رسالة جديدة بعث بها ناصر الزفزافي، الوجه البارز في حراك الريف، إلى المستجيبين لنداء مسيرة العاصمة البلجيكية بروكسيل، ثمن من خلالها عمل "الدياسبورا الريفية" على مستوى إشعاع الملف، قائلا: "الريفيون جماعة وليسوا فردا واحدا، وسيظلون يكابدون ويجاهدون حتى يبلغوا المنى ويتحقق المراد منيرين الطريق بتاريهم الحافل برموز المجاهدين الأبرار وعلى رأسهم المجاهد والمعلم مولاي موحند، الذي لم يسلم هو كذلك من المحاكمة الصورية والفاضحة التي كشفت زيف الشعارات المخزنية والنظرة الحقدية لرموزنا وتاريخنا المجيد". وأضاف ناصر، في هذه الرسالة التي تلتها المُعتقلة السابقة سيليا الزياني على الحضور، أن "هذا اليوم التاريخي جاء لرد الاعتبار للمرأة الريفية العظيمة ونصرتها والوقوف إلى جانبها نظرا لما تتعرض له من تشهير واتهامات مغرضة من طرف أذناب المخزن الذين ما فتئوا يعملون ويكدون لإقبارها"، مشيرا إلى أن "المرأة الريفية كانت وما زالت دعامة أساسية لإنجاح الحراك الشعبي". وأردفت الرسالة أن "الأحرار بأمسّ الحاجة إلى بعضهم البعض أكثر من أي وقت مضى لرص الصفوف ولمّ الشمل وترك الاختلافات البسيطة جانبا وإحياء القيم الحقيقية التي يمتاز بها الإنسان الريفي الأمازيغي الحر، وذلك من أجل بناء جيل جديد يعيد الاعتبار لموروثنا الجماعي، لثقافتنا ولغتنا وأرضنا وإنساننا". وزادت: "مهما تكالب علينا أعداء الحرية وحاصرونا بسياساتهم الاقصائية العنصرية، سنبقى متحدين مع بعضنا البعض مثل جسد واحد إذا اشتكى ريفي واحد تداعى له سائر الريفيين بالتضامن والتآزر، مبرزين روح ثويزا والعمل التشاركي الجماعي". وأشار المصدر ذاته إلى أن "الريفيين أبلوا البلاء الحسن، بل وضحوا بوقتهم ومالهم وحملوا هم الحراك والمختطفين على عاتقهم وتقاسموا المعاناة غير مكترثين بالأصوات الهدامة، التي عبثا تحاول تشتيت الشمل واللعب على وتر التفرقة والتخوين بغية ثنينا عن طريق الحق، طريق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية". وطالب الزفزافي بإسقاط جميع الألقاب عنه واعتباره "كسائر أبناء الريف الذين خرجوا ونادوا بإسقاط الفساد والحڭرة"، لافتا إلى أن "المرحلة تحتم رص الصف وترك الايديولوجيات والخلافات الثانوية التي تشتت وتفرق الجمع، فالريف أسمى من الجميع"، وزاد: "يجب أن نكون في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا لإيصال المركب إلى بر الأمان، وإذا كان في سجني حريتكم وفي حريتي ظلم لكم، فأسأل السجان أن يزيدني سجنا على سجن". وأكملت الرسالة أن "الزفزافي لا يسعى سوى أن يكون الشمعة التي تحترق لتنير دروب الضائعين والمظلومين"، داعيا في حال خطفته الموت، إلى صون حراك الريف وأهله وعائلته، معتبرا إياهم أمانة في أعناق المحتجين، وختم مرددا: "عاش الريف ولا عاش من خانه".