كشف تقرير لمرصد اللغة الفرنسية التابع للمنظمة الدولية للفرنكوفونية أن 35 في المائة من المغاربة يستخدمون اللغة الفرنسية في حياتهم اليومية، أي ما يمثل حوالي 12 مليون مغربي. والفرنسية ليست لغة رسمية في المغرب لكن توارثتها الإدارة المغربية من العهد الاستعماري وبقيت تُستعمل كلغة رسمية من طرف مختلف مستويات الإدارة، وأيضاً في التعليم. وبحسب التقرير الصادر بمناسبة اليوم العالمي للفرنكوفونية الذي يصادف ال 20 من مارس، فإن عدد الناطقين بالفرنسية عبر العالم يقدر ب300 مليون، بنسبة ارتفاع 10 في المائة مقارنة مع سنة 2014. وأشار التقرير، الذي يصدر مرة كل أربع سنوات، إلى أن اللغة الفرنسية هي خامس لغة أكثر استخداماً في العالم، بعد الصينية والإنجليزية والإسبانية والعربية، كما تتواجد الفرنسية في الأقطار الخمسة، وهي لغة رسمية في 32 دولة وفي معظم المنظمات الدولية. وكشف التقرير أن الفرنسية لغة تدريس لدى أكثر من 80 مليون فرد في 36 بلداً وموطنا، كما أنها لغة أجنبية يتعلمها أكثر من 50 مليون شخص، ورابع لغة على شبكة الأنترنيت. وأفادت معطيات التقرير بأن 33 في المائة من الجزائريين يتحدثون الفرنسية في حياتهم اليومية، فيما تصل النسبة في موريتانيا إلى 13 في المائة، أما تونس فتسجل أعلى نسبة ب52 في المائة. ويتواجد 59 في المائة من الناطقين باللغة الفرنسية في القارة الإفريقية، وتستند الشروط الأساسية لتقدم استخدام الفرنسية في القارة السمراء إلى الديمغرافية والالتحاق بالمدارس، ويتوقع أن يصل العدد الإجمالي للناطقين بها على المستوى العالمي إلى 747 مليون شخص في أفق سنة 2070، أي بعد خمسين عاماً. وحذر التقرير من صعوبة مواجهة التحديات المتعلقة بالالتحاق بالمدارس في ظروف جيدة والتعلم باللغة الفرنسية، وذلك بسبب وجود أكثر من 30 مليون طفل غير ملتحق بالمدرسة في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء لوحدها. وأشار التقرير إلى أن اللغة الفرنسية تظل في بلدان المغرب الكبير، وإن لم تكن رسمية، تدرس في المدارس الابتدائية أو الثانوية إلى جانب اللغة العربية أو اللغات الوطنية، موردا أنها تتطور في قطاع التعليم الخاص والتعليم العالي، كما توجد في الإدارة والعالم المهني ووسائل الإعلام والكتاب والصحافة. وأكد التقرير أن إتقان اللغة الفرنسية يُعتبر من المهارات التي يسعى إليها العالَمان الأكاديمي والمهني في بلدان المغرب الكبير، كما أنها مطلوبة بشكل خاص في قطاعات العلاقات التجارية والمبيعات والمنظمات الدولية والفنادق والسياحة. كما أظهر التقرير أن معظم الناطقين بالفرنسية في إفريقيا يجيدون لغات عدة، وكشف أن اللغة العامية في المغرب الكبير ولبنان هي لغة مستعملة على نطاق واسعة في المقام الأول، وتبقى مكانة الفرنسية لا تضاهى على أي لغةأجنبية أخرى لأنها تصل دائماً على الأقل إلى المرتبة الثانية، سواء في البيت أو المدرسة أو العمل أو الأنشطة الترفيهية. وتحاول اللغة الفرنسية في مختلف الدول الحفاظ على موقعها أمام زحف اللغات الأخرى، خصوصاً اللغة الإنجليزية، وتعمل مصالح فرنسا على ذلك من خلال مراكز اللغات والمعاهد الفرنسية والجمعيات التي تقدم خدمات التعلم للراغبين في تعلم الفرنسية، إضافة إلى المتعلمين الوافدين إلى البلدان التي توجد فيها الفرنسية لغة رسمية.