كشف تقرير للمنظمة الدولية للفرنكفونية حول وضعية اللغة الفرنسية خلال سنة 2014، عن أن التعليم واستقبال الطلبة الأجانب والمعاهد الفرنسية أهم المناشط التي تحقق فيها الفرنكفونية انتشارها خاصة في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مؤكدا أن "الأنظمة التربوية تمنح للغة الفرنسية مركزا امتيازيا باستمرار". و حسب التقرير الذي أكد تزايد عدد الفرنكفونيين ما بين 2010 و 2014 بنسبة 7%، اعتبرت المنظمة الدولية للفرنكفونية أن واحدة من الأمور الأساسية التي تعطي انتشارا قويا للفرنسية هو التعليم، حيث يوجد 49 مليون شخص يتعلمون الفرنسية كلغة أجنبية وأكثر من 76 مليون كلغة أساسية تعليمية. وتحوز دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط الحصة الأكبر في ذلك بنسبة 52%. ويكشف التقرير كيف تلعب الدول العربية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط دورا مهما في انتشار الفرنسية، حيث إن معظم الطلاب من متعلمي الفرنسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والبالغ عددهم 24 مليون شخص يوجد 22 مليون منهم في المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا بالاضافة الى مصر وسوريا. وفي الوقت الذي ينادي فيه دعاة التعريب بالتعجيل بأجرأة تعريب التعليم المغربي؛ لم يفت التقرير التنويه بما سماه "الحال المشجع أكثر" في المغرب على استعمال اللغة الفرنسية في تعليم المواد العلمية وفي الجامعة. لغة موليير تحقق أيضا انتشارا آخر بفعل برنامجها في استقبال طلبة الدراسات العليا، حيث تعتبر فرنسا ثالث دولة بعد أمريكا وبريطانيا في استقبال الطلبة الأجانب والبالغ عددهم 300 ألف طالب أجنبي، أكثرهم من المغرب والصين وإفريقيا جنوب الصحراء. وبفضل هذه التوجهات التي سماها التقرير "إرادية" فقد ارتفع عدد الأشخاص الناطقين باللغة الفرنسية بنسبة 7 في المائة خلال السنوات الأربع الماضية، خصوصا في دول إفريقيا جنوب الصحراء وشمال إفريقيا، حيث ارتفع عدد الأشخاص الذين يتحدثون باللغة الفرنسية بنسبة 15 في المائة، لينتقل بذلك عدد الفرنكفونيين في العالم من 220 مليون شخص سنة 2010 إلى 274 مليون خلال سنة 2014. من جهة أخرى كشف التقرير عن كون المنح الدراسية الفرنسية تزيد من عدد الفرنكفونيين في عدة دول من القارة السفلى، كما أن المسائل المتعلقة بالتوازن بين اللغات الوطنية والفرنسية تعتبر إحدى وسائل المستقبل للفرنسية في إفريقيا إلى جانب الوسائط المالية البشرية التي تفرض نفسها في الدول النامية. وبينما تعرف العربية تدهورا في دول شمال إفريقيا والشرق الاوسط؛ يؤكد التقرير أن هذه الدول والتي تعتبر العربية لغتها الرسمية، حاضرة دائما في معادلة الانتشار الفرنكفوني، حيث أن سكان إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط يشكلون 44% من مجموع عدد المسجلين في المعاهد الفرنسية سنة 2013.