في أكبر عملية لمحاربة احتلال الملك العمومي، شنت السلطات المحلية، بناء على تعليمات عامل المحمدية الجديد، حربا على "الفرّاشة" والباعة المتجولين ببلدية عين حرودة، خاصة على مستوى أكبر شوارعها "المغرب العربي"، المعروف بالانتشار الواسع للظاهرة. وأقدمت السلطات المحلية، وعلى رأسها باشا البلدية وقائد المقاطعة الأولى، صحبة عدد من القوات المساعدة ورجال الدرك الملكي، على وضع حد لانتشار الباعة المتجولين الذين ظلوا يحتلون شارع "المغرب العربي" بعين حرودة ويعرقلون السير والجولان ويبثون الفوضى بالمكان. وجندت السلطات ببلدية عين حرودة مختلف عناصرها بعدما رفض "جيش" الباعة المتجولين، سواء بشارع المغرب العربي أو المختار السوسي، التفاعل الإيجابي مع تعليماتها القاضية بالانتقال إلى مكان جديد تم تخصيصه لهم، الأمر الذي حدا بالسلطات إلى التدخل لإنهاء تواجدهم بالمكان المذكور. وعملت السلطات المحلية، خلال عمليتها الواسعة، على إزالة العديد من الخيم البلاستيكية، وحجز عشرات الطاولات والمعدات التي يستعملها الباعة المتجولون في شوارع البلدية، في خطوة لإعادة الحياة للشارعين المذكورين بعد معاناة المواطنين لسنوات طوال. الحملة التي أكدت مصادر من السلطات المحلية لهسبريس أنها ستكون مستمرة لمنع عودة الباعة المتجولين، في انتظار الانتهاء من الأشغال الجارية بالسوق النموذجي الذي يتم تشييده بالقرب من حي الأمل والذي سيستفيد منه هؤلاء، لقيت احتجاجا من لدنهم لرفضهم الانتقال إلى هناك. في المقابل، أثنى العديد من المواطنين، لاسيما من القاطنين بشارعي المغرب العربي والمختار السوسي، على حملة تحرير الملك العمومي، خاصة وأن كثرة الباعة المتجولين وتسببهم في الفوضى وانتشار النفايات، ناهيك عن الكلمات النابية الصادرة منهم، هواجس كانت تقض مضجعهم وجعلت العديد منهم يفكر في تغيير السكن. أما أصحاب العربات والدراجات الذين يستعملون الشارع المحرر، فقد استبشروا خيرا بالحملة، لا سيما وأنهم كانوا يجدون صعوبة في المرور به، ما كان يضطرهم إلى تغيير وجهتهم تفاديا للعرقلة أو الدخول في شجار مع بعض الباعة. وكانت الساكنة بشارعي المغرب العربي والمختار السوسي وجهت شكايات عديدة إلى السلطات بعين حرودة ومدينة المحمدية من أجل التدخل لإنقاذها من المعاناة بسبب ظاهرة الباعة المتجولين، وخاضت العديد من الوقفات الاحتجاجية للتنديد بالوضع.