رغم مواصلة الطلبة الأطباء إضرابهم ومقاطعتهم الامتحانات والدروس النظرية والتطبيقية في مختلف كليات الطب بالمملكة، إلا أن الحكومة تؤكد أنها لن تعلن سنة بيضاء، وتشدد على اتخاذ الإجراءات اللازمة. وفي هذا الإطار قال مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن وزارتي الصحة والتربية الوطنية والتكوين المهني اتخذتا قرارا بأنه لن تكون هناك سنة بيضاء، مضيفا: "سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة من الناحية القانونية لضمان ذلك". الخلفي، وخلال الندوة التي أعقبت المجلس الحكومي المنعقد أمس الخميس، قال إن "المشاكل التي طرحت من قبل الطلبة سبق أن صدر بلاغ رسمي عن الوزارتين بشأنها، يتضمن التزاماتهما من أجل حل المشاكل المطروحة والاستجابة للمطالب المشروعة". ويؤكد الخلفي أن الأمر لا يتعلق ب"التزامات وزارتين فقط، بل بالتزام حكومي لحل تلك المشاكل". وأمام إعلان الحكومة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي سنة بيضاء، لازال الطلبة مستمرون في إضرابهم. وفي هذا الإطار قالت آية كوثر الغوتي، رئيسة مكتب طلبة الطب بالرباط، وعضو التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب، إن من يحضر الدروس بكليات الطب بالمملكة هم فقط الطلبة الأجانب والعسكريون، في حين يقاطعهما باقي الطلبة. يذكر أن بلاغ الوزارتين تضمن جملة من التدابير الرامية إلى وضع حد للاحتقان الذي تعرفه كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، لكنّ الطلبة تمسكوا بالاستمرار في مقاطعة الدراسة، لأنّ الوزارتين ضمّنتا تدابيرهما في بلاغ وليس في محضر اتفاق. ووعد وزيرا الصحة والتعليم العالي الطلبة باتخاذ مجموعة من التدابير اللازمة لتأهيل وتجويد وتأطير فضاءات التداريب الاستشفائية، وتسهيل اقتناء المواد والمعدات الضرورية لإنجاز الأشغال التطبيقية والتدريبات الاستشفائية للتكوينات في طب الأسنان. وبخصوص مشكل منافسة خريجي كليات الطب الخاصة لخريجي كليات الطب والصيدلة العمومية على مناصب الشغل في القطاع العمومي، أكدت الوزارتان أن كليات الطب الخاصة ملزمة بتوفير مراكز استشفائية جامعية خاصة بطلبتها، كشرط أساسي للترخيص لها من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم العالمي والبحث العلمي وتكوين الأطر.