دون الوفاء بوعده. وأكدت هيئات ضمن التنسيقية المحدثة لهذا الغرض أنها "مصرة على الاستمرار في المعركة"، موردة أن "المجتمع المدني سيعود للاعتصام وقد تكون هناك أشكال نضالية تصعيدية أكبر لأن المقبرة تعد أمرا ضروريا ومستعجلا".