المطالعة هي باب مفتوح على العالم والثقافة والحكمة والسكينة والطمأنينة. كما تطور قدرات الدماغ المعرفية، مثل الذاكرة والتحليل والخيال، بالإضافة إلى هيكلة الدماغ وتعزيز الاتصالات العصبية، وتولِد الفرح والسرور وتقلل من معدل القلق. ولهذا يجب أن نرافق الطفل في تجربته لاكتشاف المطالعة، وبالمناسبة أقدم للآباء بعض النصائح العملية. 1. توفير كتب وصحف ومجلات في المنزل وفي كل غرف البيت من المهم أن يتطور الطفل منذ صغره في مكان يوجد فيه الكتاب ليشعر بالقرب منه ويتأثر بوجوده ويصبح عنصرا مهما في هندسة بيئته. 2. الآباء والمطالعة الآباء والأمهات هم مثال ونموذج لأطفالهم. لهذا يجب عليهم مطالعة الكتب والمجلات لتحفيز الطفل على الخوض في هذه التجربة. إذا كان الآباء لا يمسكون الكتاب للمطالعة، فمن المستحيل على الطفل أن يقترب منه. 3. قراءة القصص من الضروري أن يقرأ الآباء القصص للأطفال انطلاقا من عامهم الأول. قد تكون هذه القراءة في لحظة من النهار كما قد تكون في وقت الاستعداد للنوم. وتبقى قراءة القصص قبل النوم ذات أهمية قصوى لأنها تهيئ الطفل للنوم، وتسكن قلق الانفصال، وتقوي الرابطة العاطفية مع الوالدين. وبفضل هذه الطريقة يستنتج الطفل أنه لإطالة متعة قراءة القصص، يجب أن يكون قادرًا بنفسه على القراءة، وهذا ما يجعله يحاول تعلم القراءة والكتابة بسرعة ويشرع في حب المعرفة. 4. وضعُ الطفل على اتصال بالكتاب منذ سن مبكر على الآباء إهداء الكتب للطفل في وقت مبكر، ولا يهم إذا كان يخربشها أو يمزقها لأنها قد أصبحت مِلكه ويفعل ما يريد بها. الهدف هو السماح للطفل بالإلمام والتعود على الكتاب وإقامة علاقة معه مبكرا. وعلى الآباء عدم الصراخ على الطفل أو توبيخه إذا أساء أو مزق الكتاب لأنه يستنتج أنه بسبب الكتاب وبخه الوالدان، وبالتالي سوف يكره الكتاب والمطالعة وحتى تعلم القراءة. 5. اختيار الكتب لا تفرض كتبًا معينة على أطفالك وفقًا للمواضيع التي تعتقد أنها مهمة له، بل اتركه حرا في اختياره، لأن الهدف هو أن يكتشف الطفل من تلقاء نفسه وبطريقته حب المطالعة والقراءة والمعرفة. 6. المكتبات يجب وبسرعة مرافقة الطفل لاكتشاف المكتبات والأكشاك لكي يجد نفسه محاطا بالكتب ويرى عددا مهما من الناس يطلعون عليها. الطفل عبارة عن إسفنجة يمتص بسهولة ما يحيط به ويحاول دائمًا إعادة إنتاج ما يراه. وعلى الآباء مرافقة أطفالهم مرة واحدة في الأسبوع إلى هذه الفضاءات وقضاء بضع ساعات معًا بداخلها. 7. وقت محدد للمطالعة الأسرية يجب على الآباء توفير فترة محددة من الزمن في الأسبوع مع الأطفال للمطالعة. مثلا تخصيص صباح يوم الأحد أو بعد الظهر للمطالعة معًا، ويفضل أن يكون ذلك مع خلفية موسيقية مريحة. مثلا يختار كل فرد من الأسرة ما يريد أن يقرأه، روايات أو قصصا أو مجلات أو صحفا، ثم يغرقون في صمت القراءة. وبعد ساعتين أو ثلاث ساعات من المطالعة يأخذون وقتًا لتقاسم ما اطلع عليه كل عضو من أفراد الأسرة. هذه الفترة مهمة جدا، لأنها تطور قدرة التعبير الشفوي وهيكلة الفكر وتقوية الذاكرة. كما من خلال تجربة المطالعة، تتعزَّز قدرة التواصل والتعبير العاطفي. *خبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي