على مدى عشرين دقيقة، أعاد برنامج فرنسي نسج خيوط قصة اعتقال الفنان المغربي سعد المجرد، على خلفية اتهامه باغتصاب فتاة فرنسية، والنجاح الذي حققته أغانيه رغم المحنة التي يمر بها منذ أزيد من ثلاث سنوات، ومنعه من مغادرة التراب الفرنسي بقرار قضائي. البورتريه المصور الذي بثته قناة "تي اف 1" ضمن برنامج "سبعة إلى ثمانية" وصف الفنان المغربي ب"أمير البوب" الذي يحظى بشعبية واسعة في بلده وكذا في الشرق الأوسط، وأضاف: "حققت أغانيه ملايين المشاهدات وملأ قاعات حفلاته الفنية قبل أن تتأذى صورته كثيرا بعد اتهامات متتالية له بالاغتصاب والعنف الجنسي". وتطرق البرنامج الفرنسي لمسلسل المتابعات القضائية التي لاحقت المغني المغربي في العاصمة الفرنسية، وتدخل الملك محمد السادس الذي عين له محامياً خاصاً، دون إغفال التضامن الذي لقيه من طرف معجبيه بالمغرب وفرنسا؛ واعتمد في إعادة تركيبه للقصة الكاملة لاعتقال سعد على خلفية اتهامه بالاغتصاب والعنف الجنسي على شهادة أربع من ضحاياه المفترضات للقناة، من بينهن الفرنسية لورا بريول. يبدأ الربورتاج من آخر القصص المرتبطة بحادثة الاغتصاب المفترض لعاملة موسمية بأحد مطاعم "سان تروبي"، داخل غرفة وسط فندق مرموق في ليلة من ليالي غشت صيف السنة الماضية، معتمدا على شهادة إحدى المقربات من الضحية المفترضة. وظهرت في البرنامج الفتاة الفرنسية لورا بريول، التي ارتبط اسمها بقضية لمجرد، والتي اتهمته قبل ثلاث سنوات باغتصابها، فسجن احتياطيا لمدة ستة أشهر، ولازال المحكمة الفرنسية تتابعه على ذمة القضية إلى الآن في حالة سراح مؤقت. وقالت بريول، في حديثها: "توصلت بعروض مغرية تراوحت ما بين 500 ألف أورو ومليون أورو من أجل التنازل عن القضية"، مشيرة إلى أنها رفضت المبلغ لأنها تريد تحقيق العدالة. كما قدمت شابتان أخريان روايتهما للبرنامج، إذ قررتا الحديث إلى وسائل الإعلام عن طريق تسليم شهادة مكتوبة تلتها نيابة عنهما بريول؛ وأوردت في سردها لقصة "الضحية الأولى"، وهي فتاة مغربية، أنها "تعرضت للاغتصاب من طرف لمجرد سنة 2015، في فندق بمدينة مراكش". أما الثانية فتعود أصولها إلى الجزائر، وقالت إنها "تعرضت للاعتداء في شهر أكتوبر من سنة 2017 في باريس، بمنزل صديق سعد لمجرد"، موردة: "افتض بكارتي، ولهذا السبب لا أستطيع الحديث". واتهمت شابة أخرى، فضلت عدم كشف هويتها الحقيقية، حسب البرنامج، "لمعلم" باغتصابها ثلاث مرات متتالية، بعدما تعرفت عليه في إحدى السهرات بمدينة الدارالبيضاء، ثم رافقته إلى منزله. وتابعت المتحدثة ذاتها بأن "محامين مغاربة رفضوا الدفاع عنها والترافع لصالحها في القضية"، بالإضافة إلى رفض الأطباء تزويدها بشهادة تؤكد تعرضها للاغتصاب. الربورتاج ذاته لم يغفل النجاحات التي حققتها أغاني سعد لمجرد، رغم المحن التي مر منها، من بينها "غلطانة" و"let go" و"Casablanca"، وصولا إلى أغنية "بدك إيه". ويذكر أنه سبق للفنان المغربي أن خضع للتحقيق في أكتوبر 2016 بباريس بتهم تتعلق بالاغتصاب قبل أن يودع السجن. وفي أبريل 2017، أطلق سراح سعد المجرد مع حمله لسوار إلكتروني، وذلك بقرار من محكمة الاستئناف بباريس. وفي الأسبوع الأخير من شهر غشت 2018 أمرت النيابة العامة بدراغينيان (جنوب شرق فرنسا)، بإيداع المطرب المغربي تحت الحراسة النظرية، بمركز الدرك بالمحطة السياحية سانت تروبي، جنوبفرنسا، بعد شكوى تقدمت بها امرأة حول اعتداء جنسي مفترض. وفي 05 دجنبر الماضي، وافقت محكمة الاستئناف بمدينة آكس أون بروفانس الفرنسية على منح السراح المؤقت للفنان المغربي، سعد المجرد، بعد دفعه كفالة مالية. وقالت المحكمة إن "احتجازه لم يعد مبرراً في هذه المرحلة من التحقيق".