في الوقت الذي تشتعل فيه حلقات النقاش والتناظر في المغرب حول فكرة التدريس بالدارجة عوض اللغة العربية داخل المؤسسات التعليمية المغربية كشف تقرير جديد صادر عن البرلمان الفرنسي، عن اهتمام المستعمرين السابقين بقياس مدى حفاظ لغتهم على انتشارها وإحصاء الناطقين بها في المغرب. التقرير الإخباري الذي أعدته إحدى لجان مجلس الشيوخ الفرنسي حول المنطقة المغاربية، كشف عن وجود أكثر من عشرة ملايين مغربي يتحدثون ويكتبون باللغة الفرنسية، أي ثلث مجموع سكان المملكة. البرلمانيون الفرنسيون الذين أعدوا التقرير، علقوا على هذا الرقم بالقول إن الدول المغاربية الثلاث، أي تونسوالجزائر والمغرب، تصنف ضمن الدول العشر الاكثر فرنكوفونية في العالم، رغم ان دساتيرها لا تنص على كونها لغة رسمية، وقسم كبير من سكانها هم أمازيغ. التقرير قال إن اللغة الفرنسية تتمتع بوضعية اللغة الثانية في هذه الدول المغاربية، مباشرة بعد اللغة العربية. وأضاف التقرير أنه ورغم نهج الدول المغاربية الثلاث سياسة تعريب واسعة خاصة في التعليم وإدارة، وشروع كل من الجزائر والمغرب في إقرار مكانة هامة للأمازيغية، فإن الفرنسية حافظت على مكانتها وانتشارها. ومن أهم أسباب استمرار حضور الفرنسية في المغرب، قال التقرير إن جامعات المملكة تحتضن اكثر من 600 شعبة فرنكوفونية، يدرس فيها أزيد من 8000 طالب. والى جانب الجامعات، كشف التقرير عن الحجم الكبير لشبكة المدارس والمعاهد الفرنسية في المغرب، والتي تضم قرابة ثلاثين ألف طالب وتلميذ، جلهم مغاربة. وسيلة أخرى تحتفظ بها الفرنسية الى حضورها القوي في المغرب، تتمثل في الحضور القوي للطلبة المغاربة في الجامعات الفرنسية، حيث يشكلون أكثر من 11 في المائة من مجموع الطلبة الأجانب في فرنسا، متفوقين بذلك على الطلبة الجزائريينوالتونسيين. وقدر التقرير عدد الطلبة المغاربة في فرنسا بأكثر من 32 ألف طالب، قرابة ألف منهم حصلوا على منح فرنسية.