قبيل حسم القضاء الفرنسي في قضية الفنان المغربي سعد المجرد، أثارت مواكبة الإعلام الفرنسي لقضيته من خلال الربورطاج المصور الذي بثته قناة "تي اف 1" منذ أيام وتصريحات جون مارك فيديد الذي يتولى الدفاع عن "لمعلم" قلقا كبيرا لدى عائلته ومقربيه. مصدر مقرب من الفنان المغربي المتابع بتهمة الاغتصاب اعتبر أن التصريحات الأخيرة لموكله بوصف قضيته ب"المعقدة" تعمق أزمة المجرد بين ردهات المحاكم الفرنسية، بعدما ظهرت بوادر أمل في إغلاق الملف الذي شغل الوسط الفني. المصدر ذاته، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، اعتبر، في تصريحات لهسبريس، أن "تسليط الإعلام الفرنسي الضوء على القضية في هذه المرحلة الدقيقة من شأنه التأثير على مسار القضية وتعميق أزمة الفنان المغربي، خاصة مع الظهور الأخير للمشتكية بعد التزامها الصمت طويلا". وتساءل المتحدث ذاتها عن الأسباب التي دفعت الإعلام الفرنسي إلى أن يتطرق أخيرا لقضيتي الاغتصاب اللتين توبع بهما النجم المغربي سعد المجرد، في العاصمة الفرنسية باريس. وأعاد الإعلام الفرنسي قضية المجرد إلى الأضواء، حيث أكّد محامي المجرد، في مقابلة أجراها المحامي الفرنسي جون مارك فيديدا مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن قضية موكله معقدة، مضيفا "أنه ليس من الطبيعي، أن تشتكي امرأة رافقت رجلا إلى غرفته الخاصة بالفندق في منتصف الليل، دون أي قيود وعلامات الإعجاب بادية عليها". وقال الموقع إن السيدة التي اشتكت ب"لمعلم" صرحت بتلقيها رسالة تفيد مساومتها ب 200 ألف أورو مقابل تخليها عن القضية، مشيرا إلى أن محامي سعد المجرد "يعترف بوجود الرسالة، غير أنه يقول إن موكله لا علم له بها". ولم يفوّت جون مارك فديدا فرصة الحديث عن لورا بريول، ضحية سعد المجرد الأولى، حيث صرّح قائلا: "بالنسبة للسيدة برويل الأحداث متشابهة، يبدو أن هناك بعض التعاطف". من جهة ثانية، كشف المصدر ذاته أن القضاء الفرنسي رفض طلب "لمعلم" بالسفر إلى المغرب قبل صدور الحكم النهائي خلال الأيام المقبلة، مضيفة أن "القاضي فرض عليه تسليم جواز سفره وامتثاله لشروط المراقبة القضائية، مقابل تمتعه بالسراح المؤقت". يذكر أنه سبق للفنان المغربي أن خضع للتحقيق في أكتوبر 2016 بباريس بتهم تتعلق بالاغتصاب قبل أن يودع السجن. وفي أبريل 2017، أطلق سراح سعد المجرد مع حمله لسوار إلكتروني، بقرار من محكمة الاستئناف بباريس. وفي الأسبوع الأخير من شهر غشت 2018، أمرت النيابة العامة بدراغينيان (جنوب شرق فرنسا) بإيداع المطرب المغربي تحت الحراسة النظرية، بمركز الدرك بالمحطة السياحية سانت تروبي، جنوبفرنسا، بعد شكوى تقدمت بها امرأة حول اعتداء جنسي مفترض. وفي 05 دجنبر الماضي، وافقت محكمة الاستئناف بمدينة آكس أون بروفانس الفرنسية على منح السراح المؤقت للفنان المغربي سعد المجرد، بعد دفعه كفالة مالية. وقالت المحكمة إن "احتجازه لم يعد مبرراً في هذه المرحلة من التحقيق".